المملكة تتغيَّر:
بالإضافة إلى أمن الطاقة, تشترك واشنطن والرياض في العديد من أهداف السياسة الأخرى بما في ذلك إنهاء الحرب الأهلية في اليمن, واحتواء طموحات إيران النووية, والحفاظ على الاستقرار السياسي في مصر والأردن وباكستان, وتستفيد أمريكا من ربط السعوديَّة عملتها بالدولار وبيع نفطها بالدولار إلى حد كبير, ويدرك السعوديون أن معظم معداتهم العسكرية المتطورة لا تزال تأتي من الولايات المتَّحدة, وللولايات المتَّحدة مصلحة واضحة جدًا في الاستقرار السياسي للمملكة العربية السعوديَّة, وفي حالة انهيار النظام الملكي السعودي, فلن يتم استبداله بحكومة علمانية ديمقراطية, ولكن بشيء يشبه جماعة الإخوان المسلمين في مصر, وآيات الله في إيران, وداعش في العراق, وطالبان في أفغانستان, هؤلاء هم الفاعلون ذوو القوة والتنظيم لإسقاط الحكومات العربية, علاوة على ذلك, من المحتمل أن يؤدي انهيار النظام الملكي السعودي إلى حدوث أحداث مماثلة في جميع دول الخليج العربي الأخرى, وقال كل من "Michael Gfoeller" وهو مؤلف كتاب Vision or Mirage، Saudi Arabia at the Crossroads ورئيس سابق للبعثة في السفارة الأمريكيَّة في المملكة العربية السعوديَّة, و"David H. Rundell", وهو مستشار سياسي سابق للقيادة المركزية الأمريكيَّة وعضو مجلس العلاقات الخارجية, في تقريرهما في "news week", عن أنَّه على الرغم من تلك العلاقة, والمصالح المشتركة, بدأت المملكة العربية السعوديَّة في تبني سياسة خارجية أكثر حزماً واستقلاليَّة, فهم يدركون أن الصين, وليس الولايات المتَّحدة, هي الآن أكبر شريك تجاري لهم, وهم يقدرون أن التعاون مع روسيا, وليس الولايات المتَّحدة, قد جدد قدرة أوبك على تحريك أسواق النفط, وأصبحوا يشككون في التزام أمريكا بأمن السعوديَّة ويعترفون بأن موسكو وبكين لديهما نفوذ في طهران أكثر من واشنطن[1], "فهد ناظر", المتحدث باسم السفارة السعوديَّة في واشنطن, قال أنَّه على الرغم من الشكوك, فإن العلاقات بين البلدين أقوى من أي وقت مضى, وقال ناظر لـ"كاتي جنسن", مقدمة برنامج "Frankly Speaking", برنامج Arab News الحواري الذي يعرض مقابلات مع صانعي السياسة البارزين: "هذه علاقة لم تدوم فحسب, بل استمرت حقًا في التوسع والتعمق على مر السنين"[2].
وعلى الطرف الآخر أشار "John Hudson", إلى العلاقة الأمريكيَّة السعودية سيئة, حيث هدَّد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان, بتغيير العلاقة بين الولايات المتَّحدة والسعوديَّة التي دامت عقودًا, وفرض تكاليف اقتصادية كبيرة على الولايات المتَّحدة, إذا ردت على تخفيضات النفط, ووفقًا لوثيقة سرية حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست", زَعَم ولي العهد أنَّه "لن يتعامل مع الإدارة الأمريكيَّة بعد الآن", كما جاء في الوثيقة, ووعد "بعواقب اقتصادية كبيرة لواشنطن", وهذا التهديد, يكشف التوتر في قلب علاقة قائمة منذ فترة طويلة على النفط مقابل الأمن, ولكنها تتطور بسرعة مع اهتمام الصين المتزايد, وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي "لسنا على علم بمثل هذه التهديدات من قبل السعوديَّة"[3], وفي زيارة "بلينكلن" الأخيرة لتخفيف التوترات, قال وزير الخارجية السعودي إنَّ المملكة تسعى للحصول على مساعدة نووية أمريكيَّة, وأضاف بعد لقاءه مع نظيره الأمريكي, "هناك آخرون يقدِّمون عطاءات"[4], في إشارة للصين وروسيا, وفي