1.
تاسعاً). الطفل والنِّظام الغذائي:
1. أهميَّة التربية الغذائيَّة في مرحلة رياض الأطفال:
تُعتَبَر السنوات الأولى من عمر الطفل, هي الفترة الأكثر أهميَّة لنمو وتطوُّر عقل وجسم الطُّفل، وهي من أكثر الفترات التي يُمكِن من خلالَها التأثير على العادات الغذائيَّة لَهُم, كما أنَّ ما يتم اختياره لتغذية الطفل في سنواته الأولى, سيؤثِّر بشكل مُباشراً ليس على نموه وحسب، بل على مستويات طاقته ومزاجه, ومقاومَتُه للأمراض, وقُدرَتُه على التَّركيز, ويحتاج الطِّفل بِصُورة عامَّة إلى غذاء مناسب وكاف كمَّاً ونوعاً, بما يتناسب مع متطلَّبات النُّمُو السَّرِيع لجسمه ووزنه وطُولِه, وكذلك تطوُّر أعضائِه وأجهِزَتِه, وبالأخص الجهاز العَصَبي, كما أنَّ قِلَّة التغذية، سواء كانت كميَّة أو نوعيَّة خلال هذه الفترة خاصَّة، لها تأثيرات ضارَّة على النُّمُو الجسمي والعقلي / المعرفي للأطفال, وبالمثل فإنَّ زيادَة كميَّات الغذاء وخصوصاً الأغذية الغنيَّة بمصادر الطَّاقة تؤدِّي إلى زيادة وزن الطِّفل والسُّمنَة التي تضرُّ بالصحَّة ويَصحَبَهَا أمراضٌ عِدَّة تظهر جليَّاً في مراحل لاحقة من نموِّه.
2. أهم السِّمات العامَّة المُرتَبِطَة بالتغذية عند أطفال الرَّوضة:
· الاعتماد على النَّفس: مِثل غسل الأسنان, وصب الحليب, ويجب مراعاة تقديم الطَّعامبقوام ومكوِّنَات يسهل على الأطفال تناوُلُه بمفردهم, ويتلاءَم مع نموهم الحّركي.
· التواصل: الاهتمام بالحوار, والمشاركة, والاستمتاع بتناول الطَّعام مع الزُّمَلاء والمعلِّماتوالأهل.
· الفُضُول: فالسؤال عن السبب, أحد السِّمات الواضحة في هذه المرحلةالعُمريَّة, ويُصبِح المطبخ فُرصَةً جيِّدة للتجربة والمشاركة باليد في إعداد الطعام.
· تقلَّب المزاج: ويَظهر ذلك تجاه الأطعمة المفضَّلة, حيثيتمسَّك لعدَّة أيَّام بتناول نوع واحد من الطَّعام، ثم فجأة يَعرض عنه, ويتَّجِه لنوع آخر, ولا يعتبر هذا السُّلُوك تذبذُباً, ولكنَّه سُلُوك مميَّز لهذه المرحلة من النمو, وعلى الرُّغم من أنَّالتنوُّع قد يكون محدُوداً, إلَّا أنَّ الطِّفل يزيد من اختياراته الغذائيَّة بالتدريج.
· اكتساب معلومات غذائيَّة: حيث يكتَسِب الأطفال في هذا السِّن,بعض المعلومات الغذائيَّة التي تعرِّفَهُم بالأطعمة المغذِّية, والتي يقتَنِعُون أنَّها تجعل أجسامَهُمأكثر قوَّة.
· تفضيل الأطعمة البسيطة: فمعظم الأطفال في هذه المرحلة يحبُّون الأطعمة المُعَدَّةببساطة, ومذاقها خفيف, ومن السَّهل التعرف عليها, وهم يفضِّلُون الأطعمة التي يُمكن أنيتعاملوا معها مثل: الخضروات المقطَّعة, والتي يستطيعون تناولها بأصابعهم, والمشروباتالتي يمكن تناولها في كوب.
