رصيف قبرص” و”محور المراوغة”.. “تهويد غزة” بواسطة الغذاء والدواء..

2024.03.11 - 03:06
Facebook Share
طباعة

حذر خبير أردني بارز في ملف “الغذاء والدواء” من أن السياسات التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة، وتحديدا في محوري الغذاء والدواء، هي جزء مفصلي من مشروعه السياسي والعسكري لإعادة احتلال قطاع غزة لا بل تهويده أيضا، مطالبا بأن تنتبه دول الجوار والمؤسسات الأممية لمؤشرات الخبث والدهاء التي يبرمجها الاحتلال وأحيانا للأسف بغطاء أمريكي أو غربي.

واعتبر المدير السابق لمؤسسة الغداء والدواء الأردنية، الدكتور هايل عبيدات، بأن البقاء عربيا فيما يصفه بـ”محور المراوغة” لن يقدم أي فائدة لا لأهالي قطاع غزة ولا للشعب الفلسطيني.

وتحدث عبيدات وهو من أبرز الخبراء العرب في ملف الغذاء والدواء، في شرح خاص لإحدى الصحف العالميّة عن خطوات خبيثة لا ينقصها الدهاء في تصرفات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، قوامها الحصار والاحتلال بمعناه العسكري، والسعي لتهويد الأرض والمنطقة خصوصا شمالي القطاع، مشيرا إلى أن الخبراء يعرفون كيف تحسب الحصة الغذائية وكيف تقاس، وأن تقديم وجبة تتراوح ما بين 150 إلى 500 سعر حراري عبر الإنزالات الجوية أو غيرها، هي خطوة المقصود منها ليس معالجة الجوع، بل تكريس سياسة التجويع لكن مع بقاء الناس أحياء فقط، بصرف النظر عن معايير البيئة والصحة العامة.

تقديم وجبة بهذه المواصفات أثناء حصار واحتلال عسكري وقصف له هدف خبيث واضح برأي عبيدات. وبالتالي الحديث عن رصيف قبرص البحري الذي سيعمل بعد شهرين، هو خطوة ضمن مسلسل التهويد إياه، حيث لا ضمانات تخص طبيعة استعمال هذا الرصيف، أو اقتصار استعماله على مواد غذائية، خصوصا وأن المتحكم به أمنيا ولوجستيا هو الاحتلال الإسرائيلي كما صرح الرئيس الأمريكي.

يحصل ذلك برأي عبيدات فيما تم تقسيم غزة طوليا وأفقيا إلى عدة مناطق، ومُسحت تماما من الأماكن القابلة للعيش مناطق الشمال، وهي مسألة تنطوي على مؤشر يفيد بأن الاحتلال يخطط لبناء مستوطنات، ويجهز لمرحلة إدارة مدنية كما يعلن ويقول.

في قطاع غزة، تواجد قبل العدوان مصنعان لإنتاج الدواء. وبصرف النظر عن المواصفة والمقياس، كانا يوفران وفقا لعبيدات 35% من احتياجات الأدوية، ولكن تم تدميرهما، كما قُصفت ودُمرت المستودعات الرئيسية للأدوية واللقاحات.

وبالتالي، ضرب العدوان احتياطات الغذاء والصحة، وهذا في تقدير الخبير عبيدات إجراء محوري للتحريك الديموغرافي، وجعل غزة مكانا غير صالح للعيش في وضعه الحالي، وبالتالي تنفيذ التهجير الذي يحذر منه الجميع.

ويعتبر عبيدات أن كل ما يجري يؤذي دول الجوار، وأن الأردن لأسباب كثيرة، هو الأكثر تعرضا للأذى، خصوصا إذا ما انتقلت الخطة الإسرائيلية أو عندما تنتقل إلى مستوى السيطرة الأمنية على الأغوار، فيما المراوحة عربيا في “محور المراوغة” كما يصفه عبيدات، لن تكون مفيدة؛ لأن الخطة الإسرائيلية قد تنتهي خصوصا إذا ما طبق العدوان خطته المعلنة عسكريا في رفح، بحصر أهالي قطاع غزة في الجيوب باتجاه الجنوب.

والوصول إلى حالة رقمية نموذجية في الديموغرافيا، قد يساهم فيها رصيف قبرص الذي لا يوجد ضمانة بأن يستعمل فقط للغذاء وليس للسلاح أيضا مع تقدير من باب التحليل، يشير إلى أن الكيان الاسرلئيلي  يسعى لتقليص سكان غزة بسقف لا يزيد عن 500 ألف نسمة.

وأفضل وصفة لتحقيق ذلك هي ضرب الغذاء والدواء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1