كيف يمكن لبايدن استغلال أزمة كورونا للإطاحة بترامب؟

ترجمة: عبير علي حطيط

2020.05.12 - 05:08
Facebook Share
طباعة

 قالت ليز سميث في مقال بصحيفة «نيويورك تايمز» إنه إذا لعب جو بايدن أوراقه لعبًا صحيحًا، فإن نقمة الحملات الانتخابية غير التقليدية قد تتحول إلى نعمة. ويمكن للسيد بايدن، البالغ من العمر 77 عامًا، الذي يسميه الرئيس ترامب ساخرًا «جو النعسان»، أن يصبح الصبي المتمرد الجذاب الذي قد يغير اللعبة الإعلامية.


أوضحت سميث، التي عملت مستشارة لحملات أوباما وأندرو كومو، أن جائحة كورونا ستجبرنا على متابعة الحملات الرئاسية بالكامل عبر الشاشات. وذلك سيحرر السيد بايدن، المرشح الديمقراطي المفترض، من عبء إدارة حملة مرهقة ومكلفة تحتاج إلى السفر المتواصل.


وبدلًا من ذلك، يمكن أن يوجد رقميًّا في كل مكان – بتكاليف معقولة – وأن يخلق نموذجًا جديدًا لكيفية تواصل الحملات الرئاسية مع الإعلام لسنوات قادمة.


حيث ترى الكاتبة أن أهم مزايا السيد بايدن في حملاته الانتخابية، هو تعاطفه الواضح. يمكن أن يتعلم السياسيون الكثير من الحيل – نقاط الحوار والنقاش واستراتيجيات المقابلة – ولكن الدفء الشخصي شيء لا يمكن تعليمه. وهي سمة تترجم جيدًا على شاشة التلفزيون.


وتضيف: لنتذكر ظهور السيد بايدن عام 2017 في برنامج «ذا فيو»، عندما هدأ من تأثر ميجان ماكين بعد أن علمت أن والدها، السيناتور جون ماكين، مصاب بسرطان الدماغ. لقد كانت لحظة صادقة وعلامة في تاريخ التليفزيون. كان معظم السياسيين المخضرمين في مكانه سيعانون، لكن السيد بايدن تألق.


هذه اللمسة الإنسانية مهمة في وقت يبحث فيه الناخبون عن «طبيب» يداوي جراح البلاد. كما أنها تشكل تناقضًا صارخًا مع سلوك الرئيس ترامب، الذي أظهر في أزمة تلو الأخرى عدم التعاطف وعدم القدرة على الشعور بألم الأمريكيين.


ترى سميث أنه يجب على الديمقراطيين استخدام وسائل الإعلام لتسليط الضوء على تعاطف السيد بايدن بوصفه بطانية رئاسية دافئة ستحتاجها أمريكا المذعورة بعد أربع سنوات من رئاسة ترامب. لكنهم بحاجة إلى إدراك أنه في عام 2020، لا يوجد حل سحري عندما يتعلق الأمر بحملات العلاقات العامة المقنِعة. فمن أجل الفوز في حرب العلاقات العامة والانتخابات، يجب أن يركزوا على التحالف الذي يحتاجون إليه لهزيمة ترامب، وفهم كيف يتابع الناخبون الأخبار والالتزام بمقابلتهم أينما كانوا.


يبدأ الأمر بالتركيز الشديد على مصادر الإعلام الأكثر موثوقية في أمريكا والأخبار المحلية. للحصول على 270 صوتًا في المجمع الانتخابي، تحتاج حملة بايدن حقًّا إلى الفوز بالولايات الثلاث – بنسلفانيا وميتشيجان وويسكونسن – التي خسرتها هيلاري كلينتون في عام 2016. لن تكون رحلة سهلة، ولكن ما يزال بإمكان بايدن جذب التغطية الإخبارية التي يحتاجها للفوز بالسباق.


