تربية الطفل : المشاكل الأسباب والعلاج ح3

ربى رياض عيسى

2021.09.30 - 09:13
Facebook Share
طباعة

  

رابعاً). الطفل ومشكلة إدمان ألعاب الجوال:
1. الهواتف الذكيَّة وتربية الطفل:
        في أحدث الدِّراسات التي بحثت في ذلك، توصَّل الباحثون من "جامعة ميتشغن" الأمريكيَّة أنَّ تقنيَّات الاتصال الحديثة لها أثر سلبي بالغ في سلوك الطفل, بل وثبت أنَّها تسبِّب له سرعة التوتُّر والغضب والشعور بالإحباط، إلى جانب ظهور علامات فرط النشاط, الدراسة نشرتها مجلَّة "تشايلد ديفيلوبمنت", وأثبتت أنَّ تكنولوجيا الاتصالات الحديثة اختصرت الوقت الذي يقضيه الآباء مع الأبناء، وأثَّرت بالسلب على طبيعة التواصل, بسبب كثرة انقطاعه والانشغال بمحادثات التواصل الاجتماعي العديدة, وبيَّنت النتائج أنَّ انقطاع تواصل الآباء مع الأبناء، بسبب تلك الهواتف الذكيَّة، تعاني منه 48 % من الأسر 3 مرات في اليوم على الأقل، في حين يحدث انقطاع في التواصل بشكل يومي مع 24 % من الآباء، وأكَّد 17% من الآباء حدوث انقطاع واحد يومياً معهم, الباحثون القائمون على الدِّراسة توصَّلوا إلى أنَّ هناك ارتباط بين زيادة انقطاع التواصل بين الآباء والأبناء بسبب الانشغال بالهواتف الذكيَّة, وزيادة المشاكل السلوكيَّة لدى الأطفال؛ إذ أصبح الأطفال أسرع انفعالاً وأكثر ميلاً لفرط النشاط، مع تعطُّل وظائف وأدوار الأمومة والأبوة في رعاية الصغار وتوجيههم.
        وأوصت الدراسة الآباء بضرورة مراجعة سياسة استخدام وسائل الاتصال الحديثة, وتجنُّب تداخلها مع وظائف الأمومة والأبَّوة، وألَّا يؤثِّر ذلك على نوعية وكمية الوقت المخصص لرعاية الأبناء.
2. مخاطر الجوَّال, وألعاب الفيديو:
        تُشير العديد من الدراسات والإحصائيَّات إلى أنَّ الإقبال على الألعاب الإلكترونيَّة, تُضاعف بشكل كبير ولافت خلال السنوات الأخيرة, من خلال زيادة نسبة الاشتراكات والحسابات المستخدمة في هذه الألعاب بشكل شهري, في ظل مطالبات بضرورة مراقبة صناعة الألعاب الإلكترونيَّة، ومدى ملائمتها لهويَّة الأطفال والمراهقين.
        كما يُحذر العديد من المختصِّين في هذا الجانب من التأثير السلبي لاستخدام الألعاب الإلكترونيَّة بصورة ملفتة بين الأطفال, لفترات طويلة يوميَّاً, دون شعور أو إدراك منهم أو من أسرهم، بتأثيرها وانعكاساتها على صحَّتِهِم وخطورة ذلك على المدى البعيد, وفي منتصف العام 2018 م، صنَّفت منظَّمة الصحَّة العالميَّة ""who اضطراب الألعاب الإلكترونيَّة في التصنيف الدولي للإمراض "ICD-11"، ووفقاً لمنظَّمة الصحَّة العالميَّة, يُعرِّف اضطراب الألعاب الإلكترونيَّة بأنَّه نمط لسلوك الألعاب الرقميَّة أو الفيديو, التي تتميِّز بصعوبة التحكُّم في الوقت الذي يقضيه المصاب، كما أنَّها تعطي أولويَّة للألعاب على الأنشطة والمهام الأخرى.
        ومن ناحية بيولوجيَّة يحدث التأثير السلبي للألعاب على دماغ الطفل حيث يتم إفراز مادة تسمى "الدوبامين"، وهي: المادَّة الكيميائيَّة التي تُسهم في الشعور بالسعادة والنشوة بصورة متكرِّرة, وهذا ما يحدث في المكافآت المتقطعة أو العشوائيَّة عندما يتم اللَّعب كثيراً، ومن المحتمل أنَّ المستوى العالي من "الدوبامين" يؤثِّر على الدماغ بشكل سلبي، ويؤثِّر على طريقة تفكير الإنسان بوجه عام, علاوة على ذلك، يمكن لألعاب الفيديو العنيفة أن تقلِّل من القدرة على الشعور بالآخرين, وتجعل الطفل عنيف وقاسي, وتجرِّدُه من مشاعر الرَّحمة والتعاطف مع الآخرين, ومن الآثار غير المُحبَّذة: انخفاض مستوى الثقة في النفس، والوحدة، وتفضيل العزلة، وانخفاض الأداء الدراسي، وعدم التفاعل مع الآخرين، وعدم القدرة على التعامل الصحيح في الكثير من المواقف, ومن المشاكل الصحيَّة والجسديَّة, والنفسيَّة لإدمان ألعاب الموبايل:
1). الإصابة بالسرطانات:
        على الرغم من أنَّ المنظَّمة العالميَّة لأبحاث السرطان"International agency for research on cancer" حذَّرت في العام 2011م, من أنَّ التردُّدات المُنبَعِثَة من الهواتف الجوَّالة, يمكن أن تسبِّب سرطان المُخ, ويجب التعامل معها كما لو كانت مهيَّأة للإصابة بالسرطانات "Carcinogenic" مثل السجائر أو الأشعة الضَّارة وغيرها، فإنَّ الجمعيَّة الأميركيَّة للأمراض السرطانيَّة, أوضحت أنَّه ليست هناك دلائل قويَّة على ذلك، ولكنَّها نَصحت بألَّا يتم استخدام الهاتف الجوال إلَّا في الضرورة, وفي حالة عَدَم توفُّر الهاتف العادي, نَصحت بأنَّه من المفضَّل أن يتم التحدُّث من مكبِّر الصَّوت، أي عدم وضع الهاتف على الأذن أو الرأس، لتفادي الأَثر المُباشر، كما نصحت بضرورة أن يكون هناك وقت محدَّد لاستخدامه بالنسبة للأطفال, لا يتعدَّى ساعة على مدار اليوم بالكامل.