· ارتباط الطعام بمعان مختلفة: حيث يُصبِح للطَّعام عندَهُم معانٍ خاصَّة, أكثر من مجرَّد الأكل, حيث يرتبط بمواقف خاصَّة لهم، فمثلاً الحلويَّات تَعنِي المكافأة عن السُّلُوك الجيِّد, ولهذا يجب على الأشخاص المعنيِّين بالأطفال أن يكونوا على دراية بأنَّ الانطباعات المبكِّرة, والمتعلِّقة بما يقدَّم من طعام في المواقف المختلفة, يؤثِّر على عاداتِهم, وممارساتِهم الغذائيَّة, والَّتييمكن أن تستمر معهم مدى الحياة.
3. بعض السمات الجسميَّة والشخصيَّة والاجتماعيَّة المتعلَّقة بالتغذية:
1. الأدوار المرتبطة بتغذية الطفل:
أولاُ( دور الروضة:
حيث توفِّر بيئة صحيَّة, حتَّى يتمكَّن الأطفال من ممارسة العادات الصحيَّة السليمة، فيجب أن تكون القاعات نظيفة وجيِّدَة التهوية، وأن يتوفَّر مصدر للمياه النقيَّة, ودورات مياه نظيفة وصابون، وفناء يمارس فيه الأطفال بعض الأنشطة الحركيَّة, كما توفِّر الأطعمة الصحيَّة مثل عصير الفاكهة الطبيعي, والخضراوات والبقوليَّات, والألبان بدلاً من المشروبات الغازيَّة, وتوفِّر مجموعة متنوِّعة من البرامج والأنشطة الخاصَّة بالتربية الغذائيَّة والصحيَّة لطفل الروضة, وتسعى للعمل على تنفيذ أهداف التربية الغذائيَّة مبكراً ومنذ التحاق الأطفال بالروضة, وتوفير حملات التوعية للتغذية الصحيَّة والمناسبة لطفل الروضة, وعقد لقاءات أو اجتماعات مع أولياء الأمور لنشر ثقافة التغذية السليمة والعادات الغذائيَّة الصحيَّة، ويُمكن أن يكون لكل روضة شعار خاص لحملتها.
ثانياً). دور المعلِّمة:
حيث تُساهِم في تشكيل اتجاهات إيجابيَّة لدى أطفالها لممارسة السلوكيَّات الغذائيَّة الصحيحة, للمحافظة على صحَّتِهم, وتنوُّع في الأنشطة التي تُساعد الأطفال على اكتشاف القِيم الخاصَّة بمظهرهِم, وأسلوب حياتِهم على نحو إيجابي, وتحرص على مراعاة توفير الصحَّة الجسميَّة والعقليَّة والنفسيَّة لأطفالها, وتحرص على وضع إحدى العادات الصحيَّة الواجب تطبيقها في لوحة الاتفاقيَّات أو كمفهوم تتبنَّاه وتلاحظه على مدار البرنامج اليومي, وتحرص على ممارسة الأطفال للسلوكيات الغذائية الصحيحة وليس فقط معرفتها أو الاستماع إليها, تقدِّم مجموعة من القِصَص التي تحوي مفاهيم, ومعارف جديدة عن الغذاء وأهميَّتِه وتناقش أطفالها, والاهتمام بالأنشطة الحركيَّة التي تقوِّي الجسم وتسهم في النمو, وتوجيه الأسرة لضرورة متابعة الطِّفل في تطبيق وممارسة بعض العادات الغذائيَّة الإيجابيَّة.
ثالثاً). دور الأسرة:
حيث تتعرَّف على الاحتياجات الغذائيَّة لأبنائها وعلاقَتَها بحالتهم الصحيَّة والغذائيَّة, وتقدِّم الطَّعام الصحِّي المناسب لنمو أبنائها, مع ملاحظة تناولهم إياه, وتشجع الأطفال على أداء, الأنشطة التي تُكلِّفَهم بها الروضة والتي تتعلَّق بالتربية
الغذائيَّة, وتتعاون مع الروضة لتوحيد مصادر المعرفة الصحيَّة للطفل، وذلك لتمكينه من ممارسة العادات الصحيَّة داخل وخارج الروضة, ومشاركة الأطفال في ممارسة الرياضة, وتشجيعهم على مزاولتها.