ذات الإطار أشار "Clint Van Winkle" في معهد "the media line", إلى أنَّ الصين تعمل على تكثيف أنشطتها الاقتصاديَّة والدبلوماسية والعسكريَّة, بتشجيع من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, ويقول المحللون وأعضاء الكونجرس إن الولايات المتَّحدة يجب أن تكافح دور الصين المتنامي في المنطقة, لكن بعد سنوات من التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة, وعلاقة مستمرة شبيهة بالحرب الباردة بين الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعوديَّة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وإدارة بايدن, تتدخَّل الصين لملء الدور الدبلوماسي الإقليمي الذي كان ذات يوم المجال الحصري للولايات المتَّحدة, وقالت الدكتورة "ميليندا ماكليمانس", مساعدة مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة ولاية أوهايو والمؤلفة المشاركة لكتاب "مفاتيح لفهم الشرق الأوسط", لموقع ميديا لاين, إنَّه أمر لا يمكن التنبؤ به للغاية, وقالت ماكليمانس إن العلاقة مع السعوديَّة تدخل مرحلة جديدة في عهد محمد بن سلمان, إنه نموذج جديد مع محمد بن سلمان ... يبدو أن عهد كيسنجر قد انتهى", ووفقًا للنائب الجديد الدكتور "ريتش ماكورميك", إن صعود الصين في المنطقة يرجع جزئيًا إلى السياسة الخارجية للرئيس بايدن, وبسبب السياسة الخارجية الفاشلة لإدارة بايدن في الشرق الأوسط, كان الحزب الشيوعي الصيني, قادراً على التوسط في صفقات بين إيران والمملكة العربية السعوديَّة, فضلاً عن المصالحة السورية في الخليج, ونتيجة لذلك, أصبحت إيران وسورية أكثر جرأة لمواجهة الولايات المتَّحدة عسكريًا, وبالتالي تحتاج أمريكا إلى إعادة تأكيد مكانتها كشريك قيم وموثوق به للدول النامية في الشرق الأوسط, وفي جميع أنحاء العالم, لأننا إذا لم نفعل ذلك, فستفعل الصين, كذلك أشار "برادلي بومان" و"أورد كيتري", و"ريان بروبست", لمعهد "fdd", إلى أنَّ أنَّه مع تقدم إيران نحو ترسانة نووية, والنظر إلى الولايات المتَّحدة على أنها في حالة تراجع, يختبر السعوديون مبدأ" إذا لم تتمكن من التغلب عليهم, انضم إليهم", من خلال الاقتراب من إيران والصين, لمنع مثل هذه إعادة التنظيم الإقليمية, مع ما تنطوي عليه من مخاطر على أمن الولايات المتَّحدة, تحتاج الشراكة بين البلدين إلى إعادة التفعيل[5], وتأتي تلك السياسة المتأرجحة للمملكة, في ظل العمل على تقليل الفجوة السياسيَّة بين البلدين, فبالإضافة إلى زيارة بلينكلن الأخيرة, هناك مباحثات لمداورة مطالب المملكة التي تضغط من أجلها, لمنع الاستدارة نحو الحلفاء الآخرين, حيث قال "Dr. James Dorsey" في "global village space", أنَّه وبحسب ما ورد لاقترحت المملكة العربية السعوديَّة, تقوم المملكة والشركات الأمريكيَّة, بإنشاء كيان مشترك لإدارة البرنامج النووي للمملكة لتخفيف المخاوف الأمريكيَّة, وسيمنح الكيان الشركات الأمريكيَّة دورًا مباشرًا في تطوير البرنامج والإشراف عليه, بما في ذلك تخصيب اليورانيوم في المملكة, وتهدف المناورات الأمريكيَّة والسعوديَّة إلى إيجاد مركز ثقل جديد في العلاقات التي من شأنها أن تحل محل صفقة عمرها عقود من الوصول المفضل للولايات المتَّحدة إلى النفط السعودي, في مقابل دفاع الولايات المتَّحدة عن المملكة العربية السعوديَّة ضد التحديات الخارجيَّة والدعم السعودي لها, ولكن مثل تلك الصفقات تحتاج إلى تحديث العلاقة[6].