        وأشارت بعض الدراسات, أنَّ ما يُزيد خطورة استخدام الهاتف الجَّوال للأطفال, هو أنَّ مخ الأطفال وخلاياهم العصبيَّة في حالة نمو وغير مكتملة، ويمكن أن تؤثِّر الموجات الكهرومغناطيسيَّة المنبعثة منه على الجهاز العصبي لهم، كما يمكن أن تؤدِّي إلى حدوث اضطرابات في النوم، خصوصاً للمراهقين بين 12 و15 سنة, خاصة في حالة استخدامه قبل النَّوم مباشرة، إذ إنَّ مُخ الأطفال يمتص 60 في المائة من حجم طاقة الموجات المنبعثة من الجوال, أكثر من البالغين بمرَّتين، نظراً لأنَّ عِظام الجُمجمة أقل سمكاً، وكذلك طبقات الجِّلد، بالإضافة إلى أنسجة المُخ نفسها الأقل مقاومة لتلك الإشعاعات.
        ويكفي أن نعرف أنَّ استخدام دقيقتين فقط من الحديث عبر الهاتف يؤثِّر على مخ الطفل ما يقرب من ساعة للكبار, ويمكن أن تؤثِّر هذه الإشعاعات على قدرة الطفل على التعلُّم في حالة الاستخدام لفترات طويلة.
نصائح لتجنُّب إصابة الطفل بتأثيرات الجوَّال على عقل الطفل:
1.    يفضَّل عَدَم الرَّد بشكل سريع على الجوَّال, والانتظار لمدَّة 10 ثوانٍ قبل الرد.
2.    سحب الموبايل منه تدريجيَّاً مع توفير بدائل أخرى، مثل إشراكه في لعبة رياضيَّة أو الخروج معه في نُزهة, وشغل وقت فراغه.
3.    يفضَّل عَدَم استخدام الجوَّال حينما تكون البطاريَّة على وشك النَّفاذ، لأنَّ الهاتف يُضَاعِف من قوَّة الإشعاعات حتى يحتفظ بأداء أفضل.
2). الآثار النفسيَّة لألعاب الجوال:
        تمَّ تجميع بعض البيانات من قِبل مجموعة مكوَّنة من 1642 طفلاً في الصف الأول في اليابان, حتى يتم تحديد إذا كان هناك ارتباطاً ما بين استخدام التكنولوجيا للهاتف الذكي, والتطوُّر السُّلُوكي, ولكن الباحثون وجدوا أنَّ الاستخدام الروتيني المتكرِّر للأجهزة المحمُولة, له ارتباط بالمشاكل السلوكيَّة في مرحلة الطفولة.
        حيث أنَّ إدخال الهاتف الذَّكي للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة, أي في مرحلة مبكِّرة, ممكن أن يتعرَّض الأطفال لخطر تطوير الميول وسلوكيَّات سلبيَّة، بالإضافة إلى أن استخدام الأطفال لتقنيَّة الهاتف الذكي يساهم في تقليل احتماليَّة التطوير الصحي النفسي لهم, وهناك كثير من الآثار النفسيَّة السلبيَّة, جراء الاستخدام المفرط للهاتف الجوال، ومنها:
a.     العزلة الاجتماعيَّة للطفل أو المراهق على حد سواء، حيث يقضي الطفل معظم الوقت يطالع شاشة متحرِّكة, ولا يشارك أفراد الأسرة أو الأقران حياة حقيقيَّة.
b.    عَدَم ممارسة الرياضة والحركة بشكل ِكافٍ، ما يؤدِّي إلى زيادة معدَّلات البدانة وانتشار الكسل بين الأطفال.
c.    تمثِّل الهواتف الذكيَّة الآن نوعاً من أنواع الإدمان, لا يستطيع المُراهق تخيُّل حياته دونها، حتى إنَّ كثيراً من المراهقين يتعرَّضون لحوادث أثناء سيرهم نتيجة لمطالعتهم الدائمة لهواتفهم.
d.    هناك دراسة تشير إلى أنَّ معظم مستخدمي الجوَّال, يضطرُّون للكذب بشكل أو بآخر, عن تعرُّضَهم للسؤال عن أماكن وجودِهم, أو سبب تأخُّرَهم عن الرَّد، سواء على المكالمات أو على الرسائل النصيَّة، ما يُشير إلى الأثر السلبي الأخلاقي له.
توصيات صحيَّة لاستخدام الجوَّال:
        كانت الجمعيَّة الأميركية لطلب الأطفال "APP", قد أوصت بعدَّة توصيات  للتقليل من الآثار النفسيَّة لاستخدام الجوال للطفل, تبعاً لعمر الطفل تتضمَّن:
a.     يفضَّل عَدَم استخدام الجوَّال في الحافلات أو القطارات، كما يفضَّل عدم الحديث إذا كانت الإشارة منخفضة "low signal".
b.    يجب أن تكون أبراج تقوية الهواتف الجوَّالة, بعيدة عن المدارس والنوادي والتجمُّعَات السكنيَّة قدر الإمكان.
3). الاكتئاب:
        تؤكِّد الدِّراسات الطبيَّة السابقة, أنَّ الاستخدام المُفرِط للجوال, من قبل الأطفال الصِّغار, يُمكِن أن يؤدِّي إلى جعلهم أقل قُدرة على التعرُّف على المشاعر، لكن بعض الأطفال يُتقِنُون القيم من خلال الألعاب، ويجد الكثيرون الصداقة والترابط الاجتماعي.
