ماذا بعد براءة ترامب؟

إعداد - رؤى خضور

2021.02.15 - 05:45
Facebook Share
طباعة

 فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في حشد ما يكفي من الأصوات لإدانة الرئيس السابق دونالد ترامب بعد محاكمة عزل قادها الديمقراطيون، اتُهم خلالها ترامب بـالتحريض على العصيان عقب قيام مناصريه بأعمال شغب في الكابيتول، وانتهت المحاكمة يوم السبت، بتصويت 57 مقابل 43 صوتاً، وهكذا فشلت محاولات الديمقراطيين لعزل الرئيس المنتهية ولايته من السياسة كما تريد المؤسسة الحاكمة.

 لكن الرجل البالغ من العمر 74 عاماً توقف عن القول إنه سيرشح نفسه للرئاسة في العام 2024 ، ليقول إن حركة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى قد بدأت للتو".

 يبدو أن ترامب مدين بالشكر لرجال الإدارة الذين غيروا تكتيكاتهم على مدى عقود حتى ظهر اليوم أنه أقوى من رئيسين تاريخيين للولايات المتحدة الأمريكية: إبراهام لنكولن وروبرت فيتزجيرالد كينيدي، اللذين قُتلا في ظروف لم تتمكن 20 وكالة فيدرالية أمريكية من اكتشاف تفاصيلها، واللذين حذا ترامب حذوهما بوضع السيطرة على الدولار نصب عينيه، والتي تطورت إلى الهيمنة المالية للاحتياطي الفيدرالي، فخرج ترامب أقوى، أو على الأقل أكثر حظاً في بقائه على قيد الحياة.

 وخارج منصبه - وبدون منصة وسائط اجتماعية بعد طرده من Twitter - أصدر ترامب بياناً مكتوباً يوم السبت رداً على حكم البراءة، ووصف المحاكمة بأنها "مطاردة الساحرات" وقال إنه يتطلع إلى "مواصلة رحلتنا المذهلة معاً لتحقيق العظمة الأمريكية لجميع أفراد شعبنا"، وقد أعلن في وقت سابق عن نيته في الترشح للرئاسة في العام 2024، وعلى الرغم من أن غالبية الناخبين الجمهوريين موالين له وعديد من المشرعين من حزبه لا يريدون انتقاده خوفاً من انتقام سياسي، إلا أن الرئيس السابق يحمل اسماً ملطخاً اليوم ويتصارع مع الشكوك حول مستقبله السياسي، فالهجوم على مبنى الكابيتول شوه إرثه وترك وصمة عار في تاريخه السياسي إلى الأبد، فقال جون فيهيري، الخبير الاستراتيجي الجمهوري ومساعد الكونغرس السابق في واشنطن: "كانت لديه فرصة ليكون في موقع قوي جدًا للترشح مرة أخرى لمنصب الرئيس لو فعل ما يفعله الناس عندما يخسرون". 

ومن المؤكد أن بعض الجمهوريين استغلوا هذه الفرصة لإبعاد أنفسهم عن الرئيس السابق، من بينهم بيل كاسيدي الذي قال مؤخراً لشبكة ABC "أعتقد أن قوته تتضاءل، فالحزب الجمهوري لا يتمحور حول شخص بذاته إنما حول الأفكار". 

لكن الواقع يظهر أن ترامب بعيد كل البعد عن كونه منبوذاً سياسياً، وفقاً لاستطلاع أجرته قناة CNBC هذا الشهر، والذي أظهر أنه مقابل %54 من الأمريكيين يريدون أن يخرج ترامب عن السياسة، ينخفض هذا العدد  بين الجمهوريين إلى 26%، أما نسبة 74% المتبقية من الجمهوريين، فيريدونه إما أن يقود الحزب، أو أن ينشئ طرفاً ثالثاً، أو أن يظل ناشطاً سياسياً.

بالتالي بعد قرار المحاكمة، يعتقد بعض الجمهوريين أنهم لن يكونوا قادرين على إملاء سلوك ترامب السياسي وأن القرار بشأن مشاركته سيكون بالكامل في يده، لكن لارا براون، مديرة كلية الدراسات العليا للإدارة السياسية (GSPM) في جامعة جورج واشنطن، قالت إن القوة السياسية لترامب من المرجح أن تستمر في فقدان زخمها، وأضافت "أعتقد أن ترامب سيكون له مستقبل سياسي متناقض خلال العام المقبل، ستبدو قصة رئاسة ترامب أسوأ مع مرور الوقت".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8