حمدان لآسيا: نحن في خندق الم قا ومة والرئيس بري يقود معركة الوفاق

مايا عدنان شعيب / خاص وكالة أنباء آسيا

2024.02.09 - 04:03
Facebook Share
طباعة

 

أكّد عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" الحاج خليل حمدان لوكالة أنباء آسيا في لقاء خاص أنّ حركة أمل لم ولن تتخلّى عن العمل المقا وم للحظة من اللحظات، فأدبيات الحركة السياسية وتاريخها يشهدان بذلك. من مواقف الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي حثّ على نصرة القضية الفلسطينية وم قا و مة العدو الاسرائيلي، الى مواقف الرئيس 

بري الذي حمل القضية الفلسطينية في المؤتمرات العالمية.

أما على الصعيد الميداني فإن لحركة أمل تجربة في الم قا ومة منذ العام 1982 إبّان الاجتياح الاسرائيلي للبنان حيث كانت الحركة تعمل بسرية في مواجهة العدو الاسرائيلي.

 

وأضاف حمدان:

أن معتقل أنصار يشهد على نضالات عناصر الحركة حيث كان أكثر من نصف المعتقلين آنذاك من المنتمين إلى أفواج الم قا ومة اللبنانية(أمل).

وعن دور الحركة في المشاركة في م قا ومة الاحتلال في هذه المرحلة يشير حمدان إلى أن هذه المرحلة هي امتداد لتاريخ سابق على الصعيدين السياسي والعسكري لحركة أمل، إلا أن طبيعة عمل الحركة التطوعي يجعل إمكانياتها العسكرية واللوجستية مختلفة عن إمكانيات الم قا ومة الإسلامية رغم ذلك يعتبر حمدان أن الحركة أثبتت جهوزيتها

واستعدادها الدائم لمواجهة العدو بالامكانيات المتوفرة سواء عبر مساندة الأهالي الصامدين في قراهم المتاخمة لفلسطين المحتلة تحسبًا من الاعتداءات الاسرائيلية، وعبر متطوعيها في الإسعاف المدني الذين يساهمون في إنقاذ المواطنين من الاعتداءات رغم تعرض كوادره للاستهداف من العدو وقد سقط منهم ش هداء وجرحى إضافة إلى المساندة

العسكرية للم قاومة الاسلامية وذلك تأكيدًا على ما قاله الرئيس بري مؤخرًا أنّنا أمام إخواننا ح ز ب الله في الدفاع عن الأرض اذا ما تعرّض الجنوب لأي اعتداء.

 

وعن سؤالنا له لماذا لا تنعون شهداءكم على طريق القدس؟

صرّح حمدان لوكالة أنباء آسيا أنّ هذا الشعار ( على طريق القدس) يتعلق بأمر العمليات وهي برسم كل تنظيم على حدة في وضع عنوان لمعركته، وهو العنوان الأكبر، أما فيما يتعلق بقناعة حركة أمل فإنّ تحرير القدس وفلسطين يمثّل لها رؤية عامّة، وبالنسبة لشهدائنا فنحن ننعيهم على درب الإمام الصدر دفاعًا وحفظًا للجنوب وتأييدًا ودعمًا للمقا ومة،

فالتسمية التي أطلقها الأمين العام لح ز ب الله السيد ح س ن نصر الل له (على طريق القدس) تسمية عملانية لها علاقة بطبيعة العمليات وانطلاقتها وهي لا تتعارض مع العنوان الآخر لنا فالعدو واحد والهدف واحد والعبرة في العمل والأداء السليم

.

وعن حركة وزراء خارجية الدول الخمس وتحركاتهم ولقاءاتهم وما يحملون في جعبتهم من طروحات أشار حمدان أنه منذ بداية تحرك الدول الخمس دبلوماسيًا لم يأتِ موفديها بأي جديد، لديهم رؤية بضرورة تطبيق القرار 1701 بالعين الاسرائيلية، وطروحات من خارج السياق، كالطلب بسحب الم قا ومة إلى شمالي الليطاني في وقت تشتعل فيه الجبهة

