جوسلين معوض
أثارت زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى قصر بعبدا في لبنان جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب ارتدائها خاتمًا يحمل نجمة داوود أثناء مصافحتها للرئيس اللبناني، جوزيف عون. نُشرت الصور عبر الحساب الرسمي للرئاسة اللبنانية، مما أدى إلى موجة من الغضب بين بعض المستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك، أدلت أورتاغوس بتصريحات من القصر الجمهوري شكرت فيها إسرائيل على "هزيمة حزب الله"، مما زاد من حدة الانتقادات. تزامنت هذه التصريحات مع حادثة انفجار منزل في بلدة طيرحرفا جنوب لبنان، والذي كان مفخخًا من قبل القوات الإسرائيلية قبل انسحابها، وأسفر عن مقتل أب وبناته الثلاث.
واعتبر اللبنانيون ارتداء الخاتم استفزازًا متعمدًا خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في لبنان بسبب الحرب الاسرائيلية. وقد أدى ذلك إلى موجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن الرسائل السياسية التي تحملها هذه الزيارة، خصوصًا أنها جاءت في وقت يعمل فيه المبعوث الأميركي آموس هوكستين على تهدئة التوتر بين لبنان وإسرائيل.
من هي مورغان أورتاغوس؟
مورغان أورتاغوس هي شخصية سياسية ودبلوماسية أميركية بارزة، اشتهرت بمواقفها الداعمة لإسرائيل خلال فترة عملها في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وقد شغلت منصب المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية بين عامي 2019 و2021، حيث لعبت دورًا محوريًا في صياغة الخطاب الدبلوماسي الأميركي، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط.
مواقفها الداعمة لإسرائيل
تُعتبر أورتاغوس من أبرز الشخصيات التي ساندت السياسات الأميركية المؤيدة لإسرائيل خلال عهد ترامب، حيث كانت من المدافعين عن قرارات إدارته الحاسمة، مثل:
- الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل: دعمت أورتاغوس علنًا قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس عام 2018، وهو القرار الذي أثار ردود فعل قوية في العالم العربي والإسلامي واعتُبر انحيازًا واضحًا لإسرائيل.
- الترويج لاتفاقيات أبراهام: لعبت دورًا بارزًا في الدفاع عن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، مثل الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، والتي وُصفت بأنها إنجاز دبلوماسي كبير للولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
- دعم سياسة "أقصى الضغوط" على إيران: عملت على الترويج لسياسة ترامب الرامية إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران، والتي جاءت ضمن استراتيجية تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما يصبّ في مصلحة إسرائيل وحلفائها الإقليميين.
- مهاجمة "حزب الله" وحركات المقاومة: خلال عملها في الخارجية الأميركية، كانت من الأصوات التي تهاجم الفصائل المناوئة لإسرائيل، مثل "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس"، معتبرة أنهما يشكلان تهديدًا لاستقرار المنطقة.
تحولها الديني إلى اليهودية
من النقاط المثيرة للجدل حول أورتاغوس هو تحولها الديني إلى اليهودية بعد زواجها من جوناثان وينر، وهو ضابط استخبارات أميركي سابق يهودي الديانة. بعد اعتناقها اليهودية، أصبحت أورتاغوس أكثر ارتباطًا بالقضايا اليهودية والإسرائيلية، ما عزز مواقفها السياسية المتماشية مع سياسات تل أبيب.
مواقفها بعد خروجها من الإدارة الأميركية
حتى بعد خروجها من إدارة ترامب، واصلت أورتاغوس دعمها العلني لإسرائيل من خلال ظهورها الإعلامي وكتاباتها السياسية، حيث تهاجم سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إسرائيل، معتبرة أنها لا تدعمها بالشكل الكافي. كما تعمل في مراكز أبحاث محافظة تدعم السياسات الخارجية التي تعزز التحالف الأميركي-الإسرائيلي.
تحركات مورغان أورتاغوس في الشرق الأوسط، مثل زيارتها الأخيرة للبنان، تعكس استمرار تأثيرها في السياسة الخارجية الأميركية حتى بعد خروجها من منصبها الرسمي.