يبدو أن تركيا باتت قريبة من اتخاذ موقف نهائي وقرار حاسم بشأن الشخصية السودانية التي ستلعب دور العميل التركي الذي يحقق لها مصالحها، فيبدو ان اختيار تركيا سيقع على محمد حمدان دقلو المعروف بلقب حميدتي وهو الآن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني.
على كل حال في 27 مايو، عقد مؤتمر صحفي مشترك بين نائب رئيس الجمهورية التركية فؤاد أقطاي ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، وقال خبراء وقتها أن رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان يشعر بالقلق إزاء نتائج زيارة دقلو إلى تركيا.
تلقى دقلو خلال تلك الزيارة دعمًا ماديًا ومعنويًا واتفاقًا مع أنقرة لتوقيع بعض الاتفاقيات التي تتجاوز صلاحياته واختصاصاته الرسمية، ومن ثم التقى البرهان نفسه مع الرئيس التركي أردوغان في أنقرة في 14 أغسطس، حيث تم توقيع العديد من مذكرات التفاهم.
البرهان يريد البقاء في السلطة بعد انتهاء الفترة الانتقالية وذلك بأي شكل من الأشكال وأمر من الأمور ورغم ما يقوله المتابعون والمحللون، فالبرهان عازم على أن يبرهن انه شخصية قوية ولا يمكن ازاحته بسهولة من المشهد السوداني حتى بعد انتهاء ولايته كرئيس للمجلس السيادي الانتقالي.
لكن ليست كل الرياح تجري كما تشتهي سفينة البرهان، فمحمد حمدان دقلو منافس قوي ليس فقط بسبب علاقاته الدولية بل وايضا لانه يملك قوة ضاربة تحت تصرفه وهي توازي الجيش السوداني ان لم تكن اقوى منه حتى، وهذا طبعا مصدر قلق كبير للبرهان.
يبدو انه وكما قال متابعون فالحرب الباردة والصراع على النفوذ بين الرجلين هو امر حتمي وبات يخرج الى العلن والى السطح، وعلى الارجح سيزداد التناحر والصراع بينهما مع اقتراب الفترة الانتقالية من نهايتها.