        وبحثت مجموعة علميَّة في الجامعة النرويجيَّة للعلوم والتكنولوجيا "NTNU" مؤخَّراً, في الروابط المحتملة بين الأطفال الذين يعانون من أعراض إدمان الألعاب الإلكترونيَّة, ومشاكل الصحَّة العقليَّة، وطمأنت النتائج الآباء الذين سمحوا لأطفالهم بلعب المزيد من الألعاب الرقميَّة خلال فترة فيروس كورونا والمكتب المنزلي, وأكَّد الباحثون أنَّ خطورة الألعاب تصل إلى مرحلة الاكتئاب والعزلة للطفل, ويبدأ في تقمُّص الشخصيَّات التي يشاهدها، كما تصيبه حالة من الكسل والخمول, وعدم إقامة علاقات اجتماعيَّة, لأنَّها تأخذ من وقته الكثير، وتحوِّله مع الوقت من طفل نشيط, إلى طفل كسول وملىء بالسلبيَّات، لأنَّ كل تفكيره باللُّعبة لترتبط معه بحالة نفسيَّة, وأثبتت الدراسات الأخيرة, أنَّ قضاء الطفل 35 ساعة أسبوعيَّاً يُعرَِضُه للاكتئاب بنسبة من 70 إلى 80%، ولكن ما يحدث الآن أنَّ الكثير من الأطفال يَقضُون ساعات طويلة في اليوم لتتجاوز تلك النسب، مما يعرضهم بصورة أكبر للاكتئاب الشديد.
        وكانت دراسة سابقة قد أشارت إلى أنَّ معدَّل الإصابة بالاكتئاب والأفكار الانتحاريَّة أكبر في المراهقين الذين يبقون فترات طويلة على الهواتف المحمولة، وتؤدِّي زيادة الوقت إلى إيجاد علاقة طرديَّة, بينها وبين ارتفاع نسبة أعراض الاكتئاب ومحاولات الانتحار.
ومن أهم علامات الاكتئاب للأطفال من استخدامهم ألعاب الجوال:
1.    بقاء الطفل في عزلة تامَّة, وعدم تواصله مع أصدقائه.
2.    المعاناة من اضطرابات, وأرق في النوم.
3.    التأخُّر الدراسي الذي يصيب الطفل, بسبب التشتُّت وفقدان التركيز.
توصيات لعلاج مشكلة الإدمان لدى الطفل:
1.    تنظيم مواعيد استخدام الموبايل للطفل خلال اليوم.
2.    نحاول قدر الإمكان تحديد مواعيد لاستخدام الموبايل في اليوم, وليس الرفض التام.
3.    لا بُدَّ أن يشترك الأب والأم مع الطفل في أوقات فراغه.
4.    متابعة المحتوى الإلكتروني الذي يشاهده الطفل, حتى لا يقع فريسة لما يتابعه, ويؤثِّر ذلك على شخصيَّتَه وطريقة تقمُّصِه للأدوار, لتفادي تحوُّلَه لطفل عدواني.
4ً). استخدام الجوَّال وارتباطه بسُمنة وبدانة الطفل:
        ارتبط مفهوم الألعاب الإلكترونيَّة, بالسُّمنة، والكسل، والانطواء، والأمراض الاجتماعيَّة، كما تؤثِّر أيضاً على الصحة البدنيَّة والعقليَّة، والتي تحصل بسبب كثرة استخدام هذه الألعاب, وقلَّة الحركة واللعب مع الأقران.
ومن الصائح المرتبطة بمعالجة تأثير الجوال على صحَّة الطفل الجسمانيَّة:
1.    بسبب الإدمان، فإنَّ بعض الأطفال, يلعبون لساعات طويلة من أجل تحسين مهارات لعبهم, وبالتالي يسبب ذلك لهم قلَّة الحركة, وبالتالي السُمنة, وغيرها من المشاكل.
2.    يجب على الأهل التعاون مع المدرسة, لزيادة نشاط الطفل, وممارسته للألعاب الرياضيَّة, ومن الممكن تكليفه بمهام ووظائف حركيَّة تنفَّذ في المنزل, ما يزيد من حركة الطفل ونشاطه.
3.    العمل على تنظيم أوقات اللعب على الجوَّال, والعمل على تقليل مدَّة الجلوس المستمر أمام شاشة الهاتف.
5). تأثير الجوَّال على نوم الطفل:
        تُشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ الألعاب الإلكترونيَّة, قد تؤدِّي إلى جَعل الجسم في حالة توتُّر، ما يُزيد من ضغط الدَّم, وعدد نبضات القلب، إذ إنَّ الألعاب الإلكترونيَّة حتى إن لم تَكُن ألعاب عنيفة أو ألعاب حركَة, تؤدِّي إلى زيادة مُستوى التحفيز البصري والمعرفي, ما يضع الدِّماغ والجسم في حالة التوتُّر هذه، وبالتالي حُصول مشاكل في النوم, ومن الجدير بالذِّكر أن نوم الطفل لِمُدة 8 إلى 10 ساعات لا يعني عدم مُعاناته من اضطرابات النوم، حيث قد يؤدِّي لعب الألعاب الإلكترونيَّة, إلى التأثير على المناطق البدائيَّة في الدماغ، وإرسال إشارات تجعل جسم الطفل في حالة تأهُّب حتى أثناء نومه، وفيما يلي الأسباب الرئيسيَّة لتأثير الألعاب الإلكترونيَّة على نوم الطفل:
1.    السطوع المُصطَنَع أو غير الطبيعي للشاشة: "unnatural brightness of the screen" إذ أنَّ السُّطوع المُصطنع, أو الإضاءة غير الطبيعيَّة للشاشة, تمنع تَحرُّر هرمون الميلاتونين "Melatonin" الذي يتحرر في الظلام فقط، ويُمكن تلخيص تأثير السطوع بأنَّ, هذا الضوء يتوجَّه إلى الدماغ مباشرةً, ما يتسبَّب في تقليل الرَّغبة في النوم, وتعطيل الساعة البيولوجيَّة للجسم، وينتج عن ذلك سوء المزاج، وقلَّة التركيز، والمشاكل الهرمونيَّة للطفل.
