نواب المدينة ومسؤولوها : طرابلس لن تكون مكسر عصا

لبنى دالاتي _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.28 - 07:59
Facebook Share
طباعة

 ترددت مؤخراً معلومات عن وجود سيناريوهات لتفجير الوضع الأمني في لبنان، وجرى الحديث عن توزيع أسلحة فردية أو لمجموعات.
وتفيد المعلومات إياها، بأن ثمّة توجه معين لتفجير الوضع الأمني في لبنان انطلاقاً من طرابلس، في إصرار على إعطاء الوضع طابعاً أمنياً متطرفاً، ولكن رد أهل طرابلس وزعاماتها السياسية والحزبية جاء بمعظمه نافياً ومندداً بهذه التسريبات والسيناريوهات، معتبرين أن هذا الأمر لا يتعدى كونه ناتجاً عن فوضى الانهيار الاقتصادي والسياسي التي تعم لبنان بشكل عام، فيما طالب آخرون بتدخل القوى الأمنية لقمع أي سيناريوهات غير مرغوب فيها.

الأحدب: السلطة فاسدة

النائب مصباح الأحدب قال في تصريحات خاصة بوكالة أنباء آسيا، أن كل ما يُحكى عن الشمال، وعن طرابلس، أصبح اليوم موضوعاً قديماً، وأنه في حال وجود بعض من هذه المجموعات المتطرفة، فهنا يأتي دور أجهزة الدولة في متابعة هذا الملف.

ويشير الأحدب إلى أن هناك خطة أمنية تجري على الأرض منذ أكثر من 6 سنوات، أثمرت عن زج نصف شباب طرابلس الأبرياء بالسجون، فيما بقي حراً طليقاً كل من قام بأعمال تخريبية، مضيفاً "إذا كان هناك أية فتنة، فهي حتماً من إنتاج مخابراتي".

ويضيف أنه لطالما أثبت المجتمع الطرابلسي تمسكه بالتعددية الطائفية وبالعيش المشترك، لكن ثمة أيادي خفية تعمل على افتعال التطرف.
ويقول إن وزيرة العدل كانت قد أدلت بتصريح مفاده أن "هناك مجموعة من السياسيين في طرابلس يدعمون المجموعات التي تقوم بالأعمال التخريبية في المدينة، وأن الوزير جبران باسيل قد صرح أيضاً بأن هناك أجهزة أمنية في طرابلس تعمل بالتنسيق مع أنقرة، ولكن هذا كلام غير صحيح نهائياً، وكل ما يحدث في هذه المدينة يبقى ضمن الأمور المفتعلة"، على حد قوله.
ويتابع "لا أستطيع أن ألوم الأجهزة الأمنية أو مخابرات الجيش، لأنهم يبقون محصورين ضمن الإطار العسكري الذي يتلقى تعليماته من سلطة فاسدة وهذه السلطة يجب أن تتغير".

ريفي: أحداث طرابلس صنع حزب داخلي
الوزير أشرف ريفي يعتقد أن كل ما يتردد في الإعلام عن أعمال إرهابية في طرابلس يبقى أمراً مرتبطاً حصراً بـما أسماها "داعش الاصطناعية" والتي يستحضرها الحزب ساعة يشاء بهدف تخويف الأقليات، على حد قوله.

ويضيف أنه من المتوقع، خلال أيام، صدور بيان واضح من قوى الأمن الداخلي تظهر فيه معطيات واضحة المعالم حول جريمة كفتون التي وقعت أحداثها ليل 22 آب-أغسطس، واكتشاف خيوط جديدة للجريمة.

ويشير إلى أن "فكرة تحويل مدينة طرابلس الى ساحة حرب أصبح اليوم أمراً مستبعداً، وأن قوة وغطرسة الحزب بدأت تتضاءل، لذلك من المتوقع أن يكون موضوع تشكيل حكومة جديدة بحاجة إلى وقت".

ويستطرد ريفي أن"حكومة حسان دياب كانت الخاتمة في صناعات وإنتاجات الحزب، بالتنسيق مع دولة إيران، وقد فقدا الغطاء الأمني الداخلي، خاصةً بعد تفجير المرفأ الذي وقع في الرابع من آب".
يختم ريفي بالقول" هناك أمر دولي بإنهاء هذا الحزب، وجميع الأدوات التابعة لدولة إيران ستدفع الثمن غاليا وستخلي مكانها حتماً" بحسب ما قال.

