قنبلة الحريري و ردّ بعبدا

إعداد - رامي عازار

2021.02.15 - 03:44
Facebook Share
طباعة

 فجّر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس، في الذكرى 16 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، قنبلة من العيار الثقيل في موضوع تشكيل الحكومة، متجاوزاً "فيديو الاساءة" ورامياً كرة "الكذب" في ملعب القصر الجمهوري، بعد أن أبرز ورقة تحمل مجموعة من الاسماء التي اقترحها الرئيس ميشال عون لتولي المناصب الوزارية في الحكومة المقبلة. 

الاّ ان المفاجأة كانت في ردّ القصر الجمهوري المقتضب على كلمة الحريري، وعزا المكتب الإعلامي ايجاز الرد بأنه لا يمكن ان يكون مفصلا لتعذر اختصار 14 جلسة ببيان. 

لكن عزف على نقاط، منها: ان كلمة الحريري ضمنتها مغالطات كثيرة وأقوال غير صحيحة، وما قاله: "كافٍ للتأييد بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض اعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق".

في هذا الوقت، اعتبرت مصادر صحفية ان "الحريري يلعب على المكشوف، وأشارت الى ان رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بدأ الاستعداد للرد مفصلاً على رئيس الحكومة المكلف في إطلالة متلفزة ظهر الأحد المقبل.

وقالت مصادر مطلعة أن ما ذكره الرئيس الحريري بشأن لائحة الأسماء المرشحة للتوزير التي سلمت له في بعبدا هي لائحة غير رسمية أو معتمدة بل مجموعة أسماء تم اقتراحها وليست ورقة يراد أن يختار الرئيس المكلف منها بل أسماء تجمعت لدى رئيس الجمهورية تم اقتراحها عليه من افرقاء كفكرة لا أكثر ولا أقل وهي لا تعد ورقة أو مستند رسمي يعتمدها الرئيس المكلف، ولفتت المصادر إلى أن الورقة غير دقيقة وليست جديرة لتكون المستند الرسمي.

وتوقفت مصادر صحفية عند عبارة "فرصة ذهبية" معتبرة انها ليست ابنة اللحظة المرتجلة للرئيس المكلف بعد مقابلة عون، بل تمثّل - تبعاً لما يدور داخل جدران بيت الوسط - عصارة تحرّكه الاخير، بدءاً من الامارات العربية المتحدة وانتهاءً بباريس، بالتأكيد ما خلا زيارة تركيا المقصورة على شأن خاص بالرجل.

وفق ما يُروى من وراء هذه الجدران، سعى عندما بدأ جولته هذه - وكانت لها اهتمامات شخصية اخرى ايضاً - الى موقف عربي ودولي يدعم مساعيه لتأليف حكومة جديدة، نواته الحصول على تأييد الامارات ومصر بداية، من اجل إحداث خرق في علاقته المقطوعة بالسعودية، ومن ثم فرنسا ودورها الموازي مع واشنطن.

وفي حين نال وعداً من الامارات ومصر بدعمه كرئيس للحكومة اللبنانية، وتقديم مساعدات للبنان في المرحلة المقبلة، شرط إنجازه حكومة وفق المواصفات التي حددها نصحه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالعودة الى بيروت والاجتماع برئيس الجمهورية، وتأكيد مواصفاته للحكومة الجديدة على انها تعبّر عما تنادي به المبادرة الفرنسية، وخصوصاً توزير اختصاصيين لا يمتون بصلة الى الاحزاب والكتل، ترك له هامشاً مقبولاً يمكّنه من القول لرئيس الجمهورية ما يسعه فعله وما لا يسعه، وفي مضمون الوعد الحصول على تأييد اميركي للمهمة المنوطة بالحريري وفق الشروط تلك: حكومة لا وجود فيها لـ"حزب الله" ولا نصاب فعلياً لعون، مقترنة بشرط ألحّ عليه الاميركيون وهو أن لا يؤثر تأليفها، إذا وقع، على المفاوضات الاميركية - الايرانية، ولا يكون أحد عناصرها.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5