2.    الإشعاع الكهرومغناطيسي: "electromagnetic radiation EMR", يمنع الإشعاع الكهرومغناطيسي أيضاً عمليَّة إفراز هرمون "الميلاتونين"، وبالتالي فإنَّه يُقلِّل من كميَّات وساعات النوم والاستراحة.
        هذا وحذَّرت دراسة بريطانيَّة من أنَّ الإفراط في استخدام الهاتف الذكي يؤدِّي حتى إلى الحرمان من النوم؛ حيث وُجِدَ أنَّ كل ساعة يقضيِّها الطفل يفقد مقابلها 16 دقيقة نوماً, وحول ذلك أخضع القائمون على الدِّراسة 715 أسرة، كان 75% منها أطفال صغار أعمارهم بين 6 أشهر وحتى 3 سنوات، ووجدَ الباحثون أنَّ متوسَّط استخدام الأطفال للأجهزة لمدة 25 دقيقة في اليوم يؤدي إلى فقد 8 دقائق من الوقت المخصَّص لفترة النوم.
6). الجوالات والسلوك العدواني للطفل:
        تمَّ إجراء دراسة على مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 17 عاماً لمدَّة ثلاث سنوات، وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى أنَّ الألعاب الإلكترونيَّة العنيفة, تُحفِّز "السلوك العدواني" للطفل, نظراً لكثرة مُشاهدة الطفل لمشاهد العُنف، كما يَقُول خبير العنف في ألعاب الفيديو, وصاحب الدكتوراه في علم النفس التَطَوُّري بـ"جامعة ولاية أيوا"، الدكتور "دوغلاس جنتيلي" "Douglas A. Gentile" أنَّ الألعاب الإلكترونيَّة تؤثِّر على جميع الأشخاص, سواء أكانوا أصحاب سلوك عدواني في طبيعتهم أم لا، كما أنَّها تؤثِّر على الإناث أيضاً, وليس فقط على الذُّكور.
وهذه بعض النصائح فيما يتعلَّق بالسلوك العدواني للطفل:
4.    ألعاب الفيديو العنيفة تعلِّم الأطفال تقليد السلوك العدواني، من خلال تكرار السلوك العنيف.
5.    تضع اللاعب في دور المعتدي، وتقدِّم مكافآت ايجابيَّة للسلوك العنيف، مثل الفوز أو تحقيق أعلى النقاط.
6.    في مسح تلفزيوني لآثار ألعاب الفيديو على الأطفال، قال أحد الأطفال إنَّه يريد أن يكون لصَّاً، وذلك لأن إحدى الألعاب التي كان يلعبها, جعلت من اللص "المجرم" بطلاً.
7.    تقلِّل حساسيَّة الأطفال للعنف، مما يجذبهم للعنف دون إدراك العواقب.
7). الجوَّالات ومشاكل في عيون الطفل:
        من الأضرار الجسميَّة للهواتف المحمولة, مشاكل في العين، بسبب الضَّوء الصَّادِر عَنها، والذي من الممكن أن يصيبَها بالإجهاد والشيخوخة المبكِّرَة, ويمكن أن يتسبَّب هذا الضوء في إصابة العين بـ"الضمور البُقَعِي"، وهي حالة ترتبط بالتقدُّم في العمر، ومن الممكن أن تؤدِّي لـ"فقد البصر"، وتؤثِّر بصورة كبيرة في الشبكيَّة, ومن الأسباب الرئيسيَّة لضعف النظر, هي القراءة من شاشة الكمبيوتر أو الهاتف لوقت طويل من مسافة قريبة، خاصَّة إذا كانت الإضاءة غير مناسبة, حيث تَرجَع المشكلة الأساسيَّة في أضرار الهاتف المحمول على العين إلى "الحِمل الزائد" الذي تتحمَّلَهُ عضلات العين, عند الإفراط في النظر إلى شيء محدَّد ذو إضاءة عالية لوقت طويل, وهناك أيضاً إجهاد العين, حيث يرمش الإنسان عدد مرَّات تتراوح ما بين 15 إلى 20 مرة في الدقيقة، حتى تتوزَّع الدُّموع بصورة متساوية داخل العين، ما يحمي العين من الإجهاد أو الجفاف, وأكَّد الباحثون أنَّ الشخص الذي يُشاهد بتركيز شيء ما على الهاتف أو الكمبيوتر, أو يلعب أحد ألعاب الفيديو جيم, يرمش بمقدار النِّصف عن المعدَّل الطبيعي, وهناك ما يسمى "أضرار الجوَّال في الظَّلام", حيث تُوجَد الكثير من الممارسات الخاطئة التي تؤذي العين، أهمَّها التحديق بالهاتف في الظلام لوقت طويل، فالتَّحديق بشاشة الهاتف لفترة طويلة أثناء الاستلقاء على جانب واحد، يجعل أحد العينَين منتبهةً بالكاملِ, والأخرى تُعاني من بعض الخمول أو الكسل, ما يزيد معدَّل ضَعف العين, ويؤدِّي إلى الإصابة بـ"العمى المؤقَّت" عند تعرُّض العين للضوء الأزرق في الظلام, كما يُعد تقليل قدرة العين على الرؤية بعيدة المدى أو ما يعرف بقصر النظر "Nearsightedness" من أبرز أضرار الهاتف المحمول على عين الأطفال، ويمكن أن يؤدِّي لحدوث العديد من مشكلات النظر، مثل: الساد، أو الماء الأبيض "Cataract, وظهور الظَّفرة في العين "Pterygium", أو حدوث سرطان في الأنسجة البصريَّة.
نصائح لحماية عين الطفل:
1.    جعل إضاءة الهاتف قويَّة وواضحة, تَحمي العين من الإجهاد.
