من لبنان إلى دمشق مسارُ الرحلة واحد، والهدف "السعي وراء الجمال"!

مايا عدنان شعيب / خاص وكالة أنباء آسيا

2024.02.24 - 03:42
Facebook Share
طباعة

المشهد ليس جديداً على خطّ لبنان-الشام، فلطالما توجّه اللبنانيون إلى سوريا لشراء كلّ ما يحتاجونه، بالنظر إلى أن السوق السورية مضبوطة الأسعار، وأثمان السلع مناسبة للّبنانيين.

 

لكن الرحلات لم تقتصر على التبضّع، بل شملت مؤخرًا العمليات التجميلية التي لاقت في السنوات الأخيرة (بعد الأزمة الاقتصادية في لبنان) إقبالاً كثيفاً، والسبب "التكلفة المتدنّية"، أما النتيجة فلكلّ حالة قصّتها وتقييمها، لاسيما عمليات الأنف والأسنان وتكبير الصدر، في حين علت بعض الأصوات في لبنان للتحذير من مخاطر إجراء بعض هذه الجراحات عند أطباء غير كفوئين أو في ظروف غير ملائمة مع غياب المتابعة الطبية اللازمة.



وقد أكّد نقيب الأطباء الدكتور يوسف بخاش في تصريح سابق له أن "هذه الظاهرة ليست جديدة، فهي كانت موجودة سابقاً، إلا أن الإقبال على سوريا لإجراء عمليات تجميل ارتفع بشكل ملحوظ، لاسيما بعد الأزمة الاقتصادية وهدوء الوضع في سوريا إلى حدّ ما عمّا كان عليه في بداية الحرب" وأشار بخاش إلى "أننا نجهل نسبة اللبنانيين الذين يتوجّهون إلى هناك لإجراء عمليات. ونجهل أنواع الجراحات والتفاصيل الطبيّة، فلا إحصاءات توثق هذه الظاهرة، ومعرفتنا إجمالية".

 

يؤكد بخاش أن نقابة الأطباء لم تتلقّ شكوى بحق أيّ طبيب سوري بسبب عملية تجميل، لكنّه أوضح في تصريحه بأنه يجب أن نعرف أن هناك نوعين من الأطباء في سوريا:
- القسم الأول هم الأطباء الذين درسوا في الخارج ومشهود لهم بكفاءاتهم، ويتقاضون أسعاراً توازي الأسعار التي يتقاضاها الأطباء في لبنان.
- القسم الثاني من الأطباء يقدّمون خدماتهم مقابل أسعار منخفضة.



يتوقّف بخاش عند مشكلة أساسيّة تتمثّل بعدم متابعة المريض أو الشخص بعد إجراء العملية، لكونه يعود إلى لبنان بعد ساعات من إجرائه للعمل الجراحيّ، مع ما يحمل ذلك من مخاطر حدوث مضاعفات أو آثار جانبية. ومع ذلك يرى أنه "لا يُمكن منع أيّ شخص من اختيار الوجهة أو البلد الذي يريد إجراء عملية جراحيّة فيه، فلا سلطة لنا لمنعه، فهذه حريّة شخصيّة".

 

في المقابل، ينصح بخاش كلّ شخص يريد الخضوع لعملية جراحية أو تجميلية بالتأكّد من صفة الطبيب واختصاصه وأن يكون مسجّلاً في النقابة السورية ووزارة الصحّة كجرّاح تجميل.



وبهدف التحدث أكثر عن تجارب المرضى اللبنانيين مع هذه الظاهرة قصدنا الدكتور أيمن نعمة المختص في الجراحة التجميلية والأورام الذي أشار بداية أن الحديث هذه الظاهرة لا يهدف إلى التصويب على الأطباء السوريين أو الطبابة في سوريا، وإنما بهدف التوعية وتفادي أيّ مضاعفات أو نتائج غير مرغوية، وتشوهات شهدناها في الآونة الأخيرة وانتشرت على مواقع التواصل والإعلام.



وما إذا كان هناك إحصاء حول نسبة المرضى اللبنانيين الذين يخضعون للعمليات التجميلية في سوريا؟ أشار نعمة أن ليس هناك إحصاء لنسبة الخاضعين لعمليات في سوريا أو تركيا، لكن ما يتم تداوله في القطاع الطبي والإعلام أحيانًا هو الحالات التي تواجه مضاعفات صحيّة.



وعن أكثر العمليات التجميلية التي يتهافت اللبنانيون لإجرائها في سوريا، يشير نعمة إلى أن عملية تجميل الأنف تحتلّ المرتبة الأولى في قائمة عمليات التجميل في سوريا، تليها عمليات شدّ الوجه وشفط الدهون وتكبير الثدي، إلى جانب حقن البوتوكس والفيلر، والتي كشفت عن فضائح صحيّة، إذ تبيّن استخدام البعض لموادّ مزوّرة تسبّب تشوّهات وندوباً...ليس فقط في سوريا وإنما أيضاً في بعض المراكز التجميلية غير المرخّصة في لبنان.

 

مما لا شكّ فيه أنّ الأخطاء الطبية لا تتعلق بجنسية طبيب، وهي يمكن أن تحدث في أي بلد، لكن الإضاءة على "التهافت" لإجراء العمليات التجميلية بأسعار منخفضة من دون التأكد من جدارة الطبيب أو المركز الصحي التجميلي، وبالتالي التبعات، هو أمر واجب لناحية التوعية، سواء أقدم المريض على إجرائها في وطنه أو في أي بلد آخر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1