رسالة أم تكتيك, الإمارات تلغي الشراكة البحريَّة مع الولايات المتَّحدة:
شَهدت العلاقات بين البلدين توترات بسبب تفاعل الإمارات مع الصين, وأثيرت مخاوف بشأن علاقات الإمارات مع الصين والمخاطر المحتملة على التكنولوجيا العسكرية الأمريكيَّة, وقدمت الولايات المتَّحدة سلسلة من المطالب, بما في ذلك ضمان أمن التكنولوجيا العسكرية الأمريكيَّة, والحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل, والحد من استخدام الأسلحة المكتسبة في مناطق الصراع مثل اليمن وليبيا, كما طلبوا إزالة شركة Huawei Technologies الصينية من شبكة الاتصالات في الإمارات العربية المتَّحدة, ردًا على هذه المطالب, علقت الإمارات المناقشات حول صفقة الأسلحة وفتحت محادثات مع الصين بشأن المعدات العسكرية, علاوة على ذلك, تمارس الولايات المتَّحدة ضغوطًا على الإمارات, إلى جانب مصر, لمعالجة وجود مجموعة فاغنر الروسية في ليبيا والسودان, بعد توسيع العقوبات الأمريكيَّة على المجموعة الروسية لدورها في الصراع الأوكراني, ولا يزال تأثير قرار دولة الإمارات العربية المتَّحدة على عمليات القوات البحرية المشتركة والعلاقات بين الولايات المتَّحدة والإمارات العربية المتَّحدة غير مفهوم بالكامل, وفي ظل هذا الإبهام, أشار موقع "navy recognition", إلى انسحاب الإمارات المؤخر من اتفاقيَّة الشراكة البحرية, مع الولايات المتَّحدة, كجزء من تقييمها المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء, وقد يؤثر هذا القرار على العلاقات العسكرية الأمريكيَّة الإماراتية, والتي تشمل حاليًا وجود ثلاث قواعد عسكرية أمريكية في الإمارات: قاعدة الظفرة الجوية, وقاعدة المنهاد الجوية, وقاعدة الفجيرة البحرية, كما يجري بناء مستشفى عسكري كبير, وهو ما يرمز إلى شراكة عسكرية عميقة الجذور بين البلدين[7], وأشار موقع "Macau business", إلى أنَّ ذلك المركز تأسس لإدارة المشاريع, ومقره البحرين في عام 2001م, وفي البداية كشراكة بين 12 دولة, وتنشط في مياه الخليج الحيوية والمضطربة, حيث تم الاستيلاء على ناقلات النفط والهجوم عليها في الأشهر الأخيرة, قال متحدث باسم القوات البحرية المشتركة إن الإمارات تظل دولة شريكة, على الرغم من تعليق مشاركتها, وصرح القائد "تيموثي هوكينز" لوكالة فرانس برس أن "القوة العسكرية المشتركة لا تزال تضم 38 دولة شريكة, من بينها الإمارات العربية المتَّحدة"[8], ليس هذا وحسب, بل أشار موقع "times of Israel", إلى أنَّ الإمارات وإيران والسعوديَّة والإمارات وعمان, يعملون على تشكل قوَّة بحريَّة مشتركة, ويزعم قائد البحرية الإيرانيَّة أن التحالف سيضم أيضًا قطر والبحرين والعراق والهند وباكستان؛ وجاء الإعلان بعد يومين من إعلان الإمارات انسحابها من تحالف بحري تقوده الولايات المتَّحدة, مكلف بتأمين الممرات المائية المتوترة في الخليج والتي تعتبر حيوية لتجارة النفط العالمية[9], وأشار موقع "sputnik globe", إلى أنَّ هذا الانسحاب الإماراتي يوجِّه ضربة إلى الهيبة العسكرية الأمريكيَّة, لكن يسارع المسؤولون الأمريكيون للتقليل من شأن الانسحاب باعتباره حالة مؤقتة, لكن المبادرات الدبلوماسية الأخيرة