2.    تنظيف الشَّاشة باستمرار, يُسَاهم في جعل العين ترى الأشياء بارتياح.
3.    لا بُدَّ أن تكون إضاءة الغُرفة جيِّدة.
4.    إذا كان إشعاع شاشة الكمبيوتر قوي، يجب تقليل الإضاءة.
5.    يجب ألَّا تَقُل المسافة بين الهاتف والعين عن 30 سم.
6.    استخدام نوع وحجم خط مناسبين, يساعد كثيرًا في التغلُّب على مشكلات الرؤية غير الواضحة.
7.    اتِّباع قاعدة 20/20 التي تنص, على وجوب النظر إلى مسافة 20 قدم لمدَّة 20 ثانية، كلما أكملت 20 دقيقة متتالية تنظر فيها إلى شاشة الهاتف مباشرة.
8.    استخدام نظَّارات الحماية من الضوء الأزرق, عند استخدام الهاتف المحمول أو جهاز الحاسوب, للتقليل من إرهاق العين الناتج عن الضوء الأزرق، كما أنَّ لهذه النظَّارات دور في التقليل من اضطراب النوم الناتج عن استخدام الهواتف المحمولة.
9.    استخدام قطرات العيون المرطِّبة, بعد استشارة الطبيب في حال المعاناة الطفل من احمرار وجفاف العيون.
10.      الحرص على مراجعة طبيب العيون بشكل دوري, لعمل الفحوصات اللَّازمة للتأكد من سلامة نظر الطفل.
8). الجوَّالات ومشاكل عظم الطفل:
        تُشير الدراسات إلى أنَّه من الممكن, أن يؤدِّي لَعِب هذه الألعاب إلى نقص في فيتامين "D"، نظراً لعدم تعرُّض الطفل لأشعَّة الشَّمس, ما يجعله أكثر عُرضة للإصابة بمرض الكُساح الذي يُسبب ضعف في العظام، وبالتالي يؤدي إلى انثناء العمود الفقري والساقين, حيث يُعاني الطِّفل نتيجة كثرة بقائه على هذه الأجهزة من الضغط على الأعصاب والأربطة وأقراص العمود الفقري، الأمر الذي يجعله يشكو من ألم في الرقبة والظَّهر، إضافة إلى الصُّدَاع، ويمكن أن يتسبَّب بإصابته بمتلازمة "النفق الرسغي".
حلول لتجنُّب آثار استخدام الهاتف على عظام الطفل:
1.    توصي الأكاديميَّة الأمريكيَّة لأطباء الأطفال, بإبعاد ألعاب الفيديو العنيفة عن المنازل, حتى لا يراها أو يلعب بها الأطفال الصغار.
2.    الحرص على إلزام الأطفال بفترة معينة خلال اليوم لاستخدام الهواتف والأجهزة الذكيَّة، وتشجيع الخروج من المنزل, وممارسة النشاطات البدنية مع أقرانهم.
9). الجوَّالات ومشاكل السمع عند الطفل:
        تتضمَّن الأضرار الجسديَّة الناجمة عن استعمال الهواتف المحمولة كذلك مشاكل في حاسَّةِ السَّمع، وذلك نتيجة استخدام سمَّاعات الأذن فترات طويلة، وكانت منظمة الصحة العالميَّة، حذَّرت من مخاطر الهواتف الذكيَّة على السَّمع، مشيرة إلى أنَّ نحو مليار شخص يواجهون مشاكل في السمع, نتيجة التعرُّض بشكل مفرط ومطوَّل لأصوات قويَّة.
ومن النصائح حسب الجمعيَّة الأميركية لطلب الأطفال "APP":
1.    يفضَّل أن تكون هناك مسافة بين الأذن وسمَّاعة الهاتف، كما يُفضَّل أن يكون الحديث من خلال سمَّاعة أو "هاند فري" دون استخدام اليدين.
2.    يجب ألَّا يكون الجوَّال في غرفة نوم الطفل أو المراهق, لتجنُّب مخاطره الصحيَّة.
3.    يجب على الأطفال عَدَم الذَّهاب للمدرسة بالجوال, وعدم الحديث فيه أثناء الفُسحة الدراسيَّة.
10). الجوَّالات وفقدان الثقة لدى الطفل:
        تَشمُل الأضرار النفسيَّة المترتِّبة على استخدام الأطفال للهواتف المحمولة الكثير من الأوجه، فمثلاً يصاب الطفل بالانعزال والعدوانيَّة في التعامل مع أقرانه الآخرين، بسبب طول الفترة التي يستخدم فيها الهاتف، وبصفة عامَّة فإنَّ هذا الأمر يترتَّب عليه تغيير في عادات الطفل الطبيعيَّة كالحركة, ويلاحظ على الأطفال والمراهِقين الَّذين يمكُثُون على اتصال لفترات طويلة مع الهواتف المحمولة أنَّهم لا يتمتَّعون بالاستقرار أو يفقدون الثِّقة في أنفسهم.
 
نصائح للتقليل من الآثار السلبيَّة للجوال على الطفل, وثقته بنفسه:
1.    الابتعاد عن استخدام الجوال للأطفال أقل من عمر 18 شهراً, وبالنسبة للأطفال من عمر 18 شهراً وحتى عامين, يجب على الآباء الذين يريدون أن يستخدموا الجوَّال في تعليم أطفالهم, أن يتم استخدام برامج عالية الجودة.
2.    الأطفال من عمر عامين, وحتى 5 أعوام, يجب ألَّا يزيد وقت استخدام الجوَّال على ساعة واحدة طوال اليوم، كما يجب أن يُشَاهِد الآباء البرامج والألعاب نفسها, لتوضيح ما يمكن أن يراه الطفل, وتَعليمِهِم كما يجب أن تكون البرامج عالية الجودة أيضاً.
