يستمر تخوف اللبنانيين من تردي الأوضاع الأمنية في بلادهم، بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية، مضافاً إلى ذلك وجود حالة غير مسبوقة من الضغط الأمريكي والأوروبي على هذا البلد.
وأضاف جرجاوي أنّ الوضع في لبنان لا يحتمل الدخول في أزمات جديدة، إذ إنّ الأوضاع السياسية والأمنية هشة على نحو خطير، ومن الممكن أنّ تؤدي أي جريمة من هذا النوع إلى تفجر الأوضاع الميدانية، خاصة مع تعقّد التركيبة الديموغرافية والسياسية في البلاد.
تحذير هذ المرصد أثار مخاوف بعض المراقبين، إذ لماذا في هذا الوقت بالتحديد يتم تسليط الضوء على المخاوف الدولية من سيناريو الانزلاق الأمني في لبنان؟ وهل هناك معطيات لا تريد تلك الجهات البوح بها؟
في هذا السياق، قال مصدر مطلع بأن أجهزة الأمن اللبنانية تقوم بعملية تقييم للمخاطر والتهديدات المحتملة إلى جانب الفرص من أحل استغلالها، ويضيف: لا يخفى على أحد بأن الأوضاع الاقتصادية المتردية هي سبب رئيسي في وقوع الجرائم ، لكن الوضع الاقتصادي العام في لبنان والمنطقة والعالم، إلى جانب سيناريوهات التوتر والمواجهات في المنطقة كل ذلك يؤثر أيضاً على الأمن في لبنان، خصوصاً وأن هناك تقارير تؤكد تنامي النشاط الاستخباري لأجهزة استخبارات أجنبية وعربية في الأشهر الأخيرة من العام الذي بتنا نودع آخر أسابيعه.
فيما تشير تسريبات أخرى إلى إمكانية وضع سيناريوهات عدة، كبروز جماعات راديكالية جديدة لأول مرة ضمن بعض المناطق، وتزايد الأعمال غير المشروعة على الحدود، فضلاً عن تشكل عصابات نهب وسلب في المناطق اللبنانية، ولن يتم نسيان سيناريوهات التصفيات والاغتيالات المرتبطة بملفات كبرى في لبنان .
هذا المشهد وصفه مصدر مقرب من بكركي بالقول: للأسف نستشعر بؤس الناس الذي قد يولد الكثير من الخطايا، فالجوع سلاح الشرير في دفع الناس لارتكاب الموبقات، لذلك لا حل سوى بتشكيل حكومة سريعاً تعالج القضايا المعيشية والأمنية، وإلا فإننا لن نكون بخير أبداً.