لهذه الأسباب فاز النادي العلماني بالانتخابات الطالبيّة...

كتب جورج حايك

2020.12.11 - 06:08
Facebook Share
طباعة

 يتساءل اللبنانيون عن أسباب فوز النادي العلماني في الجامعتين الأميركية والقديس يوسف(اليسوعية)، متخطياً  طلاب كل الأحزاب السياسية الوازنة، مما دفع بشركات استطلاعات الرأي إلى تكثيف عملها للتعرّف إلى التغيّرات في الشارع اللبناني. والجدير بالذكر ان النادي العلماني يعتبر انه تعرّض لحملات تضليل اعلامي وخصوصاً على شبكات التواصل الاجتماعي بعد انتصاره في جامعة القديس يوسف. أمام هذا الواقع التقت وكالة أنباء آسيا رئيس النادي العلماني شربل شعيا في جامعة القديس يوسف الذي تكلم بإسهاب عن نتائج الانتخابات الطالبيّة الأخيرة.

النادي مستقل

يُعرّف شعيا النادي العلماني بأنه نادي جامعي مسجّل في الجامعة، وقيادته منتخبة من الطلاب المسجلين في النادي، ويتألف من الرئيس شعيا ونائب الرئيس ناظم الخطيب وأمين الصندوق طارق غصن وأمينة السر رلى هادي ومسؤولة عن مواقع التواصل الاجتماعي آيا أبو صالح. أما في الجامعة الأميركية فيترأس النادي الطالبة لارا صبرا.

نسأل شعيا ماذا عن علاقة النادي العلماني بالمنح والتمويل والتأشيرات وفرص العمل بعد التخرج مما ساهم بإقبال الطلاب للتصويت لكم؟ يجيب:"ليس صحيحاً، نحن موجودون كنادي علماني في جامعة القديس يوسف منذ عام 2017 ولم يتزايد الإقبال علينا الا منذ ثورة 17 تشرين الأول 2019، ونتحرك في الجامعة الأميركية منذ 12 عاماً، ولسنا ممولين من أحد، وما ساعدنا هذه السنة كانت حملة "الاونلاين" بدون أي تكاليف".

وعن دعم رئاستي ادارتي الجامعتين الأميركية واليسوعية للنادي يؤكد "ان النادي مسجل داخل الجامعة وهو يدافع عن حقوق الطلاب، واحياناً نتصادم مع الادارة حول الأقساط وغيرها"، مشدداً على "أن النادي يعمل باستقلالية، ونحن قدنا حملة لفرض الانتخابات الطالبيّة ولا انكر اننا نلتقي ونختلف احياناً مع ادارة الجامعة حول بعض النقاط".

ثمة من يقول ان للنادي العلماني امتداد مع اتحاد الشباب العالمي الذي يقوده قسم الديبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية بالتعاون مع غوغل وفايسبوك وتويتر بدعم من منظمات شبابيّة حول العالم، لكن شعيا يرد:"غير صحيح بتاتاً، نحن نادي طلابي وقراراتنا يأخذها الطلاب المنتمون إلى النادي بشكل ديمقراطي، وكل نادي علماني في جامعة معينة مستقل عن الأندية في الجامعات الأخرى ولو كانت تجمعنا المبادئ نفسها".

حملة "طالب"

ويوضح شعيا "ان النادي خاض الانتخابات تحت شعار حملة "طالب"، أولاً، نعمل منذ عام 2017 على العقد الطالبي وهو عبارة عن عقد يوقعه الطالب مع الجامعة يضمن حقوقه ويقضي بتحديد قيمة القسط للطالب طوال مسيرته الجامعية، والآن مع الأزمة المالية نواجه أخطار كثيرة على حق التعليم للطلاب ونحن نعمل بجهد كي لا يكون الطالب رهينة الأزمة المالية ولا يجوز ان يتحملها لأنه لا يتحمّل مسؤوليتها. ثانياً، نعمل على الانخراط الديمقراطي في قلب الجامعة أي ضرورة أن يكون هناك ديمقراطية تشاركيّة في الهيئات الطالبيّة، وقد ادخلنا مبدأ الاستفتاء داخل هذه الهيئات، ونحث الطالب على المشاركة في أخذ القرارات لأننا نثق بأنه قادر أن يعرف مصلحته. ثالثاً، نحرص على تنمية الوعي السياسي عن طريق ندوات تُدخل الطالب بالسياسة بعيداً عن المفاهيم الطائفية، وبعيداً عن المفاهيم التي ورثناها في هذا النظام السياسي".