3.    الأطفال أكثر من 6 أعوام, يجب أن يُلاحِظ الآباء نوعيَّة البرامج والألعاب التي يلعبها الطفل, دون تدخُّل مباشر مِنهُم، كما يجب أن يكون هناكَ وقتٌ كافٍ للرياضة والنوم وقضاء أوقات مع الأسرة, بعيداً عن استخدام الجوال.
11). الجوَّالات وتأثيرها في تكوين شخصيَّة هشة للطفل:
        حيث يؤدِّي بقاء الطفل ملازماً للهاتف المحمول, إلى خلق هوَّة وفراغ بينه وبين والديه وأشقَّائَه والمقرَّبين منه، وتصبح لديه نظرة تشاؤميَّة، التي في الغالب لا يُدرِكَها في هذه المرحلة العمريَّة، إلَّا أن تراكم هذه الترسُّبَات, يتسبب ببناء شخصيَّة هشَّة وانطوائيَّة, حيث تلعب الهواتِف المحمولة لدى بعض الأطفال دور المربِّي بصورة غير مباشرة، وبالتَّالي تؤثِّر في نموِّهِم وعواطفهم على مدى بعيد.
ومن النصائح المرتبطة بذلك:
1.    تنظيم ساعات تعرُّض الطفل للجوال.
2.    الحديث بشكل مستمر مع الطفل, ودمجه بنشاطات الأسرة بشكل دوري, وخلق ظروف للتواصل المستمر بينه وبين ذويه, وبينه وبين الأهل.
3.    الحديث مع الطفل عن مخاطر استخدام الجوَّال, للتقليل من "ولع" الطفل بالألعاب, والتذكير بشكل مستمر بمخاطره ومساوؤه.
12). الجوَّال والتأثير على القدرات العقليَّة والتحصيل العلمي للطفل:
        فحسب العديد من الدراسات, يؤثِّر الهاتف المحمول على القُدرات العقليَّة للطفل، حيث يعتمد عليه في الكثير من المهام، فإضافة إلى الألعاب، فإنَّه يستخدمه كآلة حاسبة, ويبحث من خلاله عن المعلومات التي يريدها.
        كما تَحُد كل هذه المهام والأوامر من قدرات الطفل العقليَّة والإبداعيَّة، وبالتالي تؤثِّر في مَلَكَة الخيال والتصوُّر والإبداع لديه، ويصبح التطوُّر الحسِّي والبصري لديه أقل نموَّاً, حيث يُلقِي هذا الأمر بظلالِه على التحصيل الدِّراسي للطفل ومسيرة تعليمِه، فيتأخَّر الطفل كثيراً عن أقرانه، لأنَّ طبيعة هذه المرحلة العمريَّة هي سرعة الملل، بالتالي على الرَّغم من توفُّر الكثير من الأدوات المساعدة على البحث والتطبيقات, التي تساعد على تحصيل المعلومة، فإنَّه يترك كل ذلك, ولا يقاوم سِحر الألعاب، ومن هنا تتراجع نتائج الطفل ويتدَنَّى تحصيله الدراسي ويفقد الرغبة في التفوُّق العلمي.
نصائح للحد من آثار الجوَّال على القدرات العقليَّة, وتحصيل الطفل العلمي:
1.   حدِّد الوقت:
        حيث ينصح الباحثون والأخصائيُّون الآباء, بمنع استعمال الهـاتف للأطفال أقل من عمر عامين، ولا يزيد استخدامهم له على 60 دقيقة في المرحلة العمريَّة بين 2 وحتى 5 سنوات، مع وجود إشراف من أحد الوالدين باستمرار, وينبغي ألاّ يزيد وقت استخدامهم على 2 ساعة في اليوم، مع الحذر من تواجد الهاتف النقَّال في غرفة نوم الطفل كما أسلفنا، كما لا بُدَّ ألاّ يصطحب الهاتف عند ذهابه للمدرسة, ويجب دمج الطفل بأنشطة بديلة، كممارسة أنشطة رياضيَّة جماعيَّة وشيِّقَة، أو الخروج في رحلات مدرسيَّة جذَّابة، مع تخصيص جولات أسبوعيَّة للتنزُّه واللَّعب, وتفريغ الطاقة الكبيرة المخزَّنة لدى الطفل, ويمكن تحقيق أكبر استفادة من الهاتف الذكي, عبر التركيز على الألعاب التفاعليَّة المحفِّزَة لذهن الطفل، للقيام بالتفكير والتحليل والتخيُّل، بدلاً من البقاء فترات طويلة أمام شاشة الهاتف في ألعاب تضر أكثر مما تَنفع, ويُنصَح بالاستعانة بعدد من الألعاب اليدويَّة, التي تنمِّي المهارات الحركيَّة والاجتماعيَّة، مع الاستعانة بأحد التطبيقات التي تتحكَّم بهاتف الطفل وتراقب ما يفعله.
2.   خطَّة الـ30 دقيقة:
        دعا فريق من الباحثين إلى الحد من استخدام الأطفال للهواتف النقَّالة والأجهزة اللوحيَّة، عبر تحديد عدد الساعات التي يقضيها الطفل في المرحلة العمريَّة بين 6 أشهر وحتى عامين, حيث يؤدِّي بشكل كبير إلى تأخُّرَهم في الكلام, وتَوَصَلَ القائمون على هذه الدراسة, والتي بحثت نحو 900 طفل, إلى أنَّ الوقت المثالي لاستخدام هذه الأجهزة ينبغي ألاّ يتجاوز 60 دقيقة, على مدار اليوم كلَّه, حيث تؤدِّي زيادة الوقت الذي يقضيه الطفل بمقدار 30 دقيقة إلى زيادة خطر إصابته بما يعرف بـ"تأخُّر الكلام التعبيري", ودعا الباحثون إلى منع الأطفال دون عمر السَّنة ونصف, من استخدام الهواتف الذكيَّة، حتى لا يؤدِّي ذلك إلى حدوث تشتُّت الطفل الصغير, وقطع علاقته بوالِدَيه.
