الموفد الفرنسي يصطدم بالواقع اللبناني: الوصفة الحكومية غير مكتملة

إعداد - سيمار خوري

2020.11.14 - 11:50
Facebook Share
طباعة

 
لا تزال الوصفة الحكومية غير مكتملة في لبنان، إذ إن بعض مقاديرها مفقودة، ولعل أبرز العقبات ما تشيعه الأوساط المختلفة من تمسك البعض بمواقفه بشأن الحقائب الوزارية، فيما تنفي تلك الجهات هذه التهم عنها، كل ذلك عقب زيارة الموفد الفرنسي باتريك دوريل.
الشائعات لم تتوقف عند ذلك، بل تم التسويق لفكرة أن موفد الرئيس الفرنسي أتى لتوبيخ المسؤولين اللبنانيين، وفرض بعض الأسماء التي ترتاح لها باريس لشغل مناصب هامة كالطاقة والمالية ، بحيث يشغلها اختصاصيون غير منتمين للأحزاب، وفق الادعاءات التي تم تسريبها مؤخراً.
من جهتها، نفت صحيفة الجمهورية أن يكون الموفد الفرنسي قد لوح بعقوبات على لبنان، قائلةً: إنّ الموفد الفرنسي لم يأتِ على ذكر أيّ عقوبات يمكن أن تلجأ إليها باريس في حال بلوغ الملف الحكومي الحائط المسدود نهائيّاً، وهو ما أكدته للصحيفة مصادر سياسية موثوقة لاحظت أنّ دوريل حاضِر بمهمّة محدّدة إلى بيروت، خلاصتها أنّ باريس تمنح اللبنانيّين فرصة أخيرة لتأليف الحكومة، لكي يستغلوا الفرصة الأخيرة للإنقاذ التي تتيحها لهم المبادرة الفرنسيّة وفق تلك المصادر.
في حين أن نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، كان أوضح أن هناك توافقًا على شكل الحكومة وتوزيع الحقائب بين الطوائف"، لافتًا إلى أن التسريبات من قصر بعبدا تُشير إلى وجود خلاف حول التسميات، وبالتالي فإن الخلاف داخلي، والادعاء عن وجود عوامل خارجية معرقلة يأتي في إطار تبرير عدم الذهاب سريعاً باتجاه الحكومة.
بدورها، أكدت مصادر كتائبية أن الموفد الفرنسي اوضح أن مبادرة ماكرون لاتزال مطروحة على الطاولة وفقاً للبنود المعروفة، وأن ما يهم بلاده يكمن في أن تتألف حكومة نظيفة تنجز الإصلاحات المطلوبة ويرضى عنها الناس، مشددةً على أن فرنسا ستتابع موضوع تأليف الحكومة، لأن لبنان وشعبه يهمانها، ولأن المبادرة الفرنسية تعتبر الحل الوحيد للأزمة الراهنة.
وسط كل ذلك، اهتم الرأي العام اللبناني بما سُميت محاولة كسر الجليد بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، حيث قام الأول بإجراء اتصال هاتفي مع الأخير، إذ لم تبرر بعض الأوساط السياسية قيام الرئيس الحريري بالتنسيق مع الجميع عدا باسيل وفق قولها.
الاتصال حصل عندما كان دوريل مجتمعاً بوفد من التيار الحر، حيث أجرى دوريل اتصالاً بالحريري ليحول الاتصال إلى باسيل، و تضيف المصادر بأن الفرنسيين يريدون تواصلاً بين الحريري ــــ باسيل يشكل خرقاً إيجابياً في المشهد.
النتائج ليست على ما يُرام وفقاً لمصادر مقربة من فريقي 8 و14 آذار، إذ تجمع المصادر على اختلافها بأن الموفد الفرنسي سيعود إلى بلاده بتقرير مخيب للآمال عن الوضع اللبناني ومسار تأليف الحكومة.
وبحسب المصادر فإن الأمور باتت مقفلة بسبب الخلافات التي برزت بقوة مؤخراً حول بعض الحقائب والأسماء بعد أن كانت عملية التأليف قطعت شوطاً مهماً باتجاه الخلاص، ووفقاً للمعلومات فإن هذه الخلافات قد زادت من عدم الثقة بين الجهات المعنية، وأدت إلى تراجع وتبخر الآمال بولادة الحكومة قريباً، ما جعل دوريل يصطدم بالواقع.
أخيراً، فقد أكد مصدر من داخل كتلة المستقبل النيابية أن فريقهم السياسي يبحث عن نجاح تشكيل الحكومة، لكن لا يوجد تقدم جدي، والموفد الفرنسي جال لاستطلاع الرأي وتقريب وجهات النظر، و"من المفترض أن نتعاطى مع هذه الحكومة غير كل الحكومات، لأننا في وضع استثنائي يتطلب التنازل لتشكيل الحكومة​، وإن فشلنا بالتشكيل ستتحمل الطبقة السياسية المسؤولية، لكن أظن أنه لن يتأخر رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ كثيرا عن وضع التشكيلة عند ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ليقوم بواجباته" كما قال المصدر .
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9