من منزله – تؤكد سميث – يمكن لبايدن الظهور في عروض الصباح المتلفزة في ميلووكي وماديسون. وباستخدام هاتفه، يمكنه الاتصال بالبرامج الإذاعية الشهيرة في فيلادلفيا وبيتسبورج، وإجراء مقابلات مع الصحافيين وكتاب الأعمدة في «ديترويت نيوز»، وصحيفة «لانسينج ستيت جورنال». ويمكنه تغطية وسائل الإعلام في تلك الولايات قبل أن يجلس لتناول العشاء، وكل ذلك من منزله في ديلاوير.


ويجب أن تحلل حملته عادات الناخبين فيما يتعلق بمتابعة وسائل الإعلام. بالنسبة للناخبين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، يمكنه الوصول إليهم عبر الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ وبالنسبة للناخبين السود، فهم يتابعون أخبار التلفزيون المحلي؛ أما بالنسبة للناخبين اللاتينيين، يمكنه الظهور على وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإسبانية، أو تلك الناطقة بالإنجليزية في المدن التي يسكنها نسبة كبيرة منهم.


ولكن لا يستطيع بايدن وحده تنفيذ استراتيجية إعلامية ناجحة – تستدرك سميث – إذ يجب أن تعتمد الحملة على شبكتها الواسعة من المؤيدين والمسؤولين المنتخبين وقادة المجتمع والمشاهير، الذين يكافحون لجعل صوتهم مسموعًا في هذه الانتخابات.


يمكنه تكليف منافسين ديمقراطيين سابقين مثل بيت بوتيجيج، وإليزابيث وارن، وأندرو يانج، وبيرني ساندرز لتغطية وسائل الإعلام المحلية والوطنية والحزبية برسالة توضح مدى أهمية تقاطر الديمقراطيين من جميع المشارب والولاءات؛ للتصويت للسيد بايدن في شهر تشرين الثاني/نوفمبر.


يمكنه أيضًا الاعتماد على أنصاره المشاهير لتبادل الأخبار حول حملته على منصاتهم. المغنية أريانا جراندي مثلًا، وهي ديمقراطية صريحة، لديها أكثر من 180 مليون متابع على «إنستجرام»؛ مما يجعلها واحدة من أكثر الأشخاص متابعة في العالم. والممثل دواين جونسون، وهو ديمقراطي آخر، لديه أيضًا 180 مليون متابع.


هذه الشخصيات قد تجذب قواعد انتخابية شديدة الاختلاف؛ إذ إن محبي المشاهير من أمثال هؤلاء قد ينقلون رسالة الحملة الانتخابية إلى منصات غير تقليدية وغير سياسية، تلك التي لم تكن لتهتم بالخوض في غمار الانتخابات، ومنها المحطات الرياضية والموسيقية، ومواقع النميمة.


يمكن للسيد بايدن أيضًا الاستفادة من قوة حكام الولايات ومصداقيتهم، والذين بزغ نجمهم في أزمة كورونا، مثل أندرو كومو، وجريتشن ويتمان، وجافين نيوسوم؛ وذلك لتسليط الضوء على أن هذه الانتخابات تحمل احتمالات الحياة أو الموت.


وبالمثل – تضيف سميث – يمكننا إعادة التفكير في الطريقة التي تعقد بها المؤتمرات الانتخابية، التي كنا ننفذها تنفيذًا خاطئًا لسنوات. كان يتصدرها سياسيون غير معروفين للجمهور، يلقون خطابات متواضعة تدوم لأيام، يمل منها حتى أكثر مدمني السياسة. وهي باهظة الثمن، وتستغرق وقتًا طويلًا، وقيمتها محدودة في الوصول إلى الناخبين غير المؤيدين.