3.   خطط تكنولوجيَّة:
1)   إذا لم يَرغب الأب مثلاً في أن يقوم طفله, باستعمال الهاتف الذكي "آيفون" في تصفُّح مواقع الويب، يمكنه تعطيل متصفِّح سفاري عند طريق البنود "الإعدادات/ عام/ تقييدات"، وفي نفس هذه القائمة يتمكَّن الأب من حظر استعمال الكاميرا, أو تثبيت التطبيقات, أو إجراء المشتريات داخل التطبيقات.
2)   يُمكن القيام بنفس هذه الإعدادات في الأجهزة الجوَّالة المزوَّدة بنظام "غوغل أندرويد" في متجر "غوغل بلاي" تحت قائمة "الإعدادات/المراقبة الأبوية/ المصادقة للشراء", ويمكن مثلاً تأمين الهاتف عن طريق كود PIN يتم تحديده، بحيث يتم منع الطفل من إجراء جميع عمليَّات المشتريات داخل التطبيقات أو تثبيت أيَّة تطبيقات.
3)   أضافت كريستين لانغر، من مبادرة "راقب ما يفعله طفلك بالميديا"، أنَّه من الأفضل أيضاً أن يتم إيقاف وظيفة النظام العالمي لتحديد المواقع GPS وشبكة WLAN اللاسلكيَّة وتقنيَّة البلوتُوث, كما ينبغي تعليم الأطفال كيفيَّة إنشاء كلمة مرور آمنة، مع ضرورة تغييرها بصورة منتظمة.
4)   بالإضافة إلى ذلك يجب إخبار الأطفال عدم كشف بياناتهم على شبكة الإنترنت, وتحذر الخبيرة الألمانيَّة "كريستين لانغر" الأطفال من الإفصاح عن الاسم أو اللقب مع العنوان على شبكة الويب, فضلاً عن أنَّه لا يجوز كشف أيَّة بيانات تتعلَّق بالأرقام الهاتفيَّة, وجهات الاتصال على الأجهزة الجوَّالة, كما أنَّه ينبغي على الأطفال التعامل بعناية وتحفُّظ شديدين مع صورهم على شبكة الويب، وينطبق ذلك أيضاً على الآباء, في حالة التقاط صوراً لأنفسهم ولأطفالهم.
5)   تطبيقات حماية الأطفال, وإذا رغب الآباء في منع الأطفال من استعمال تطبيقات معيَّنة أو استدعاء مواقع ويب محدَّدَة، ففي هذه الحالة يُمكِن الاستعانة بتطبيقات حماية الأطفال مثل ""Kids Place أو Kyte Phine"", حيث تتيح تطبيقات حماية الأطفال للآباء إمكانيَّة التحكُّم في الوصول إلى الإنترنت، بحيث يقتصر الوصول إلى مواقع الويب المناسبة للأطفال فقط, وقد قام معهد "AV-Test" باختبار 12 تطبيق من تطبيقات حماية الأطفال توفِّر جميعها حماية جيِّدة من المحتويات غير المناسبة، وتكمن الاختلافات بين التطبيقات في حجم الوظائف المتوافِّرة، فمثلاً تقوم تطبيقات "F-Secure" و"Mobicip" و"Net Nanny" و"Symantec" بتصفية نتائج محرِّكات البحث لتكون مناسبة للأطفال, كما يمكن استعمال تطبيق "Surfgarten" الذي يقوم باستخدام فلاتر معيَّنة تلقائيَّاً وفقاً لعمر الطفل، بحيث تَمنع استدعاء المحتويات التي لا تتناسب مع الأطفال أو أعمارهم.
4.   الالتزام بقوانين عدد ساعات استخدام الطفل للجوال:
        حيث أثبتت الدراسات التي تناولت أثر الجوال وكافة الأجهزة الإلكترونيَّة والهواتف الذكيَّة, على وجود أثر سلبي على صحة الأطفال، ووفقا لما ذكرته صحيفة "إندبندنت" البريطانيَّة، وتأكيدا على إهمال الآباء والأمهات بمخاطر الجوال على الأطفال، تبيَّن أنَّ الوقت الذي يقضيه الأطفال الذين تَقُل أعمارهم عن سنتين أمام الشاشَّات خلال فترة الـ17 عامًا الماضية، تضاعف من 1.32 إلى 3.05 ساعة يوميَّاً وهي نسبة مخيفة جداً، ويجب الانتباه إليها حتى يتم تدارك تِلك المُشكلة, ويتم الحفاظ على سلامة الأطفال العقليَّة والنفسيَّة والصحَّة بوجه عام, وبالتالي حدَّدت الجمعيَّة الكنديَّة لطب الأطفال، وغيرها من النوادي, الوقت الموصي به يوميَّا بما يلي:
·       الأطفال الأقل من عمر 18 شهراً يجب الابتعاد عن استخدام الجوال.
·       الأطفال الذين أعمارهم من 18 شهراً وحتى عامين, على الآباء الذين يرغبون أن يستخدموا الجوال بهدف التعليم لأطفالهم, ولكن بشرط استخدام برامج عالية الجودة.
·       للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 3 سنوات أمام الشاشَّة, يكون ساعة واحدة يوميَّاً, لأنَّ من يتعدَّى هذه المدَّة من الأطفال سواء من عمر 3 : 5 سنوات سيكون لديه مشاكل كبيرة في سلوكيَّاتهم وانتباههم, مقارنة بأولئك الذين يستخدِمُون الجوَّال وقت أقل من ذلك, ويقول الباحثون أنَّ الأطفال الذين يتجاوزون الوقت الموصي به في سن الثالثة أو الخامِسة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشكلات سلوكيَّة وذهنيَّة تتعلَّق بالانتباه من أولئك الذين قضوا وقتًا أقل أمام الشاشة يوميَّا.
·       أمَّا الأطفال في عمر من 6 : 12 سنة بمعدَّل ساعتين يوميَّا فقط, وعلى الآباء أن يلاحظوا نوعيَّة البرامج والألعاب, دون أي تدخُّل منهم، ويجب أن يكون هناك أوقات للرياضة والنوم وأوقات ممتعة مع الأسرة بعيداً عن الجوال واستخداماته.