والعدو يتربص لنا، إنّ ما يأتون به تارةً يكون توعدًا بأن العدو الاسرائيلي سوف يقوم بعملية عسكرية وتارة يكون بالنصح بتهدئة الجبهة الجنوبية لتفادي اتساع الحرب القائمة، وما يثير الاستغراب أن العدو منذ زمن وبشكل دائم هو من يقوم بخرق القرار 1701 ففي مرحلة معينة سجل أرشيف الخارجية اللبنانية 7000 خرقًا للعدو لسيادة لبنان، أضف إلى

ذلك عدم التزام العدو بتعهده بإزالة خروقاته وتعدياته على امتداد الحدود الجنوبية، وعن ربط الجبهة الجنوبية بجبهة غزة أجاب حمدان لوكالة أنباء آسيا أنّ الكيان الاسرائيلي يهدد علنًا بإعادة لبنان إلى العصر الحجري على لسان مسؤوليه وقادته العسكريين الذين صرّحوا بأن حرب بقائهم الأولى في غزة والثانية في لبنان، من هنا لا بدّ لنا من التمسك بالم

قاو مة لاسيما في هذه المرحلة التي تقتضي بأن ندافع عن أرضنا ونحمي حدود وطننا لأننا أمام عدو لا يعترف بقرارات دولية بما فيها محكمة العدل الدولية، نحن أمام عدو متغطرس لا يفهم إلا لغة القوة وأي تخلٍ عن إمكانياتنا الدفاعية يغري العدو الاسرائيلي في الاعتداء على لبنان، ويرى حمدان أن الم قا ومة هي وحدها من ردعت العدو والدليل على

ذلك أن قادة العدو سابقًا كانوا يصرحون بأنهم يحتلون بيروت بفرقة موسيقية للدلالة على استهزائهم بقدرات لبنان الدفاعية، أمّا اليوم فالقاصي والداني يشهد بأنّ جيش" الأسطورة الذي لا يقهر" قد قُهر وهو مردوعٌ في لبنان ويعمل جاهدًا لعدم التورط في حرب في الجنوب لأنه يعلم عواقبها.

 

وأكّد حمدان أن خرق القرار 1701 هو من قِبل العدو وأن الدولة اللبنانية ملتزمة به والموفدين يعرفون هذا ضمنًا رغم ادعائهم خلاف ذلك، ويكشف حمدان أن العدو الاسرائيلي كان يخطط قبل 7 أكتوبر لنكبة فلسطينية جديدة وتهجير الفلسطينين نحو سيناء ولبنان والأردن وما أفشل ذلك هو صمود الم قا ومة والشعب الفلسطيني في فلسطين ولبنان.

وقسم الموفدين الدوليين إلى مجموعتين: الأولى تتحدث باستحياء عن خرق لبنان للقرار 1701 والمجموعة الثانية التي تفاوض في ملف رئاسة الجمهورية وانتخاب الرئيس.

وعن الحديث عن الصفقة التي عرَضها الموفدون الدوليون، أشار حمدان إلى أن هذه التسمية إنما بهدف تحقيق سبق صحفي "سكوب" وما يحصل في حركة الموفدين ليس إلا تقديم طروحات ونقل وجهات نظر للتقريب بينها وما يحكى عنه من وضع أموال في المصارف لدعم الاقتصاد هو خطوات سابقة لأوانها لأن الأولوية حاليًا في انتخاب رئيس

للجمهورية وضبط الجبهة الجنوبية وردع العدو، والتداول بأخبار صفقات ومساعدات هو محاولة لتشتيت أفكار اللبنانيين عن القضية الأساسية التي هي انتخاب رئيس للجمهورية، فالمساعدات الاقتصادية وتقديم أموال للمصرف المركزي وغيرها هي ملحقات تأتي بعد حل الملف الرئاسي وحماية الحدود.

