نورٌ و رُكام

كتبت مايا شعيب

2023.02.07 - 12:06
Facebook Share
طباعة

 يحيط بنا الغبار و تعتلينا سحب قاتمة، يقصف الرعد فنستيقظ من غفلتنا على وميض برقه الذي يخطف الأبصار، تلبدت السحب في سماء الكوكب، رائحة نار و بارود في البلاد القريبة، وأخبار قتلى و ضحايا مرة باسم الحرية و مرة باسم الوطن، باتت الأرض مسرحاً لحفلة جنونية يحييها طغاة قد وصل بهم طغيانهم و جشعهم و استبدادهم حد الجنون، هل نسمي ذلك الذي يظلم و يقتل و يسرق خيرات ارض و بلاد انساناً؟ هل نصدق ان من يذبح و يسبي و يستبيح خيرات و أعراضاً شريفاً؟ اختلط على المسرح الحق بالباطل، في أقاصي الكوكب حيتان تتصارع على خيرات المحيط، وفي اطرافه حلبات نزالٍ اشبه بمصارعة الثيران، شعوبٌ تنتفض و أخرى ترزح تحت نير الظلم و العبودية وشعوبٌ مترفة يرتع فيها العلم و يسكنها الأمان، وحرب من نوع آخر مستحدثة تنشر فيروساتها في الأجواء لتحول جمهور الأحياء الى حقول اختبار جديدة للداء و الدواء، حفلة جنون، فوضى غير مسبوقة يرافقها جموح عارم و تفلت من مبادىء و قيم و معايير لطالما كانت عماداً لصرح الإنسانية و الحب و الايمان…قد نخر السوس نفوس أجيالنا و استوطن العفن عقولهم، نحن لا نجلد أنفسنا و لا نقيم الحدّ على القيمين على هذا العالم المتهالك، فكلما أدرنا الطرف ناحية أبصرنا دماراً مختلفاً.. وما زلنا نتخبط في الخراب الذي لم نشهد لها مثيلاً من قبل! اختلط فيه "الحابل بالنابل" و "الحق بالباطل" ولشدة اتخاذنا بالملمّات و المهمّات و بالدنيا و غرورها فاتنا النظر الى الأعلى، الى السماء المرفوعة، للطفك نحن راجون و لحلمك و عظيم عفوك مريدون، لك الحمد في السراء و الضراء ولك الحمد أن رددتنا اليك في كل مرة ابعدتنا عن سبيلك دروب و اخذتنا عن وصل حبالك الآمال البعيدة، لنا في كل نائبة حلّت و كنت لنا من المنَجّين عِبرة، و لنا في كل مشهد أدمى قلوبنا و أسال دموعنا محطةَ شكرٍ و امتنانٍ لفضلك، قد أعدت فينا روح نبي الإنسانية و المرسل رحمة للعباد، و روح عيسى الذي بلسم جراح المرضى و أزال أوجاعهم، نسألك اللطف في أقدارك و العون عند النوائب، تغمد أرواحاً لجأت اليك هاربة من اوجاع الدنيا و غربة الاوطان و تشردٍ في ليالٍ باردة، تغمدها برحمتك و داوِ جراحَ موجوعين قد أفجعهم رحيل أحبة تحت ركام الأحلام…

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4