·       أمَّا فوق 12 عاماً فالوقت المحدَّد لهم 3 ساعات يومياً، ويفضل أن يكون أقل.
خامساً). الطفل ومشكلة السلوك السيء:
        حين يتجاهل أطفالك ما تَطلبه منهم، أو يخالفون قاعِدة اتَّفَقتُم عليها معاً، فكيف تخبرهم "بطريقة إيجابيَّة" أنَّهم يتصرَّفون بطريقة غير مقبولة أو سيِّئة, عبّر لهم عن مشاعرك السلبيَّة تجاه هذا السلوك, كأن تقوم بمجموعة خطوات:
1)   انظر إليهم وتحدَّث بحزم.
2)   قل لهم بالضَّبط ما فعلوه وأغضبك "أشعر بالضيق عندما تقوم بـ..".
3)   أخبرهم بما يمكن عَمله لتدارك الموقِف أو إصلاح الخطأ, سأكون ممتناً لو قمت بـ.
4)   اقترح عليهم كيف يمكنهم التصرُّف لتجنُّب حدوث ذلك في المستقبل "في المستقبل، أقترح أن...".
5)   ثم استخدم العواقب بدلًا من العقاب, حيث تختلف العواقب عن العقوبات، فالعواقب هي فرص أمام طفلك ليتعلُّم أنَّ تصرُّفه وفعله سيكون له تأثير عليه وعلى الآخرين, كما أنَّ العواقب تساعد الطفل على تعلُّم الاستقلاليَّة، واتخاذ القرارات، وتحمُّل المسؤوليَّة, ولهذه العواقب أنواع:
·       عواقب طبيعيَّة: العواقب التي لا تتطلَّب تدخلًا من الآباء، وهي نتيجة طبيعيَّة لسُلُوك الطِّفل, مثال: "إن لم تضع ملابسك في سلَّة الغسيل، لن يكون لديك أي ملابس نظيفة لترتديها".
·       عواقب منطقيَّة: هي العواقب التي تَنتُج عن سلوك بعينِه، مثل عدم الامتثال للقواعد, مثال: "إذا عُدتَ للمنزلِ متأخِّراً، لن تحصل على وقت للراحة غداً", ولتطبيق تلك العواقب يجب اتباع مجموعة قواعد:
§       حدِّد المقصود بسوء السُّلوك: ما تريد أن يفعله أطفالك، وما لا تريد منهم أن يفعلوه.
§       حدِّد عاقبة واضحة: أي عاقبة ستَحدُث في حالة قيامهم بالسلوك السيء, "إذا حدث...، ستكون نتيجته...).
§       تطبيق العواقب: فعند حدوث ما سبق رغم تحذيرك، قم بتطبيق العواقب على الفور، وذلك بعد لفت نظر الأطفال إلى العلاقة بينهما.
§       المدح: امتَدِحُهم إذا اتبعوا تلك القواعد.
وبالتالي العواقب يجب أن تكون:
·       مختلفة عما يستخدمه الآباء للمكافأة, مثال: إذا كانت المكافأة هي قضاء بعض الوقت مع أصدقائهم، فلن تكون العاقبة هي إلغاء هذا الوقت, متضمِّنة اعتذارًا إذا كان السلوك السَّلبي يؤثِّر على شخص آخر, مثال: "إذا كَسرت أشياء تخص شخصاً آخر، عليك الاعتذار ومساعدته على إصلاحها", والعواقب لا يجب أن تكون:
·       متضمِّنة لأي عقاب بدني.
·       لا تحرم المراهقين من حق لهم كالطعام أو الذهاب للمدرسة, ولكن بدلاً من ذلك، يمكنها أن تكون مقيَّدة لأحد الامتيازات, مثل تقليل وقت الراحة مع الأصدقاء، أو إضافة مسؤوليَّات كالقيام بالمزيد من المهام والأعمال, وبالتالي أنت تحتاج للمساعدة في مواجهة المواقف التالية:
·       ابني يلعب كثيرًا ولا يذاكر.
·       ابنتي منعزلة.
·       ابني تم عقابه بسبب ضربه لزملائه.
·       أطفالي يتشاجرون على مشاهدة التليفزيون.
·       ابنتي تعاني من زيادة الوزن.
·       أعاني من ضغوط في التعامل مع طفلي الجديد.
·       ابنتي مصابة بالسرقة المرضية.
·       ابني يرفض الذهاب للطبيب لأخذ حقنة.
 حلول لمعالجة "مشاكل السلوك السيء للطفل" عبر دور الأهل:
        فأحياناً يتصرَّف الطفل بطريقة سلبيَّة، لأنَّهم يشعرون بالقلق والتوتُّر بشأن مشكلة أخرى, وعلى الرغم من أهميَّة أن تجعل أطفالك مستقلِّين ويحاولون اكتشاف الأشياء بأنفسهم، إلَّا أنَّه عليك أن تجعلهم يعرِفُون أنَّ بإمكانهم دائماً اللُّجوء إليك للحصول على المساعد, ولحل المشاكل يجب اتباع مجموعة خطوات:
1.    يجب تحديد المشكلة بوضوح.
2.    فكروا سويَّا في الحلول المُمكِنة، وشجِّعهم على التوصل إلى حلِّين أو أكثر.
3.    تحدَّث معهم عن كل حل من هذه الحِلُول، وما شعورهم تجاهه، ثم عبِّر عن شعورك أنت تجاه كل حل بأن تقول مثلًا "لن أكون مرتاحًا لهذا الحل بسبب..."، أو "أرى هذا الحل ممكنًا بسبب..".
4.    اختر الحل الذي يبدو الأفضل، وقم بتجربته.
5.    تحدَّث مع طفلك وتابع الأمر معه: هل نجح الحل؟ أم لا؟ وما البدائل الصحيحة.
 
يتبع...
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1