للإمارات العربية المتَّحدة تجاه إيران تشير إلى خلاف ذلك[10], ويأتي هذا التسلسل المتوتُّر للعلاقة, رغم المباحثات والعلاقات التجاريَّة المتنوِّعة, حيث أشار موقع "the well news ", إلى أنَّ الإمارات العربية المتَّحدة وإدارة بايدن, وقَّعتا مؤخراً, إطار عمل رئيسي جديد للطاقة النظيفة, واتفقا على استثمار 100 مليار دولار بشكل مشترك في مشاريع تهدف إلى إنتاج 100 جيجاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035م, وقال "جان بيير": "من خلال الشراكة, ستركز الولايات المتَّحدة والإمارات العربية المتَّحدة على التطوير القابل للتطوير لمصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات"[11], وأشار موقع "ft", إلى أنَّ الولايات المتَّحدة والإمارات تؤيدان الشراكة الأمنيَّة رغم الإحباطات, وكرر مسؤولون أميركيون وإماراتيون كبار "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين بعد محادثات في واشنطن, بعد أيام من كشف الدولة الخليجية عن توقفها بالمشاركة بفرقة البحرية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتَّحدة, وبالتالي تعتبر هذه الخطوة علامة أخرى على الإحباطات المستمرة منذ فترة طويلة في الإمارات مع مستوى الدعم العسكري الأمريكي لمنطقة الخليج, حيث شعرت القيادة الإماراتية أن واشنطن كانت بطيئة في الرد على الهجمات "الحوثية", على عاصمة الدولة الخليجية, على عكس شركاء آخرين, مثل فرنسا, واعتبرت أبو ظبي الرد دليلاً آخر على ما تعتبره عقدًا من انسحاب الولايات المتَّحدة من المنطقة وعدم القدرة على التنبؤ بالسياسة, كما شعرت الإمارات بخيبة أمل من ردود الفعل الأمريكيَّة على الهجمات التخريبية ضد الشحن التجاري في خليج عمان والهجمات الصاروخية على البنية التحتية النفطية السعوديَّة الحيوية في عام 2019 والتي ألقي باللوم فيها على إيران, وبينما تسعى الإمارات العربية المتَّحدة إلى اتفاق حول الحماية الأمنية, أثارت واشنطن قضايا تتعلق بعلاقات أبو ظبي الوثيقة مع قوى أخرى, بما في ذلك الصين, التي تبرز كقوة أكثر نفوذاً في المنطقة الغنية بالنفط, كما اجتذبت الإمارات العديد من الروس وأصولهم في أعقاب الحرب الأوكرانية, مما أثار مخاوف في الغرب من أن العاصمة المالية الخليجية قد تظهر كملاذ لخرق العقوبات[12], ولا تزال العلاقة ضبابية, مع وجود تقارب إماراتي مع حلف الصين وروسيا وإيران, حيث أنَّه وكرسائل متعددة الأوجه, حسبما أفاد موقع "amwaj.media" تعزز الإمارات التواصل مع إيران, وسط توترات مع الولايات المتَّحدة بشأن الضمانات الأمنيَّة, ووسط تعامل أبو ظبي مع طهران, انتقدت وكالة أنباء الإمارات تقارير في وسائل الإعلام الأمريكيَّة التي أشارت إلى ضغوط الإمارات على واشنطن "لاتخاذ خطوات أكثر قوة لردع إيران", وإلى جانب الاعتراف بتقلص النفوذ الأمريكي المحتمل في مشهد جيوسياسي متعدد الأقطاب, يمكن أن يعكس التواصل الإماراتي مع القوى غير الغربية تكتيكًا لتأمين التزامات أمريكية أقوى, وفي غياب ضمانات أمنية رسمية من الولايات المتَّحدة, من المرجح أن تسعى الإمارات العربية المتَّحدة إلى شراكات أمنية موسعة مع دول مثل الصين وروسيا[13].
