سياسيون لبنانيون: اشاعات ضربة إسرائيلية للمطار تهويل

ريان فهيم _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.16 - 08:32
Facebook Share
طباعة

 يسود القلق لبنان، اينما ذهبت لن تجد سوى القلق والخوف من المجهول. وما يزيد توتر عامة الناس هو الاشاعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل ويتناقلها الناس قبل التأكد من مصدرها.

الانفجار المرعب الذي دمّر مرفأ بيروت الاف المساكن في العاصمة، فتح الأبواب لمزيد من السيناريوهات المخيفة التي قيل ان من بينها "ضربة اسرائيلية لمطار بيروت أو لمحيطه.
اشاعة لا تفيد سوى في تغذية مخاول وقلق من لا يعرفون الحقيقة من الاشاعة.

وفي حين لم تُعرف بعد الأسباب الحقيقية وراء انفجار مرفأ بيروت اقتنع اللبنانيون رغم اختلاف توجهاتهم بأن الكارثة حلت على أيدي اسرائيلية. والاشاعة استفادت من هذه القناعة لتروج "ان من تجرأ على المرفأ لن يخشى ضرب المطار.
وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في٢٧ أيلول عام ٢٠١٨ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، عندما عرض ما قال إنها ثلاثة مواقع في بيروت تظهر أنها تابعة "لحزب الله" تحوي صواريخ موجهة ودقيقة، فإن المخاوف من ضربة للمطار تصبح منطقية من وجهة نظر الخائفين.

فهل يمكن اعتبار الاشاعات منطقية بالعودة الى تصاريح نتنياهو والناطق العسكري لجيشه قبل أشهر حول مواقع صواريخ دقيقة في محيط المطار؟؟

وهل ضرب المرفأ فعلا تم على يد اسرائيل؟؟

يستبعد سياسيون مقربون من المقاومة فكرة الضربة على لبنان. وسوق كثيرون منهم في احاديث الصالونات السياسية الى أن "معادلة الردع التي رسمتها المقاومة منذ حرب تموز عام ٢٠٠٦ حتى يومنا هذا، لا تزال قائمة، والضربة على مطار بيروت تعني ردا على مطار تل أبيب.

ومما يقال أيضا، أن "إسرائيل اليوم في حالة تأهب، لأنها تدرك جيداً أن قتل عنصر من حزب الله في سورية سيلقى ردا، ما شهدناه منذ فترة عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على نفسه، نتيجة خوفه من ردّ الحزب على الحدود اللبنانية- الفلسطنية".

ويؤكد متحدث أن "إسرائيل خاضت تجارب من هذا النوع مع الحزب، وفهمت أن لا مجال لصمت الحزب أمام الاختراقات التي يتعرض لها ، ففي آب ٢٠١٩، تعرّض الحزب لهجوم قُتل فيه اثنين من عناصره بضربة من طائرة من دون طيار إسرائيلية، بالقرب من الجولان، وإلى اختراق أمن الضاحية الجنوبية، حينها الحزب تعهد بالرد، وفعل ذلك بعد شهر من العملية، حيث استهدف عربة عسكرية إسرائيلية بصواريخ كورنيت على طول الحدود، لذلك إسرائيل بعيدة كل البعد عن تنفيذ أي ضربة في لبنان، لأن عواقب الأمور ستكون وخيمة".

وكان خبير عسكري إسرائيلي (يوآف ليمور) قال في تقرير نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" بعنوان "هيروشيما بيروت": "بطريقة أو بأخرى، لا تزال لدى إسرائيل وحزب الله قضية مفتوحة، وهي رغبة الحزب في الانتقام لمقتل أحد عناصره في سوريا، في هجوم على مستودع أسلحة، منسوب لسلاح الجو الإسرائيلي قبل أسبوعين في مطار دمشق". لافتاً إلى أن "انفجار بيروت يمكن أن يخلط أوراق حزب الله".

كثيرةٌ هي السيناريوهات والتحليلات، ولكن الأهم من كل ذلك هو وضع اللبنانيين في ظل الأزمات التي تعصف بهم من جميع النواحي؛ على الصعيد الاقتصادي، جائحة كورونا ، البطالة، أزمة الدولار، وانفجار مرفأ بيروت مؤخراً ، الذي أطاح بآمالهم في رؤية بلدهم سالماً معافى.

واليوم يرتفع منسوب القلق لدى بعض اللبنانيين، مع التهويل الإسرائيلي بهجوم وشيك، يبدو أنه موجود فقط في مخيلة قادة إسرائيل، الذين يعرفون بأن آخر ما يريده المجتمع الدولي في هذه الظروف، هو حرب على لبنان الجريح.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1