درويش: طرابلس بعيدة عن التطرف

من جهته، النائب علي درويش يرى أن وضع لبنان الحالي فتح الباب أمام التفلت الأمني، والسبب الرئيس وراء ذلك هو تردي الأوضاع الاقتصادية.
ويشير إلى أن "التحقيقات جارية حول جريمة كفتون، وأن الأجهزة الأمنية تجري تحقيقاتها، وقد تم إلقاء القبض على أحد الأشخاص، لذلك من المتوقع أن يدلي بمعلومات مهمة قد تكشف هوية المجرمين" على حد قوله.

ويضيف أنه يجب على الأجهزة الأمنية أن تكثف جهودها لضبط الأمن، نظراً لزيادة أعداد الجرائم والسرقات، ولعدم السماح بتوسيع رقعة التفلت الأمني.

ويقول درويش "إن مدينة طرابلس تتميز ببيئة منفتحة فكرياً وبعيدة كلياً عن التطرف، وأن كل ما يروج عن فتنة داخلية في المدينة، وطريق تصويرها بأنها بيئة حاضنة لعناصر متطرفة هو كلام عار عن الصحة".

وحول تشكيل الحكومة، يتوقع درويش إجراء استشارات نيابية قريبة، ويرى أن الوضع العام يقف اليوم أمام مخاض كبير، لافتاً إلى أنه "بما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر الاثنين إلى لبنان، فمن المتوقع أن يكون هناك بعض الحلول البسيطة بما يخص الواقع اللبناني، نظرا لاستشارات عديدة سيجريها ماكرون نهار الثلاثاء مع المعنيين اللبنانيين".

علوش: على القوى الأمنية أن تضرب بيد من حديد

وفي اتصال مباشر أجرته وكالة أنباء آسيا مع النائب مصطفى علوش، اعتبر أن الإشكاليات التي طرأت مؤخراً طالت كل لبنان ولم تكن محصورة في مدينة طرابلس، ويتساءل: "لماذا عند وقوع أي حدث أمني، وفي أي منطقة لبنانية تكون، تصوّب مجاهر الإعلام نحو مدينة طرابلس؟

ويضيف أن الوضع الاقتصادي جعل فئة كبيرة من اللبنانيين تفتعل مشاكل أمنية، ويتوجب اليوم على القوى الأمنية أن تلقي بثقلها لضبط الأمور، والكشف المسبق عن أي مشروع يهدف إلى إحداث فتنة داخلية، أو تدهور أمني.

كبارة: الوضع مشابه لمعارك الجبل وباب التبانة
النائب محمد كبارة قال في تصريح خاص لوكالة أنباء آسيا إن الوضع الأمني في الشمال عموماً، وتحديداً في طرابلس، يعتبر مقبولاً إلى حدٍّ ما، ولكن ثمة مغرضين يحاولون تشويه صورة هذه المدينة واستهدافها عبر تسويق الإشاعات والتهويلات عليها.

ويضيف أن المشاكل الفردية تحدث دائماً، ولا يجب استغلال خلافات بسيطة وتصويرها على أنها مشاكل أمنية خطيرة، موضحاً أن "مدينة طرابلس تجسد بيئة محافظة وملتزمة ولها عاداتها وتقاليدها، وهي مدينة التعايش المشترك".
ويضيف كبارة أن الوضع اليوم يشبه إلى حد معين ما كان يجري في السنوات الماضية وال21 جولة التي كانت تدور وعلى مدى عدة سنوات بين منطقتي" جبل محسن"و" باب التبانة"، إذ كانت المعارك حينها تدور ليلا ً، وعند بزوغ الفجر يعم السلام والسكون.

فيصل كرامي: خلايا نائمة

من جهته، يرى النائب فيصل كرامي في حديث له مع "وكالة أنباء آسيا"، أن تزايد الجرائم والسرقات في طرابلس وفي الشمال، أصبح أمراً مقلقاً، وسببه الرئيسي هو تردي الوضع الاقتصادي، على حد قوله.

ويضيف أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها على الأقل بالحد الأدنى، وأن الإرهاب التكفيري بدأ بالتغلغل في الشمال وفي مدينة طرابلس، وأرخى بظلاله على جريمة كفتون الأخيرة، والتي راح ضحيتها ثلاثة قتلى من أهل البلدة، معتبراً أنها المرة الأولى التي تحصل فيها جريمة بغياب الأمن الاستباقي، ولذلك نجحت عملية القتل.

ويشير كرامي إلى أن الخلايا النائمة لا تحتاج لمن يمولها أو يحركها، فلمجرد حصول ضعف معين داخل الدولة، تصبح هذه الأخيرة عرضةً للتدخلات الخارجية، ولبنان بشكل عام تتواجد فيه هذه الخلايا، والسبب الأول والرئيسي هو موقعه الجغرافي على الخريطة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1