التطورات الأمنية والسياسية في جنوب لبنان

جوسلين معوض

2025.02.15 - 11:28
Facebook Share
طباعة

 وسط التوترات المتصاعدة في جنوب لبنان، أعلن رئيس لجنة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، أن الجيش اللبناني سيتولى السيطرة على جميع المراكز السكانية في منطقة الليطاني الجنوبية قبل يوم الثلاثاء المقبل.


الاجتماعات الأمنية والتحضيرات للانسحاب
عُقدت أمس اجتماعات أمنية فنية في رأس الناقورة، شارك فيها ممثلون عن لبنان، إسرائيل، الولايات المتحدة، فرنسا، وقوات "اليونيفيل"، لمناقشة ترتيبات الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. وفي ختام الاجتماع، أكد الجنرال جيفيرز إحراز تقدم كبير في تنفيذ الاتفاق، مشددًا على أن الآلية الأمنية ستظل قائمة حتى ضمان التطبيق الكامل لجميع بنود الاتفاق، حتى بعد 18 شباط.


وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع تأكيده أن الجيش الإسرائيلي جاهز للانسحاب ضمن المهلة المحددة بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية-فرنسية. ومع ذلك، رفضت الحكومة الإسرائيلية مقترحًا فرنسيًا يقضي بنشر قوات فرنسية في خمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية كانت تحتلها إسرائيل، وهو ما يعكس تمسكها بترتيبات أمنية خاصة قبل انسحابها الكامل.


إصرار إسرائيلي على البقاء في نقاط استراتيجية
رغم الالتزام المعلن بالانسحاب، تسعى إسرائيل إلى الاحتفاظ بخمس نقاط مرتفعة ذات أهمية استراتيجية، مما أثار مخاوف من احتمال تصعيد جديد في الجنوب اللبناني.


وأفاد مصدر سياسي بأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لهذه النقاط يشكل خطرًا أمنيًا واستراتيجيًا يهدد استقرار المنطقة، وأوضح أن هذه النقاط ليست مجرد مواقع جغرافية، بل تمثل مراكز تحكم تمكّن إسرائيل من مراقبة مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية، مما يمنحها ميزة أمنية وعسكرية.


تلة اللبونة: تطل على بلدات الضهيرة واللبونة وعلما الشعب، وتُعد نقطة مراقبة متقدمة لإسرائيل، ما يجعلها تهديدًا مباشرًا للقرى اللبنانية المحيطة.
تلة العزية: تقع بالقرب من يارين ومروحين، وتوفر لإسرائيل قدرة على التحكم بالمجال الميداني في أي مواجهة مستقبلية، مما يُضعف السيطرة اللبنانية على أراضيها.
جبل بلاط: يشرف على بلدات رميش وعين إبل، ما يسمح لإسرائيل برصد التحركات في المنطقة الحدودية.
جبل الباط: يطل على كامل القطاع الأوسط في عيترون، مما يمنح إسرائيل تفوقًا في المراقبة ويقلص حرية التحرك اللبنانية.
تلة العويضة: تمتد بين العديسة، الطيبة، ورب ثلاثين، وتمثل نقطة تحكم تتيح لإسرائيل مراقبة تحركات الجيش اللبناني والمقاومة.


وأكد المصدر أن بقاء هذه النقاط تحت السيطرة الإسرائيلية يمثل خرقًا واضحًا للاتفاقات الدولية، ويهدد بإعادة إشعال النزاع المسلح في الجنوب اللبناني.


في ظل هذه التحديات، أكدت النائبة الفرنسية إميليا لاكرافي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي، أن على القيادة اللبنانية العمل على نزع سلاح حزب الله، مشيرة إلى أن فرنسا تتواصل مع المؤسسات الرسمية اللبنانية فقط، وليس مع الحزب.


وأثار هذا التصريح تساؤلات حول مدى استعداد القوى الدولية للضغط على إسرائيل لتنفيذ الانسحاب الكامل، خاصة أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي في بعض المناطق يعقد أي جهود لتحقيق تهدئة دائمة.

 

يرى مراقبون أن المطلوب في هذه المرحلة تعزيز الجهود الدبلوماسية والسياسية، عبر التنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتنفيذ الانسحاب الفوري من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة. كما أن التعاون الوثيق مع قوات "اليونيفيل" سيكون ضروريًا لتوثيق أي انتهاكات إسرائيلية والعمل على محاسبتها.


وحذّر المصدر السياسي من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لهذه النقاط لا يهدد فقط السيادة اللبنانية، بل يضع المنطقة بأكملها تحت خطر تصعيد عسكري جديد، مما يتطلب تحركًا حازمًا من الدول الضامنة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لضمان تطبيق الاتفاق وإنهاء أي محاولة إسرائيلية لفرض أمر واقع جديد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1