وثمة مبالغة في قدرة الحملات الانتخابية على تغيير ديناميكيات السباق الرئاسي، بحسب سميث، التي تتساءل: «هل تذكرون كيف ساعد المؤتمر الديمقراطي لعام 2016 في فيلادلفيا في ميل ولاية بنسلفانيا لصالح هيلاري كلينتون، أو المؤتمر الجمهوري لعام 2012 في تامبا الذي سلم فلوريدا لميت رومني؟». يحتاج الديمقراطيون إلى استغلال أمثل لهذه الليالي الثلاث في ذروة أوقات مشاهدة التلفزيون، وبدلًا من الخطب المحفوظة، يمكن استخدام محتوى تفاعلي.


ويمكن لحملته أيضًا إنتاج أفلام وثائقية قصيرة عن حالة أمريكا في عهد ترامب – المزارعون والعمال المتأثرون بتعريفات الإدارة والسياسات الاقتصادية الأخرى وسكان بورتوريكو الذين جرى التخلي عنهم بعد إعصار ماريا – وشهادات الأمريكيين الذين تأثر بهم بايدن. ويمكنهم الاستفادة من هوليوود والجمهور على حد سواء لتقديم محتوى حصري، مثل العروض الموسيقية للفنانين، وحلقات من البرامج التلفزيونية الناجحة.


يتقدم السيد بايدن عمومًا في استطلاعات الرأي الوطنية والولايات المتأرجحة – تؤكد سميث – ولكن من المهم وضع هذا التقدم في منظوره الطبيعي. في هذه المرحلة قبل أربع سنوات، كانت هيلاري كلينتون تتقدم في استطلاعات الرأي على ترامب. سعت حملة كلينتون إلى اتباع «استراتيجية حديقة الورود»، التي تحد من الوصول إلى وسائل الإعلام، وتتجاهل زيارة الولايات المتأرجحة مثل ويسكونسن، لظنهم أن السيد ترامب سيدمر نفسه في نهاية المطاف.


وبالمثل، يمكن للسيد بايدن أيضًا أن يتعلم شيئًا من إخفاقات كلينتون والمرشح الديمقراطي السابق الآخر، جون كيري. كان كلاهما قد فشلا في دحض اتهامات الجمهوريين (تسريبات البريد الإلكتروني لكلينتون، والجدل حول السجل العسكري لكيري). في الأسبوع الماضي، خلال ظهوره على برنامج «مورننج جو» للرد على اتهامات الاعتداء الجنسي من قبل مساعدته السابقة في مجلس الشيوخ، اتبع بايدن بذكاء أفضل ممارسات إدارة الأزمات: تحدث عن الادعاءات مباشرة، ونفاها بقوة، وأجاب عن حوالي 20 سؤالًا، مما ساعد على تهدئة أي شكوك في أنه قد يخفي شيئًا.


حتى ينتصر السيد بايدن، سيتعين عليه التغلب على محترف جذب اهتمام وسائل الإعلام، السيد ترامب. يجب أن يكون على استعداد للظهور في كل مكان، كما فعل ترامب في عام 2016، الذي أصبح يظهر بعد أربع سنوات فقط في محطة فوكس، والبرنامج الإذاعي لشون هانيتي، و«تويتر»، وهو ما يعد علامة ضعف.


إن لحظات الارتجال لترامب هي ما يصل إلى جمهور أوسع، كما هو الحال في الإحاطات اليومية للفيروس التاجي، التي كشفت عن أنه غير لائق، بعد اقتراحه استخدام المطهرات في علاج الفيروس. إذا استمر الجمهور في فقدان الثقة في إدارته للوباء، فمن المحتمل أنه سيعود أكثر إلى الزوايا الحزبية التي يمكن التنبؤ بها.


تختم الكاتبة بالقول: «بوجوده في كل مكان، سيلتقي السيد بايدن بالناخبين أينما كانوا، وفق شروطهم، وقدرته على فعل ذلك دون مغادرة الاستوديو المؤقت في المنزل يمنحه ميزة هائلة. ومن المناسب القول إن «العودة إلى الظروف العادية» يمكن تحقيقها بأكثر الظروف غرابة في تاريخ الحملات الانتخابية».

المصدر: https://www.nytimes.com/…/07/opin…/joe-biden-trump-2020.html

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8