التطبيق الملياري الذي جذب الكبار والصغار، أصبح اليوم مصدر خوف كبير لجميع الأهالي ، نعم إنّه التيك توك يا سادة، فبعد الصدمة التي أحدثتها القضية قبل أيام، تشير تفاصيلها الأخيرة، بحسب مصادر إعلامية مطلعة، أنه تم يوم الثلاثاء الماضي توقيف أحد أشهر "الـتيك توكر" في لبنان وهو يملك صالونًا لتصفيف شعر الرجال "بتهمة استدراج
الأطفال واغتصابهم، بعدما فضحه "تيك توكر" شهيرٌ آخر كان أوقف قبله بساعات.
يسأل الجميع الآن: "كيف يمكن أن نحمي أطفالنا على تيك توك؟" من المحتوى غير المقيّد وإمكانية الوصول والتواصل مع عدد كبير من الغرباء.
مخاطر السوشيال ميديا بدأت تزداد يوما بعد يوم، ولم تعد اخبار الجرائم الإلكترونية محصورة بخبر ورقي او تلفزيوني نسمعه او نقرأه، بل امتدت يداه الأخطبوطية لتطال كل بيت وحي قريب منا وقد تصل إلينا.
ولخطورة القضية وضرورة التنبه والحذر من تبعاتها كان لوكالة أنباء آسيا حوار مع الأستاذة رشا شومان مدربة ومرشدة اجتماعية_ تربوية وصاحبة كتاب "مجتمع الشبكات"، التي وجهت رسالة على قدر كبير من الأهمية للأهل الذين يجهلون الآفات الكبيرة التي ينجر إليها أبناءهم عبر التطبيقات الالكترونية ووسائل التواصل لا سيما تطبيق تيك توك،
لافتة إلى أنّ هناك دولًا تحترم حقوق الطفل والمراهقين تراقب المواقع والتطبيقات وتحظر قوانينها على الأطفال استخدام هذه التطبيقات دون سن ال14 عاماً.
لذلك تعتبر شومان أن أهم طرق الحماية من مخاطر الجرائم الالكترونية، (طبعا يجب الانتباه للمرحلة العمرية، فلكل مرحلة عمرية طريقة مختلفة بالتوعية )، هي:
1. تعريف الأطفال على الحدود الشخصية.
2. يجب ان يفهم الأطفال والأبناء الفرق ما بين الشخص
القريب والشخص الغريب، فمن مساوئ السوشيال ميديا أن الأشخاص باتت كتبا مفتوحة أمام الآخرين فيظن الناس بأنهم مقربين منهم فيميلون لهم ويثقون بهم اكثر.
3. شرح الخطوط الحمراء في اللمس، أي أن يتم شرح ما
هي المناطق المسموح ان يتم لمسك فيها والمناطق الممنوع اللمس فيها، وبالتالي يمنع اي شخص ان يلمسه في أجزاء معيّنة من جسده.
4. بناء علاقة إيجابية ومحبة مع الطفل والإبن، حتى بحال تم التحرش به او تعرضه لموقف معين او حتى لتهديد من قبل شخص ما، يلجئ للتحدث مع والديه دون خوف من عقاب او صراخ او ضرب او حتى خجل.
5. المراقبة ثم المرقبة ثم المرقبة، لكل ما يشاهده الطفل من ألعاب الكترونية، وتصفح على محركات البحث وما يشاهده على اليوتيوب.
6. يمنع منعا باتا نهائيا كليا أن يتم فتح حساب على السوشيال ميديا للأطفال ما دون عمر 15 سنة، وبعد هذا العمر أيضا يجب أن يكون الموضوع مراقبا، فالمجرمين الإلكترونيين يعملون بشكل مبطن واحتيالي جدا.
7. تحديد أماكن استخدام الانترنت ، اي استخدامها في اماكن مشتركة مثل غرفة الجلوس وليس وحيدا في غرفة النوم.
8. تعليم الابن كيفية استخدام الانترنت بالطريقة الصحيحة والايجابية وبما يخدما، وبناء علاقة ايجابية مع التكنولوجيا، حتى لا يقع في مخاطر الجرائم الالكترونية.
ولا نغفل أهمية الحرص على التربية الجنسية ولكل مرحلة عمرية قوانينها في هذه التربية، ولا بد من الالتفات للتربية العاطفية، وتعزيز الدعم العاطفي ( لهي من ضمن تقوية العلاقة )كما لا بد من تعزيز الجانب الديني الذي يعتبر أساسًا متينًا بالتحصين ضد الانحرافات.
أخيرًا تبقى المسؤوليّة الكبرى على عاتق الأهل أوّلا في الرعاية والاهتمام والدولة ثانيًا في المراقبة والحرص على الأمن الاجتماعي وتطبيق القوانين والعقوبات التي من شأنها ردع المجرمين.