رابعاً). دور وسائل الإعلام:
من حيث العمل على توجيه رسائل داعمة للأطفال, وأُسَرَهُم تتعلَّق بالتغذية الصحيَّة من خلال القنوات, المسموعة, المقروءة, المرئيَّة, لرفع مستوى الوعي العام بالتغذية الصحيَّة لطفل الروضة.
·
2) تناول الطعام المتنوع والصحِّي:
• احرص على شراء الطَّعام من أماكن نظيفة, كالبوفيه المدرسي, والابتعاد عن الباعة الجوَّالة.
• اختر طرق طهي كالشوي في الفُرن، وقلَّل من القلي أو التحمير, ومن تناول اللُّحُوم الدَّسمة.
• احرص على تذكير الأطفال بأهميَّة تناول كميَّة مناسبة من المياه والسوائل, كالعصائر الطبيعيَّة، النعناع، التمرهندي، الينسون.
• يتناول الطفل القليل من الدهون, اختيار الدهون الصحيَّة مثل زيوت الزيتون والذرة وعباد الشمس.
• التقليل من الملح في الطعام, والتقليل من السكَّر, في الحلوى, والشيكولاته.
• الحرص على شرب مياه وطعام آمنان, واختر الأغذية الطازجة والسليمة, وتجنًّب الأغذية ذات الرائحة الكريهة, واستعمل المياه الصالحة للشرب, وتناول الأغذية الخالية من المواد الحافظة.
5. الوجبات السريعة وتأثيرها على الطفل:
تُعرَّف الوجبة السريعة بأنَّها الوجبة التي تحتوي على أطعمة سريعة التحضير "كالسندويتشات، الفطائر، البيتزا، قطع الدجاج المقليَّة، شرائح البطاطس المقليَّة، ومشروب غازي أو كوب من العصير، بالإضافة إلى بعض الحلويَّات كالآيس كريم، الشكولاتة، الكيك أو البسكويت", ومن الملاحظ أنَّ أكثر الناس إقبالاً على الوجبات السريعة هم الأطفال, الذين صارت الوجبات السريعة جزءاً من حياتهم اليوميَّة, لكن لتلك العادة أضرار جسيمة على صحَّة الطفل:
1) أضرار الوجبات السريعة:
• تحتوي الوجبات السريعة, على كميَّات كبيرة من الدُّهُون, بالتالي سعرات عالية, تؤدِّي لزيادة وزن الطِّفل, ومخاطر على صحَّة القلب, والأوعية الدمويَّة.
• الوجبات السريعة غنيَّة بالصُّوديوم الموجود في ملح الطعام، والزيادة منه تؤدِّي إلى ارتفاع ضغط الدم.
• الوجبات السريعة غنيَّة بالسكريَّات الموجودة في المشروبات الغازيَّة والبسكويت, والكيك والحلويَّات, والتي تؤدِّي لزيادة الوزن, وتسوُّس الأسنان.
• الوجبات السريعة تجعل الطِّفل يأكل بسرعة, دونَ مضغ جيِّد, ما يسبِّب عسراً في الهضم, واحتمال التعرُّض للتسمُّم الغذائي, خاصَّة في فصل الصيف.
2) بعض النصائح, للتقليل من مشكلات الوجبات السريعة عند الأطفال:
• في حالة الأكل في مطاعم البرجر، يفضَّل طلب أصغر حجم, واختيار الحلويَّات ذات الحجم الصغير, لتقليل كميَّة السعرات فيها.
• تفضل الأطعمة المشويَّة جيِّداً بدلاً من المقليَّة.
• تجنُّب البطاطس المقليَّة المشبَّعة بالزيت.
• استبدال المشروبات الغازيَّة بثمرة فاكهة, أو كوب من العصير الطازج غير المحلَّى, وتناول السلطات التي تحوي الخضراوات الطازجة, والبُعد عن الإضافات الدَّسِمة مثل المايونيز, والخبز المحمَّص.
• اختيار الحلويَّات التي تعتمد على الفاكهة الطازجة مثل سلطة الفواكه.