والسؤال الشائك الذي يطرحه كثيرون ما الأسباب التي جعلت النادي العلماني يفوز على طلاب "القوات اللبنانية" والكتائب والعونيين في جامعة تسمى "قلعة البشير":"أولاً السبب الأساسي توفر بديل ثالث في الجامعة اليسوعية للمرة الأولى بهذه القوة، ثانياً تعطش الطلاب للتغيير وخصوصاً بعد انفجار 4 آب لأن معظم طلاب جامعة القديس يوسف يسكنون في بيروت وبالتالي عاشوا تفاصيل هذه الجريمة ورأوا ان الأحزاب السياسية غير قادرة أن تقدّم أي بديل جدي وغير قادرة على المحاسبة، علماً ان كثيرين صوتوا للنادي العلماني ليس لأنهم ضد الأحزاب انما اقتنعوا بمشروعه ووثقوا بقدرته على الدفاع عن حقوق الطلاب ويريدون ان يمثلهم طلاب مستقلون ليس لديهم حسابات سياسية أو مصالح بين الأحزاب وادارة الجامعة.

الرد على حملات التضليل

لكن اللافت ان طلاب النادي العلماني ينادون بالعلمانية أي فصل الدين عن الدولة، ويتخصصون بجامعات رسالتها دينية كجامعتي القديس يوسف الكاثوليكية والجامعة الأميركية الانجيلية بدلاً من اختيار جامعات علمانيّة. من جهته يعتبر شعيا "ان جامعة القديس يوسف مؤسسة لكل الطلاب بمعنى آخر هي مؤسسة تعليميّة تضم طلاباً من كل التيارات السياسية والأديان ونحن نتعلم في هذه الجامعة ليس لأنها دينيّة بل لأن مستواها جيد".

يضيف:"تتميّز جامعة القديس يوسف بالانفتاح ومن مبادئ ادارتها أن تكون ابوابها مفتوحة لكل الطلاب ولا تفرّق بين طالب وآخر، علماً انه لو أصبح النظام علمانياً في لبنان لا يعني الغاء الجامعات الدينية ولا أرى تناقضاً على هذا الصعيد".

ونسأل شعيا عن طرح النادي قانون انتخاب لبنان دائرة واحدة مع النسبية، فيجيب:"هذا يندرج في سياق حملات التضليل التي طالتنا، نحن لم ندخل في هذه التفاصيل ان قلنا اننا نريد قوانين انتخابية ليست على قياس الطائفة أو على قياس السلطة، نريد دولة علمانية يكون فيها قوانين مدنية للأحوال الشخصية".

ضد السلاح غير الشرعي

من الانتقادات التي وجّهت للنادي هي مطالبته بتنفيذ بند الغاء الطائفية السياسية بدون تنفيذ البند الأول في الدستور أي حل الميليشيات ونزع السلاح غير الشرعي، الا ان لشعيا رأيا آخر:"نحن لسنا مع الغاء الطائفية السياسية انما مع دولة علمانية ولسنا مع قانون انتخابات خارج القيد الطائفي فيما تستمر الدولة مقسّمة طائفياً وقوانينها دينيّة. فالدولة العلمانية تهدف إلى تغيير النظام وليس القانون الانتخابي فقط. أما بالنسبة للسلاح غير الشرعي فنحن ضده، بل أكثر من ذلك ننادي بأن تكون الدولة اللبنانية وحدها ماسكة زمام الأمور، وعندما تريد أن تبني دولة حقيقية يجب أن يكون السلاح بحوزة مؤسسات الدولة فقط، ونحن سياديون بإمتياز. بالنسبة للأولويات فليست من مسؤوليتنا، نحن طلاب في مقتبل العمر نعمل على تغيير أفكار جيل الشباب ونخلق لهم البديل".

وعن سعي النادي إلى الغاء الأحزاب التي يعتبر بعضها انها بذلت التضحيات في المقاومة والنضال لتحرير البلد وقدمت شهداء، يقول:"أنا اتحفّظ عن مسألة التضحيات لكننا لا نريد الغاء أحد، الأحزاب موجودة وهذا حقها الديمقراطي، نحن واجهناها كلّها وفزنا بالأكثرية وبرئاسة كل الهيئات الطلابية. ما طرحناه هو بديل ديمقراطي في قلب الجامعات، معتبرين ان هذا النظام السياسي تكرّس فشله وبات غير قابل للاصلاح. برأينا لقد خضنا معركة ديمقراطية مع هذه الأحزاب وهذا دليل الى اننا نعتبرها شرعية الا انها غير قابلة أن تقدم مشروعاً بديلاً وطنياً لأنها أحزاب طائفية تخدم هذا النظام الطائفي".

في الختام، يؤكّد شعيا "ان النادي العلماني سيبقى نادياً طالبياً، ونحن نشتغل على مستوى الطلاب والشباب وهذا أولوياتنا، أيّ توعية الطلاب عن حقوقهم وأن نؤمّن لهم استمرارية في تحصيل علومهم، وليس هدفنا بتاتاً المشاركة في الانتخابات النيابية وغيرها".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10