ماذا يحدث على الحدود السورية التركية؟

اعداد سامر الخطيب

2024.02.18 - 09:16
Facebook Share
طباعة

 كشفت تقارير معارضة أن أكثر من 100 مواطن سوري عبروا بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، الحدود السورية التركية في ريف الدبارسية شمالي الحسكة، عبر طرق التهريب بعد التنسيق مع مهربين مقابل مبالغ مالية كبيرة، مستغلين الأجواء الضبابية في المنطقة، بهدف الهجرة إلى الخارج.
ووفقا للتقرير، فإن الباحثين تعرضوا إلى استهداف بالرصاص الحي من قبل عناصر حرس الحدود التركية “الجندرما” دون معلومات عن سقوط ضحايا.
وتستمر الحملات الأمنية في تركيا لتهجير اللاجئين السوريين أو ممن تسميهم السلطات “المهاجرين غير النظاميين”، حيث أصبح خبر اعتقال المخالفين أمراً عادياً.
وتسعى أنقرة لتسريع إجراءات ترحيل اللاجئين وتعتزم إعادة 200 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم خلال عام 2024.
ومؤخراً أصدرت مجموعة من الكوادر الحقوقية التركية بياناً حول عمليات ( الإخفاء القسري) التي بات يتعرض لها الأفراد الأجانب من بينهم السوريون أثناء توقيفهم من قبل مديريات الهجرة.
البيان الذي وقع عليه محامون من ذوي الدراية و الإلمام المعرفي والوظيفي بقضايا اللاجئين والأجانب وثّق إنتهاكات مديريات الهجرة في حق الموقوفين و عائلاتهم ، وأكد أنّ إجراءات مديريات الهجرة في هذا الميدان لا تتوافق / تتناسق مع مواد القانون التركي و لا مع مبادئ القانون الدولي.
ولا تزال الحكومة التركية تزعم عودة آلاف اللاجئين السوريين من بلادها إلى سوريا بشكل طوعي دون إجبار أحد على العودة، رغم الكثير من المشاهد اليومية والشهادات والأخبار التي تؤكد وجود عمليات ترحيل قسرية تمارسها السلطات التركية بحق السوريين اللاجئين في عدة ولايات تركية، وصرح وزير الداخلية التركية “علي يرلي كايا” قائلاً: “إن عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلدهم بشكل طوعي وصل إلى 625 ألف شخص، وأكد أن بلاده مستمرة في تقديم الخدمات للمناطق الآمنة في جرابلس وإعزاز والباب وغيرها” وذلك فقاَ لما نقل موقع كوزال المهتم بشؤون السوريين في تركيا.
وبشكل شبه يومي تجري عمليات ترحيل قسرية للاجئين السوريين في تركيا من عدة مناطق باتجاه الأراضي السورية بعد اعتقالهم وترحيلهم بحجة أنهم لا يحملون أوراق رسمية بالرغم من أن غالبيتهم يحملون بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك”، حيث يتم ترحيلهم باتجاه مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا ضمن مخيمات تفتقر بأبسط مقومات الحياة، ومنهم من يتم ترحيله باتجاه مناطق إدلب وريفها عبر معبر “باب الهوى”، ضمن مناطق سيطرة “هيئة تحـ ـرير الشام”.
ويشكل الترحيل القسري عائقاً كبيراً ومعاناة بالنسبة لللاجئ السوري، حيث يتم ترحيله بينما تبقى عائلته داخل تركيا ما يعني تفرق شمل العائلات، فضلاً عن عدم وجود أماكن وبيئة مناسبة لعودة اللاجئين السوريين في الوقت الراهن، بسبب الفلتان الأمني الكبير ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا والتي تسميها الحكومة التركية بالمناطق “الآمنة”، فضلاً عن انهيار الواقع المعيشي في هذه المناطق من ارتفاع في الأسعار وعدم توفر فرص عمل وشح المساعدات الإنسانية وتقاعس الجهات المعنية عن مد يد العون للنازحين والمهجرين في المخيمات وتحسين ظروفهم المعيشية.
و منذ يومين أقدم عناصر الجندرما التركية على تعذيب 15 سوريا في ولاية ماردين التركية، بعد أن جرى اعتقالتهم في وقت سابق. واتهمت تركيا السوريين بإنتمائهم لعناصر “قسد”، ومن ثم جرى تسليمهم إلى الشرطة العسكرية ضمن منطقة “نبع السلام” بمدينة رأس العين شمال غرب الحسكة، لتقوم الأخيرة بتعذيبهم، بحسب منظمات حقوقية وطلب فدية مالية قدرها 1500 دولار أمريكي مقابل إطلاق سراحهم.
ووفقاً للمعلومات التي صرح بها بعض المفرج عنهم فإن سجن الشرطة العسكرية الذي أحتجروا بداخله سيء جداً وإن الكثر من المعتقلين صدرت بحقهم أحكام تصل بعضها إلى 10 سنوات بالإضافة إلى التعذيب عبر الضرب والصعق الكهربائي والترهيب النفسي بكلاب بوليسبة مدربة، مؤكداً إن الفصيل الذي كان يجري عملية التحقيق مع المعتقلين هو فصيل “السلطان مراد” وإن العديد منا أفرج عنه بعد دفع المبالغ المالية ضخمة.
وتشهد الحدود السورية – التركية انتهاكات متكررة من قبل قوات حرس الحدود “الجندرما” التركية بحق السوريين، سواءً هؤلاء الذين يريدون العبور عبر طرق التهريب من معابر تسيطر عليها الفصائل المولية لتركيا، أو آخرين يعيشون بالقرب من الجدار الفاصل، حسبما أفادت منظمات حقوقية.
وأحد تقرير حقوقي مقتل 34 مدني بينهم سيدة و3 أطفال قتلوا برصاص قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعند الحدود مع تركيا، كما أصيب 52 بينهم 3 أطفال و5 سيدات برصاص “الجندرما” أيضاً، خلال العام الماضي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2