تجدّد الاحتجاجات في بيروت: صهر الرئيس "يختار الثورة"

إعداد – ألبير حسواني

2020.07.17 - 08:49
Facebook Share
طباعة

على وقع أزمة اقتصادية تشتدّ يوماً بعد يوم في ظلّ عجز حكومي عن اتخاذ خطوات تضع البلاد على طريق الخروج من الأزمة، عاد اللبنانيون إلى الشارع اليوم الجمعة، مطالبين بـ"حكومة انتقالية بصلاحيات استثنائية تُرسي شرعية الدولة المدنية"، ورافضين نهج الفساد والمحاصصة في إدارة الدولة.
أبرز التحركات تمثلت في تظاهرة احتجاجية وسط بيروت شارك فيها المئات، كانت دعت إليها "جبهة الإنقاذ الوطني" و"حركة مواطنون ومواطنات في دولة" والعسكريون المتقاعدون، على رأسهم النائب شامل روكز، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، تحت عنوان "أمام سلطة العجز واللا قرار: البديل موجود".
وفي حديثٍ إلى قناة محلية، قال روكز، الذي انشقّ عن كتلة التيار الوطني الحر النيابية (لبنان القوي) التي يرأسها الصهر الآخر لعون النائب جبران باسيل، إنه يختار "الثورة للانتفاض على واقع سياسي أوصل البلد إلى ما نحن عليه". وأضاف "الأمور ستذهب إلى مراحل أخرى، وعلى المواطنين أن يثوروا على كل الطبقة السياسية. والبديل هو حكومة مستقلة من أصحاب الكفاءات"، مشدداً على ضرورة "تغيير الواقع الحالي".
وشنّ روكز هجوماً على باسيل من دون أن يسمّيه، قائلاً "الخيانة هي أن أرى الصفقات وأبقى ساكتاً وأنسى القضية الكبرى، التي هي قضية شعب ووطن. والخيانة أن أكون مسؤولاً على مدى سنوات وأتهم غيري بالفشل بتهمة: ما خلّوني اشتغل (أي "لم يدعوني أعمل" بالعامية)، وهذا أشرف له أن يستقيل، ويفسح المجال لغيره ممَن يستطيع العمل".
من جهته، قال رئيس حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" شربل نحاس، إن الحكومة التي يرأسها حسّان دياب هي القناع "البايخ"، وإن المواجهة اليوم هي "ضدّ عجز سلطة ساقطة".
بالتزامن، نشطت حركة الاحتجاجات الشعبية على انقطاع الكهرباء وترجمت بحركة قطع طرق في عدد من المناطق، غير أن أبرزها سجّل على الطريق الرئيسية المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي حيث قطع أولاً الطريق القديم ومن ثم قطع الأوتوستراد عند الأوزاعي، مما أدى الى زحمة خانقة.
وكانت السرايا الحكومية قد شهدت اجتماعا بين رئيس الحكومة حسان دياب مع وزير الطاقة ومدير مؤسسة كهرباء لبنان، وجرى الحديث عن التحسن العائد في التغذية الكهربائية، فيما كانت أزمة التقنين والتعتيم تشتد وتتصاعد مثيرة ردود فعل شعبية ساخطة في الكثير من المناطق على كيفية تعامل الحكومة مع أزمة الكهرباء وغيرها من الأزمات المتصاعدة. وعلى رأسها ملف النفايات، إذ أن شبح أزمة نفايات كبيرة عاد يثقل مجدداً على الوضع البيئي والصحي، مع الإنذار الذي أعلنه اتحاد بلديات الضاحية والشويفات بوقف استقبال نفايات بيروت والشوف وعالية في مطمر الكوستابرافا في نهاية الشهر الجاري.
واستغربت مصادر سياسية بارزة كلام الوزير غجر عن وعده بتحسن زيادة التغذية بالتيار الكهربائي ابتداء من منتصف الأسبوع المقبل معتبرةً أنه نفس الكلام الذي قاله الأسبوع الماضي ولم تتحسن نسبة زيادة التغذية، ما يعني أن على المواطنين الاعتياد على أزمة انقطاع الكهرباء طويلا وبلا أفق. وقالت المصادر إنه لا يعقل أن يطلق الوزير غجر وعودا لا تتحقق، بل تزداد الأمور سوءا، ولم يعد أحداً مسؤولا، والمواطن وحده يتحمل الخسائر والمعاناة جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل عن كل لبنان، ولا أحد يحاسب أحدا.
وأضافت المصادر: لا يقتصر قصور الوزير غجر بملف الكهرباء فقط، بل إن إدارته لملف المازوت والأزمة المترتبة عن سوء المعالجة توازي العجز بملف الكهرباء أو أكثر، لاسيما مع اعترافه بعدم القدرة على إحاطة هذه المشكله ووضع حد لها.
وتوقعت المصادر حدوث ردات فعل وتحركات واسعة النطاق سياسيا وشعبيا ضد سوء إدارة مشكلة الكهرباء والمازوت، والمطالبة باستقالة وزير الطاقة من منصبه.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10