ولدى سؤالنا له عن تصريح المطارنة الموارنة الأخير الذي عارضوا فيه

العمل الم قاوم وما يقوم به ح ز ب الله على الجبهة الجنوبية، أجاب حمدان أنه لا يريد الدخول في سجال مع رجال الدين لكنه أشار إلى أنّ توهين العمل الم قاوم لا يتوافق مع المواقف السيادية والوطنية وكل من يهاجم أو يعارض الم قا ومة في عملها لم نشهد له في تاريخه الحزبي أو السياسي بالمجاهرة بالعداء للعدو الاسرائيلي بل على العكس يتفاخر بأن

مدّ يده للعدو يومًا ودافع عن عملائه، وقد أسف حمدان أنه في الوقت الذي يسقط فيه ش ه داء في الجنوب من مواطنين وم قا ومين يأتي من يعمل على توهين العمل الم قا وم وتوصيفه ب "اللاجدوى"، نحن في حركة أمل على قناعة بأنه ما من عدو يتربص بلبنان ويهدد سيادته كالعدو الاسرائيلي ونأسف بأن قيادات من المفترض أنها أساسية في الوطن

يصبح كلامها مجرد وجهة نظر لا أكثر ولا أقل، هم لا يتسامحون مثلًا مع سوريا ويهاجمونها يوميًا ويغضون النظر عن جرائم د ا ع ش حتى بحق المسيحيين، بكن أهالي معلولا صيدنايا يشهدون حتى يومنا هذا بدور الم قا ومة في حمايتهم والدفاع عنهن في وجه الارهابيين والتكفيريين، من ينتقد الم قا ومة اليوم تضامن مع الارهابيين في وقت سقط فيه

ش ه داء للجيش اللبناني من ضباط وجنود في عرسال وغيرها، ولم يدافع لا عن الجيش و لا عن الم قا ومة ويتسامح مع العدو في وقت يوجهون سهامه للمحيط العربي.

ولدى سؤالنا له عن من يضبط لغة التصريحات ومستواها في هذه المرحلة، أبدى حمدان احترامه للمقامات الدينية لكنه أكّد على ضرورة أن يكون خطاب المؤسسات الدينية في لبنان متصالحًا مع الدستور اللبناني الذي يشدد على السلم الأهلي كما كان الإمام السيد موسى الصدر الذي أرسى التعايش الأهلي ودعا إلى تغليب الوطنية على الطوائف فلبنان لم

يعد "لبنان الكبير"، ويرى حمدان أن لبنان ساحة مفتوحة وهو لديه نعمة التعدد الطائفي الذي يتحول إلى نقمة إذا ما خرج عن لغة التفاهم واللقاء والحوار وهذا ما يجعل من لبنان مختبرًا حضاريًا في الشرق أما ما يضبط تلك اللغة والمواقف فهو العودة إلى خطاب السيد موسى الصدر الذي يدعو إلى الوحدة في وجه العدو الاسرائيلي بدلا عن الخلاف

والنزاع الذي يشكل خدمة للعدو الاسرائيلي، ويرى حمدان أنّ كل خطاب ديني في لبنان يرتبط بمآل واستهداف سياسي لاسيما وأن المرحلة مفصلية وتمرّ باستحقاقين: المواجهة العسكرية جنوبًا وانتخاب رئيس للجمهورية، وفي ذلك يرى حمدان أن التوازن السلبي في مجلس النواب هو الذي يفاقم المعضلة فلا أكثرية حاكمة ولا أقلية محكومة فيقف سدًا في

وجه انعقاد جلسات المجلس، وقد دعا الرئيس بري مرارًا إلى الحوار ومناقشة صفات الرئيس العتيد، وشدد حمدان على أن هناك من يتعنت في عدم حضور الجلسات التشريعية وافشال النصاب فيها، وقد قدّم رئيس المجلس طرحًا بأن يترأس نائبه الياس ابو صعب الجلسات إذا كانت مشكلة البعض في الرئيس بري شخصيًا، لكن هناك فريق على حد تعبير

حمدان لايريد الحوار ولا حضور الجلسات التشريعية وفي الوقت نفسه يطالب بانتخاب رئيس للجمهورية!

 

ويرى حمدان في الصفات المطروحة للرئيس من: استشعاره بخطر الاسرائيلي وأن يكون لديه حيثية وطنية مسيحية وإسلامية، أن يكون أيضًا له حيثيّة على المستوى العربي لاسيما الجمهورية العربية السورية، أن مصلحة لبنان تقتضي تلك الصفات، لاسيما في هذه المرحلة الحرجة. وعدم توفر الصفات هذه في مرشح تجتمع عليه غالبية الكتل النيابية

يوجب الاجتماع في جلسات حوارية، وهو ما يتعذر قيامه وهو ما يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية

.