قطر تتجه إلى الولايات المتَّحدة, وآخرون يبتعدون:
أنَّ العلاقة بين الولايات المتَّحدة وقطر أكثر تعقيدًا من مجرد "صديق" أو "عدو", وقال "Eric R. Mandel" في "the messenger", أنَّ قطر وافقت على طلبات إدارة بايدن, بما في ذلك المساعدة في انسحاب القوات الأمريكيَّة من أفغانستان عام 2021م, ولا تزال واحدة من أفضل حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط, وعمل قطر على سد الفراغ بين دول الخليج والولايات المتَّحدة, في تصرفها كدولة تتجنب التصعيد وتنفذ خيارات واشنطن في المنطقة وتمتثل لها[14], وأشار "James M. Dorsey" في موقع "algemeiner", إلى أنَّ قطر تتجه نحو الولايات المتَّحدة, بينما تبتعد السعوديَّة والإمارات قليلاً, فبعد أكثر من ثلاث سنوات من دفن أحقاد الحرب, يتحرك الخصوم الخليجيون السابقون بطرق منفصلة بينما يناورون منافسة القوى الكبرى, ومن المفارقات أن مناهضي الإسلاميين مثل المملكة العربية السعوديَّة والإمارات العربية المتَّحدة قد انجرفوا نحو استقلال أكبر عن الولايات المتَّحدة, في حين أن قطر -التي يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها ملاذ للإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين- تقترب من الولايات المتَّحدة, كشريك أمني دائم, ودعماً للولايات المتَّحدة, غادر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني القمة قبل أن يخاطب الأسد اجتماع جدة, وأظهر انسحاب آل ثاني العلاقات العميقة التي تربط قطر بالولايات المتَّحدة, ومع ذلك, فإن تعميق العلاقات لم يمنع قطر, موطن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط, من إبقاء خطوطها مفتوحة للصين, من بين أمور أخرى, من خلال منح جمهورية الشعب الوصول إلى ميناء حمد وشراء صواريخ باليستية صينية, ومع ذلك, فإن قطر, على عكس الإمارات العربية المتَّحدة, كانت حريصة على عدم إثارة غضب الولايات المتَّحدة أو الابتعاد عن سياسات الولايات المتَّحدة[15], وكنوع من سعي واشنطن إلى تمتين تلك العلاقة, والنظر إلى قطر من نفس الزاوية التي تنظر بها واشنطن إلى قطر, أشار معهد "rferl", إلى أنَّ الولايات المتَّحدة, وافقت على بيع أسلحة بقيمة مليار دولار لقطر, خلال مباراة كأس العالم, وكانت الصفقة التي صرح عنها مؤخراً, في 29 نوفمبر جرت خلال فترة الشوط الأوَّل من مباراة كأس العالم 2022م بين إيران والولايات المتَّحدة, حيث أعلنت وزارة الخارجية أنها وقعت على اتفاقيَّة شراء قطر لـ 10 أنظمة دفاعية للطائرات بدون طيار و200 صاروخ اعتراض, ومعدات ذات صلة مع بدء النصف الثاني من اللعبة الأمريكيَّة الإيرانيَّة, وربما تكون لذلك التوقيت إشارات واضحة لدول المنطقة ككل وإيران بشكل خاص[16], وحسب "ap news", قالت وزارة الخارجية, في بيان إن الصفقة ستدعم السياسة الخارجية وأهداف الأمن القومي للولايات المتَّحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن دولة صديقة, ولا تزال تشكل قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط, وستعمل على تحسين قدرة قطر على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال توفير قدرات الهزيمة الإلكترونية والحركية ضد أنظمة الطائرات بدون طيار, وقالت الوزارة إنَّ قطر لن تجد صعوبة في استيعاب هذه المواد و / أو الخدمات في قواتها المسلحة[17].
سلطنة عُمان تقود مباحثات إيرانيَّة أمريكيَّة:
تسعى سلطنة عُمان للعب دور دبلوماسي مع العديد من الدول المتحاربة في المنطقة, وأشار "Barak Ravid", إلى أنَّ إيران تؤكِّد إجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتَّحدة في عمان, ولها أهمية كبيرة, حيث أنَّ ذلك مثل "محادثات تقارب" كأول مشاركة غير مباشرة معروفة بين الولايات المتَّحدة وإيران, بهذه الطريقة منذ عدة أشهر, وقد حدث ذلك وسط مخاوف متزايدة في البيت الأبيض بشأن التقدم النووي الإيراني[18], وحسب "nhk", قالت طهران إنَّ عمان توسطت في محادثات بين إيران والولايات المتَّحدة بشأن الاتفاق النووي, ومنذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه, أجرت الولايات المتَّحدة وإيران محادثات تهدف إلى إحياء الاتفاق, وعمل الاتحاد الأوروبي وآخرون كوسطاء, لكن لم يكن هناك تقدم يذكر, حيث لم يتمكن الجانبان من تضييق خلافاتهما بشأن الصفقة, ولم تجر أي محادثات رسمية منذ سبتمبر من العام الماضي[19], وحسب "military", قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية, إن