إرادة الشعب نحو الإنتخابات أمام عرقيل الإخوان المسلمين

فادي الصايغ _ موسكو

2021.08.25 - 05:36
Facebook Share
طباعة

 تواجه ليبيا اليوم جبهات أمنية وسياسية تهدد الإستحقاق الإنتخابي المقبل، خصوصاً أن الأزمات الداخلية تصاعدت في الفترة الأخيرة ما يمثل عائقاً في طريق الوصول إلى مسار آمن، لكن هناك إرادة حقيقية لتجاوز المخاض العسير ببدء المعركة مع رُعاة الإرهاب والاطراف المعرقلة رغم أنها مُعقدة وقاسية، غير أنهم لا يَتهيبون خوضها، بما يضمن الإسراع نحو صناديق الإقتراع وإنهاء الكيانات الإنتقالية التي ساهمت في تأزم الوضع في ليبيا.

وعلى الرغم من الإتفاقيات الموقعة والتعهدات، إلا أن بعض القوى الخارجية لم تلتزم بهذه التعهدات بسحب قواتها وميليشياتها من الأراضي الليبية، بل على العكس عملت على جلب المزيد من المرتزقة وتحشيد قواهم في رسالة منهم إلى إمكانية شن حرب جديدة في حال لم تسري الأمور على هواهم.

ويمكننا القول أن جماعة الإخوان المسلمين تبذل جهودها لعرقلة المسار السياسي الرامي لإجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها لإدراكهم أن هذه الإنتخابات لن تكون في صالحهم، ولأنها باتت على يقين أن الشعب الليبي ضاق ذرعاً بممارساتها، وباتت تشكل كابوساً يومياً.

ولكن تظل إرادة الشعب الليبي أقوى من جميع العراقيل والتهديدات التي تتعرض لها من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الأطراف الخارجية. حيث تتزايد يوماً بعد يوم أعداد المسجلين للإنتخابات في رسالة واضحة على رغبة الشعب الليبي في الخروج من المعاناة المستمرة لأكثر من عشر سنوات وعدم إكتراثهم لأي ضغوطات.

فبحسب تقارير المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات فإن عدد المسجلين بمنظومة الناخبين بلغ 2.830.970 ناخب وناخبة في الداخل، أما في الخارج فقد وصل إلى 2378. وأوضحت المفوضية أن أعداد الناخبين إرتفعت بشكل ملحوظ مباشرةً بعدما أعلن مجلس النواب الليبي إعتماد قانون إنتخاب الرئيس من الشعب مباشرة.

يُذكر أن أعضاء مجلس النواب الليبي في جلستهم الأخيرة صوتو بالأغلبية على إعتماد قانون إنتخاب الرئيس من الشعب مباشرة، الأمر الذي أثار سخط داعمي جماعة الإخوان المسلمين. حيث خرج رئيس المجلس الأعلى للدولة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، خالد المشري، بتصريح إتهم فيه مجلس النواب بأنه يعمل لصالح طرف معين وليس لصالح الشعب الليبي. كما أكد عن تمسكه بمقترح إختيار رئيس الدولة عن طريق البرلمان.

وفي الصياغ ذاته، لوح عضو المجلس الأعلى للدولة، عبدالقادر الحويلي، براية تأجيل الإنتخابات وقال إن الأغلبية حالياً مع ‏تأجيل الإنتخابات الرئاسية، منوهاً إلى أن الحسم سيكون خلال ‏جلسة ملتقى الحوار السياسي المقبلة.

الأمر الذي أثار تعجب عضو مجلس النواب، سعيد أمغيب، وعلق عليه قائلاً:" ما يعرف تجاوزاً بالمجلس الأعلى للدولة المسيطر عليه من قبل جماعة الإخوان المسلمين ومن يدور في فلكهم، يعتبرون مجلس النواب جسم شرعي حي و يقبلون أن يتقاسموا معه تسمية المناصب السيادية، ويقبلون منه منح الثقة للحكومة، لكن عندما يصدر قانون إنتخاب الرئيس من الشعب بما لا يتناسب مع هواهم، يصرخون ويصفونه بالجسم الميت الفاقد للشرعية !!؟؟".

ورغم العراقيل يستمر الشعب الليبي في رحلة كفاحه ضد الجماعات والأطراف المعادية لفكرة إنتخاب رئيس للدولة، كونها مستفيدة من حالة الشتات والفوضى التي تعيشها البلاد، ويظل السؤال هو هل ستنتصر إرادة الشعب الليبي وتصل إلى الإنتخابات؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3