"قسد" تتهم "خلايا النظام".. وواشنطن تدعو لاجتماع في "حقل العمر"

وسام دالاتي – دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.08.05 - 06:37
Facebook Share
طباعة

 تؤكد مصادر عشائرية أن "اتصالات مكثفة"، تجري بين وجهاء المنطقة وقيادة القوات الأمريكية المنتشرة في "حقل العمر"، لوقف أعمال العنف التي تشهدها مناطق "شرق الفرات"، بريف دير الزور الشرقي، والتي كانت قد بدأت يوم أمس انطلاقاً من بلدة "الحوايج"، لتتوسع رقعتها لتشمل مناطق "ذيبان - الشحيل - البصيرة"، مشيرةً إلى أن القوات الأمريكية أبلغت قيادة "قسد"، بضرورة وقف العنف واحتواء الموقف.

ميدانياً.. معركة مختلة الموازين

طوقت "قوات سورية الديمقراطية" كل من "الشحيل - البصيرة - ذيبان - الحوايج"، وفرضت حظر التجوال على المنطقة وسط تكثيف في نقل التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، مع تكليف كل من "فوج خبات الشعيطي - مجلس دير الزور العسكري"، بلعب دور "رأس الحربة"، في حال تجددت الاشتباكات مع أبناء القبائل العربية الذين مازالو يحتجزون جثث ثلاث من عناصر "قسد"، منذ يوم أمس، إضافة لـ ٢٩ أسيراً آخرين.

تشير المصادر الخاصة بـ "وكالة أنباء آسيا" إلى أن عدد من عناصر "قسد"، قتلوا اليوم، الأربعاء، بهجوم نفذته مجموعة من أبناء العشائر على سيارة تابعة لـ "قسد"، بالقرب من قرية "الحوايج"، فيما يسود هدوء حذر في بقية المناطق التي تحاصرها "قسد"، بينما تقول مصادر من عشيرة العكيدات أن وجهاء القبيلة تواصلوا مع شيخ عشيرة البكارة "حاجم البشير"، لطلب الإمداد بالمقاتلين لمواجهة "قسد"، دون الحصول على رد واضح حتى الآن، واقتصر موقف بعض العشائر الأخرى مثل "الشرابيين - شمر"، على البيانات دون أي حراك فعلي على الأرض.

وتؤكد المصادر إن الموقف يميل نحو العودة إلى حالة الهدوء في المنطقة نتيجة لفارق التسليح والعتاد بين أبناء قبيلة العكيدات من جهة، و "قوات سورية الديمقراطية"من جهة اخرى، مع انعدام وجود مصادر لتمويل أي معركة طويلة الأمد ضد "قسد"، المدعومة من قبل القوات الأمريكية والتي تمتلك تجهيزات عسكرية ثقيلة من شأنها أن تنهي المعركة لصالحها سريعاً، الأمر الذي يضع في الحسابات العشائرية حجم الخسائر البشرية الكبيرة التي قد تتعرض لها القبائل إذا لم تتلقى دعماً.

من جانبها، اتهمت "قسد"، في بيان رسمي ما أسمته بـ "الخلايا التابعة للنظام السوري"، بالوقوف وراء ما أسمته بـ "الفتنة"، التي تشهدها مناطق ريف دير الزور، وذلك في توصيفها للمعارك التي جرت في المنطقة إثر اغتيال شيخ عشيرة العكيدات "امطشر الهفل"، على يد مجهولين يعتقد بأنهم ينتمون لـ "قسد"، في عملية تصفية للمذكور لكونه رفض حضور الاجتماع العشائري الذي دعا إليه القائد العام لـ "قوات سورية الديمقراطية"، المدعو "مظلوم عبدي"، حيث تنقل مصادر مقربة من الهفل أنه كان من رافضي أي نوع من أنواع التعامل مع "قسد"، والقوات الأمريكية نظراً لكونهما جهتي احتلال لمناطق دير الزور التي لا تشهد وجود المكون الكردي ضمن نسيجها الاجتماعي تاريخياً.
الأمريكيون على الخط.

بحسب المعلومات الخاصة التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، فإن القوات الأمريكية أبلغت عدداً من وجهاء العشائر في المنطقة لحضور اجتماع من المقرر عقده يوم الجمعة داخل القاعدة الأمريكية في "حقل العمر"، النفطي، بهدف إنهاء حالة التوتر وإعادة المنطقة إلى ماكانت عليه قبل بدء المعارك واغتيال "مطشر الهفل"، الذي كانت السفارة الأمريكية في سورية قد أصدرت بياناً رسمياً لإدانة عملية اغتياله عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ما يعكس التقدير الأمريكي لخطورة الموقف في المنطقة.

بحسب المعلومات فإن الوزير السعودي "ثامر السبهان"، قد يحضر الاجتماع ليحمل رسالة طمأنة من السعوديين للعشائر العربية بإحداث تغيير في البنية الإدارية لمناطق "شرق الفرات"، بما يضمن التمثيل الأكبر للعشائر العربية، الأمر الذي قد يرافقه تبديل في القيادات العسكرية لـ "قسد"، لتكون من السوريين بدلاً من الاعتماد على القادة الحاليين المنتمين لـ "حزب العمال الكردستاني"، والذين يعرفون باسم "كوادر قنديل"، إذ يقود المنطقة على المستوى العسكري المدعو "هفال سيبان"، ويعاونه "هفار ريزكار".

رفض الكثير من العشائر الدخول على خط الاشتباك مع "قسد"، إضافة لوضع الأخيرة لكل من "فوج خبات الشعيطي"، المشكل من أبناء عشيرة الشيعطات، و "مجلس دير الزور العسكري"، الذي يقوده المدعو "أحمد الخبيل"، الملقب بـ "أبو خولة"، والذي كان قد نصب نفسه "أميراً لقبيلة البكيّر"، جعل من المعركة تأخذ طابع العشائرية، إذ باتت قبائل دير الزور تقاتل بعضها، الأمر الذي قد يولد "حروب ثأر"، بين أبناء المنطقة، وهذا ما يمكن اعتباره سبباً أسياسياً في تجنب بقية العشائر الدخول على خط المعارك والميل نحو تهدئة الموقف واحتوائه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4