بركة لـ"آسيا: مرتاحون للموقف الفلسطيني الموحد ونخشى تآمر بعض الدول العربية

يوسف الصايغ - بيروت

2020.07.16 - 01:20
Facebook Share
طباعة

 أشار عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس علي بركة في تصريح خاص لوكالة أنباء آسيا إلى أن " المصالحة مع حركة فتح تحققت رسمياً في ايار من العام 2011 في اتفاق القاهرة، لكن الذي لم يتحقق هو إنهاء حالة الانقسام في السلطة الفلسطينية في ظل وجود حكومتين؛ واحدة في غزة والثانية في الضفة الغربية المحتلة، وفي ظل ما نواجهه من تطورات، لا سيما مخطط نتنياهو لضم الضفة الغربية وتهويد القدس، نحن بحاجة إلى وحدة ميدانية فورية لمواجهة الاحتلال والاستيطان وصفقة القرن وما قد ينتج عنها من مشاريع ضم وتهويد، لذلك نحن تجاوزنا مسالة إنهاء الانقسام إلى برامج مشتركة لمواجهة المخططات الأمريكية الصهيونية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".

وعن خطوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتحويل كنيسة ايا صوفيا إلى مسجد، وهل تعطي هذه الخطوة، الذريعة لاسرائيل كي تقوم بتهويد المسجد الاقصى، يشير بركة الى ان "هذا الأمر هو شأن تركي داخلي، المسجد الاقصى هو ارض محتلة وفق القانون الدولي، الذي يؤكد ان الضفة الغربية والقدس الشرقية محتلتين، والعدو الصهيوني يتجاهل قرارات الأمم المتحدة، ويستولي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهو سابقا ارتكب مجزرة في الحرم الإبراهيمي وقام بتقسيمه بين المسلمين واليهود، ويسعى حاليا إلى تقسيم المسجد الأقصى مكانيا بين اليهود والمسلمين بعد ان قام بتقسيمه زمانيا، وهو يريد الاستيلاء على باب الرحمة بعد سيطرته على باب المغاربة تمهيدا للاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك.

ويعتبر بركة أن متحف آيا صوفيا هو متحف تركي وهي مسالة تاريخية، وهم يتصرفون ضمن القانون الدولي، وبالتالي لا يمكن المقارنة بين مسألتي آيا صوفيا والمسجد الأقصى".

وعلى صعيد توطيد العلاقة مع فتح، يكشف بركة عن اتصالات بعيدة عن الإعلام بين قيادتي فتح وحماس، حيث تم عقد مؤتمر وطني فلسطيني في قطاع غزة في حزيران الماضي، بحضور جميع الفصائل ونتج عنه خطة وطنية واضحة لمواجهة مخطط التهويد وصفقة القرن، وترتكز هذه الخطوة على تنفيذ مقررات المجلس الوطني الفلسطيني التي تنص على سحب اعتراف منظمة التحرير بالكيان الصهيوني، والانسحاب من اتفاقية أوسلو وما تلاها، ووقف التنسيق الامني مع الكيان الصهيوني، بالاضافة الى تفعيل العمل المشترك وعقد لقاءات مشتركة للفصائل الفلسطينية، كما جرى مؤتمر صحفي مشترك بين قيادتي حماس وفتح ضم عن حركة حماس نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ صالح العاروري واللواء جبريل الرجوب عن حركة فتح، وتم الاتفاق في الداخل والخارج من اجل مواجهة صفقة القرن ومخطط ضم الضفة الغربية ومنطقة الأغوار وتهويد القدس، وهناك لقاءات واتصالات بين القيادتين، وهناك مسعى لعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية خارج فلسطين، ونأمل أن يعقد هذا الاجتماع كي تكون هناك رؤية فلسطينية واحدة لمواجهة المخططات الأمريكية الصهيونية".

ويلفت بركة إلى أن "الموقف الفلسطيني موحد وجميع الفصائل ومعها السلطة الفلسطينية في خندق واحد بمواجهة المخططات الأمريكية الصهيونية، ونامل تعزيز هذه الوحدة بالعمل الميداني وصولا إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة ترتيب النظام الفلسطيني، بحيث يشترك الجميع في منظمة التحرير ومؤسساتها، وتفعيل دورها باعتباره الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، كما يؤكد بركة على أهمية وحدة الصف والمسار لأن القضية الفلسطينية في خطر شديد، والعدو الصهيوني يواصل تهويد القدس وبناء المستوطنات في الضفة الغربية، مستغلا عملية التطبيع مع بعض الأنظمة العربية، وهرولتها لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ومستفيدا من دعم إدارة الرئيس ترامب الذي هو أشد خطرا على القضية الفلسطينية من حكومة نتنياهو".

وإذ يُعرب عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس عن ارتياحه للموقف الفلسطيني الموحد، يدعو إلى شبكة أمان عربية وإسلامية لحماية الموقف الفلسطيني، "لأننا نخشى من تخاذل وتآمر بعض الدول العربية التي تتواصل مع الكيان الصهيوني من فوق الطاولة ومن تحتها". ويشير بركة إلى أن الجميع مهدد "فالمسجد الأقصى مهدد وكنيسة القيامة مهددة، وهي لكل المسيحيين في العالم، لذلك المطلوب دعم عربي إسلامي مسيحي من اجل الضغط على الإدارة الأمريكية، ووقف تنفيذ مخطط صفقة القرن".

ويختم بركة مؤكداً إدانة وتجريم عملية التطبيع مع العدو الصهيوني، واعتبار ان التطبيع هو خيانة للقضية الفلسطينية وللمسجد الأقصى، ويدعو الدول العربية والأفراد والهيئات إلى وقف هذا التطبيع فوراً، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معه، "لأن العدو الصهيوني يستفيد من مشاريع وخطط التطبيع لفرض وقائع على الأرض، تساهم في مخطط تدمير القضية الفلسطينية". ويعتبر بركة أن المقاومة في الضفة الغربية لم تتوقف، لكن كان هناك ضغوط كبيرة من الاحتلال الصهيوني وكان هناك تنسيق أمني سابقا بين السلطة الفلسطينية والعدو، ورغم ذلك تم تنفيذ عدد من العمليات في العام الماضي، ونحن اتفقنا مع الفصائل الفلسطينية على تفعيل المقاومة في الضفة الغربية بكافة أشكالها".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5