أمّا حول ما يحكى على لسان بعض الوزراء عن وضع أمني غير مستقر في العام ٢٠٢٤ يرى حمدان أن ذلك يشبه إلى حد كبير كلام المنجمين وقارئة الفنجان، الواقع يفرض علينا وجودًا غير آمن على حدود عدو غاشم فما بين الحرب والحرب هناك حرب، وفي الداخل هناك تعدد وتنوع مذهبي وطائفي يؤجج عند كل استحقاق الانقسامات الداخلية التي لا

تنشأ عفو الخاطر بل هناك بيوتات تفكير ودول داعمة تهدف إلى تقويض السلم الأهلي في سبيل إضعاف طرف ما، لذا فالوحدة الوطنية هي الحل في مواجهة الأخطار والاعتداءات على صعيد الداخل والخارج وهي التي ترسي الأمن والسلام.

 

وعن المفاوضات الدولية في التنقيب عن النفط، يسأل حمدان الشركة المكلفة لم غادرت البلوك رقم 4 قبل أن تنهي مهمتها وتغادر بحجة كورونا وغير ذلك دون الإدلاء بتقرير رسمي للدولة لما توصلت إليه في عملها؟

إذ أنه قبل إنهاء الحفر قامت الشركة بخطوة بعيدة عن المهنية والتقنية عبر حسمها عدم وجود النفط قبل الانتهاء وإنهاء عملها فجأة والمغادرة، رغم أن خبراء المسح ال"سيزمي" أو الحسي كانوا متفائلين بوجود النفط وعلى ما يبدو أن هناك أمرًا صدر من مكان ما خفي بحرمان لبنان من ثروته النفطية، واذا ما كان الأمر طوي إلى غير رجعة؟ أجابنا

حمدان أنه ما من ملف يطوى إلى غير رجعة بل إن الباب تُرك مواربًا وأن الشركة العالمية وعدت بالعودة لاحقًا، لكن كيف ومتى وما الذي حصل؟ يُرجع حمدان ذلك إلى أسباب دولية وأيادٍ خفية تدخلت في هذا الملف.

 

أخيرًا حول مستقبل الجنوبيين الصامدين والنازحين عن قراهم وما إذا كان هناك من طمأنة لهم، يصرّح حمدان أنّ الحرب فرضت على بعض الجنوبيين النزوح عن قراهم والبعض الآخر لا يزال صامدًا رغم الاعتداءات الاسرائيلية اليومية وما يدعمهم في ذلك هو وجود الم قا ومين إلى جانبهم بالسلاح والدعم الميداني عبر فرق الإنقاذ المتواجدة في جميع

القرى المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، وتحدّث حمدان هنا عن تجربة الجنوبيين عام 2006 في العودة إلى قراهم فور الإعلان عن وقف إطلاق النار بساعات رغم خطر الطرقات المدمرة والأراضي المليئة بالألغام ورغم تهدم بيوتهم حيث أقاموا خيامًا على أنقاضها، ووجه حمدان تحية للصامدين في قراهم وللنازحين عنها بأنهم في بيوتهم وبين أهلهم

وأنّ حركة أمل في جناحها الاجتماعي التكافلي تقوم بواجبها قدر المستطاع للوقوف إلى جانبهم

.

أخيرًا وفي حرب غزة كان لنا سؤالٌ عن أفق للحلول وإذا ما كان هناك من حلّ مُرتقب، يشير حمدان إلى التناقض الموجود داخل كيان العدو الاسرائيلي يدفع بالأمور باتجاه التطرف إلا أن صمود الم قا ومة في غزة وحجم التضامن الدولي معها يفرض على نتنياهو الخضوع نوعًا ما إلى الدول الراعية لكيانه، وما يتعرض له من ضغط كبير في الميدان من

قِبل محور الم قا ومة على جميع الجبهات ومعارضة من الرأي العام العالمي على مستوى الشعوب والدول التي لم يسبق له أن شهدها، يضعنا أيضًا أمام جملة من الاحتمالات في ردود فعله فهو الذي لا يعوّل عليه في إنسانية ولا في التزام قانوني أو حقوقي، والكيان القائم على القتل والإجرام لا يمكن أن نتوقع منه إلا القتل والإجرام.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7