هل تستعد واشنطن لـ حرب في سورية..؟

سفيان درويش

2024.04.21 - 11:13
Facebook Share
طباعة

 تؤكد مصادر كردية في حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن عدداً كبيراً من القوافل العسكرية الأمريكية دخلت من إقليم شمال العراق إلى الأراضي السورية من معبر "المحمودي"، الواقع إلى الشمال من معبر اليعربية الرابط مع العراق شرق محافظة الحسكة، وبلغ تعداد هذه القوافل خلال الشهرين الأخيرين فقط 61 قافلة محملة بمصفحات ومدرعات وكتل اسمنتية إضافة إلى شاحنات حملت بصناديق مغلقة، فيما تشهد قواعد حقلي "العمر – كونيكو"، بريف دير الزور الشرقي هبوطاً مستمراً لمروحيات الشحن وبمعدل ثلاث مرات إسبوعياً على الأقل، ناقلة جند ومعدات عسكرية أيضا.
المصادر توضح لـ "آسيا"، أن القوات الأمريكية عززت من قدرات الرصد والاستطلاع والرادار قصير ومتوسط المدى في قواعدها غير الشرعية في سورية، كما عززت أنظمة الدفاع الجوي من الرشاشات الثقيلة والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ونقلت كميات من صواريخ "هاميرس"، التي تنتمي لمنظمة "أرض – أرض"، إلى هذه القواعد خاصة إلى "العمر – كونيكو"، اللتين أقرب نقطتين أمريكيتين إلى نهر الفرات الذي يشكل خط فصل بين انتشار القوات الأمريكية و "قوات سورية الديمقراطية"، من جهة، والقوات السورية والفصائل الرديفة لها من جهة أخرى، وتربط المصادر التعزيزات الأخيرة بارتفاع احتمال حدوث مواجهة كبرى في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة للاشتباك الذي بات مباشراً بين إيران وإسرائيل.
وتعد قاعدة "الشدادي"، واحدة من القواعد الكبرى في الأراضي السورية، ويشكل موقعها في ريف الحسكة الجنوبي، نقطة إسناد مباشر للقوات الأمريكية في دير الزور حين الحاجة، وتشير المصادر الكردية في حديثها لـ وكالة أنباء آسيا، أن نقل القوات الأمريكية للمزيد من العناصر من إقليم شمال العراق إلى سورية، يشير إلى وجود مخاوف لدى واشنطن من تطور الاشتباك مع قوى "محور المقاومة"، وتشير التحركات المسجلة خلال الـ 24 ساعة من خلال الاجتماعات الأمريكية مع قادة من "قسد"، في ريف دير الزور والشدادي والمالكية ورميلان، وهي المناطق التي تتواجد فيها القواعد التي تعرضت لاستهدافات متواصلة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، إلى واشنطن تخشى من العودة لاستهداف قواعدها، الأمر الذي دفعها للطلب من "قسد"، بوصفها ذراعاً تنفيذية للرغبات الأمريكية إلى تكثيف الدوريات في محيط القواعد، وبالقرب من الشريط الحدودي مع العراق.
وتتوازى هذه التحركات مع تدريبات مستمرة للقوات الأمريكية داخل كل القواعد التي تنتشر فيها بالأسلحة والذخائر الحية، إضافة إلى تحركات لـ قسد في تعزيز وتحصين النقاط التي تنشرها في محيط القواعد الأمريكية بما يزيد من عمق الطوق الآمن حول هذه القواعد، الأمر الذي تعتبره المصادر الكردية بمثابة "الاستعداد لـ حرب مفتوحة"، لكنه في الوقت ذاته يقرأ على المستوى السياسي أن الإدارة الأمريكية مصرة على البقاء المستدام أو طويل الأمد في الأراضي السورية، وتقلل المصادر من احتمالية نجاح التفاوض العراقي مع واشنطن على سحب قواتها من الأراضي العراقية، الأمر الذي سينتج عنه تأثيراً سلبياً على الانتشار في سورية ويجبر واشنطن على سحب قواتها أيضاً لانعدام وجود قواعد كبرى يمكن أن تدعم وتؤمن الانتشار في سورية.
مصادر عشائرية في "شرق الفرات"، تقول في حديثها لـ وكالة أنباء آسيا، أن الوجود الأمريكي يعيق العمل المسلح ضد "قسد"، وتحويله من حرب عصابات إلى "حرب مفتوحة"، تجبر "قسد"، على الانسحاب من ريف دير الزور على الأقل، وهناك مخاوف من أن تعتبر واشنطن نفسها طرفاً في المعركة ما بين العشائر وقسد، باتهام "قوات العشائر"، بالتبعية لـ إيران ومن ثم تحويلها لهدف للقوات الأمريكية، على الرغم من أن وجهاء العشائر أكدوا أكثر من مرة عدم ارتباطهم بأي طرف خارج شرق الفرات أكثر من مرة، وقد حدث مثل هذا التأكيد خلال المفاوضات المباشرة التي قادها "مصعب الهفل"، شقيق قائد قوات العشائر "إبراهيم الهفل"، مع التحالف الدولي في أربيل قبل أشهر من الآن، وهي المفاوضات التي توقفت بسبب رفض "قسد"، كل الطروحات التي قدمت من قبل العشائر العربية، فيما يخص شكل وطريقة إدارة مناطق شرق الفرات

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9