بلاده كانت "تجري محادثات غير مباشرة" مع الولايات المتَّحدة عبر عمان[20], وعن الأهداف أشار موقع "jns", كان الهدف من المحادثات الوصول إلى "تفاهم" بين الجانبين, وعلى الرغم من أن زيارة منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك إلى عُمان قد تم الإبلاغ عنها سابقًا, إلا أن الاتصالات غير المباشرة مع إيران لم تكن كذلك, كان الهدف من الرسائل غير المباشرة هو الوصول إلى "تفاهم" بين الجانبين بموجبه تخفف إيران من تصعيد برنامجها النووي, وتقلل من أعمالها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط, وتعيد التفكير في إمداد روسيا بالأسلحة لحربها في أوكرانيا, وبحسب ما ورد حذرت الولايات المتَّحدة إيران من أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا تحركت نحو تخصيب اليورانيوم بنسبة 90٪ المطلوب لصنع سلاح نووي[21], وحسب "Tehran times ", يعتقد محللون سياسيون أن مثل هذا السيناريو انطلق لإلقاء اللوم على إيران سعيا لمزيد من التنازلات, بعبارة أخرى, بذل المسؤولون الأمريكيون قصارى جهدهم لتشكيل الرأي العام بأن إيران وليست الولايات المتَّحدة أو حلفاؤها الأوروبيون ما زالوا طرفًا في الاتفاق النووي لعام 2015م, الذي يمنع إحياء الاتفاقية متعددة الأطراف, لتوضيح الأمر بشكل أكثر صراحة, يبدو من الغريب أنهم يريدون وضع هذه الحقيقة المرة في طي النسيان أن الولايات المتَّحدة هي التي تراجعت عن الاتفاق المتفق عليه دوليًا وهي المسؤولة الوحيدة عن جميع العواقب[22].
إشارة أمريكيَّة للبحرين, لاستعادة العلاقة مع طهران:
في إطار سلسلة من التحليلات التي تتحدَّث عن قبول أمريكي للمباحثات الجارية بين دول الخليج العربي وإيران, تحدَّث موقع "jpost", إلى أنَّ إيران والبحرين, سيستعيدا العلاقات الدبلوماسية قريباً[23], وأشار موقع "ifp news", إلى أنَّ الولايات المتَّحدة تقول, أنَّ إيران والبحرين من المرجح أن تستعيدا العلاقات الدبلوماسية قريبا, وقال دبلوماسي أمريكي كبير لشؤون الشرق الأوسط إنَّ المنامة من المرجح أن تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع طهران "في وقت ما قريبا"[24], حيث تحدثت باربرا ليف, مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكيَّة لشؤون الشرق الأدنى, عن إمكانية استعادة البحرين العلاقات الدبلوماسية مع إيران, وقالت للمشرعين: "أعتقد أن ذلك سيحدث في وقت ما قريبًا"[25], وحسب موقع "new Arab", إلى أنًّه وفي حديث باربرا ليف مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكيَّة لشؤون الشرق الأدنى للمشرعين, عن إمكانية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وإيران, قالت "أعتقد أن ذلك سيحدث في وقت ما قريبًا", ويأتي ذلك في ظل تعزيز العلاقة بين البحرين والولايات المتحدة, حيث أكَّد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء في استقباله قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكيَّة قائد الأسطول الخامس الأمريكي, وقائد القوات البحرية المشتركة اللواء "تشارلز ب. كوبر", على تعزيز العلاقات بين البلدين[26], كذلك التقى مؤخراً وكيل الشؤون السياسية البحريني الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة, نائب رئيس بعثة السفارة الأمريكيَّة لدى البحرين, "ديفيد ب. براونستين"وناقش الاجتماع التعاون والشراكة الاستراتيجية[27].
الكويت تعزِّز الشراكة عسكريَّاً وفي الأمن السبراني:
تعمل الكويت إلى تعزيز تعاونها وعلاقتها مع الولايات المتَّحدة الأمريكية, في العديد من الأصعدة والمجالات, خاصة المجال العسكري والأمني, وأشار موقع "Arab news", إلى أنَّ وزير الخارجية الكويتي, وقائد البحرية الأمريكيَّة يبحثان التعاون الأمني, حيث التقى مؤخراً الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح وزير الخارجية الكويتي, و"براد كوبر" قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكيَّة لتنسيق ذلك[28], كذلك أشار موقع "Arab news", إلى أنَّ وزير الخارجية الكويتي, وقائد البحرية الأمريكيَّة يبحثان التعاون الأمني, حيث التقى مؤخراً الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح وزير الخارجية الكويتي, و"براد كوبر" قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكيَّة لتنسيق ذلك[29], كذلك أشار موقع "navy", إلى أنَّ الكويت إلى جا