الجيش الأردني يشتبك مع مهربي مخدرات على الحدود مع سورية... مصادر لـ آسيا: كل العمليات تتم بالتنسيق مع دمشق

سفيان درويش

2024.01.11 - 08:05
Facebook Share
طباعة

 اشتبكت قوات من الجيش الأردني مع "مهربي مخدرات"، في العمق الجنوبي لسورية، وذلك بعد أربع جولات من الاستهدافات الجوية التي نفذها طيران يُعتقد بأنه أردني في المنطقة ذاتها.


وقالت مصادر ميدانية إن القوات الأردنية اشتبكت مع مجموعة من المهربين بالقرب من الشريط الحدودي ضمن المناطق المتداخلة إدارياً جنوب محافظتي درعا والسويداء، وتشير التقديرات إلى أن هذه المجموعات هي من العناصر المسلحة التي كانت مجندة ضمن الفصائل سيطرت على محافظة درعا قبل صيف العام 2018، حيث استعادة الحكومة السورية السيطرة على المحافظة بعد إجراء تسويات ومصالحات في كامل مناطق المحافظة.


وتقول مصادر خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن العمليات تنفذ بتنسيق كامل مع الحكومة السورية، إذ يتم التنسيق من خلال تواصل مباشر بين دمشق وعمان حول العمليات التي تنفذ بهدف منع عمليات تهريب المخدرات، دون إعلان رسمي عن هذا التنسيق، وتشير المصادر ذاتها إلى أن "الشرطة العسكرية الروسية"، تنفذ دوريات مراقبة مستمرة في المناطق الواقعة إلى الجنوب من درعا والسويداء، لرصد تحركات المجموعات التي تنفذ عمليات التهريب.


الحكومة الأردنية أكدت مقتل خمسة وإعتقال 15 من المجموعة التي اشتبكت معها فجر السبت، وبرغم المزاعم الأردنية حول ارتباط مجموعات التهريب بالقوات الإيرانية المنتشرة في سورية، إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل الاعترافات التي أدلى بها من اعتقلتهم القوات الأردنية قبل حوالي ثلاث أسابيع، الأمر الذي تشير إليه المصادر الخاصة بـ وكالة أنباء آسيا كواحد من أهم الأدلة على إن المجموعات العاملة على تهريب المخدرات لا ترتبط بأي جهة رسمية كانت، وأن التصريحات الأردنية بخصوص تورط أي حكومة هي مجرد ضغوط سياسية لا أكثر.


المصادر لفتت إلى أن الجانب الأردني يركز في إحباط عمليات التهريب على الجزء الذي تسيطر عليها الحكومة السورية من الشريط الحدودي الجنوبي، فيما يهمل بشكل كامل المناطق التي تنتشر فيها الفصائل الموالية للقوات الأمريكية في الجزء الشرقي من الشريط الحدودي المشترك مع سورية، والذي يقابله من الجانب السوري منطقة "مخيم الركبان"، وذلك على الرغم من تأكيد عمان في أكثر من مناسبة على عن هذا المخيم يشكل تهديداً أمنياً للأراضي الأردنية.


التقديرات الأولية تشير إلى أن العمليات التي ينفذها الأردن تندرج ضمن مبادرة "خطوة مقابل خطوة"، التي طرحتها المجموعة العربية على الحكومة السورية كحل سياسي للأزمة السورية، وعلى الرغم من تجاوب الحكومة السورية مع هذه المبادرة إلا أنها مجمدة تقريباً على المستوى السياسي منذ بدء معركة "طوفان الأقصى"، في قطاع غزة، دون وجود مبرر لهذا الربط على المستوى العملي.


وكان الأردن قد اعتقل مجموعة من المهربين خلال الشهر الماضي خلال اشتباك معهم جنوب محافظة السويداء، وشهدت الاشتباكات التي سجلت فجر اليوم سقوط عدد من عناصر مجموعة التهريب بين قتيل وجريح قبل أن ينسحبوا باتجاه مناطق شرق السويداء المتاخمة لمنطقة الركبان التي تعد بدورها جزء من منطقة خفض التصعيد المعروفة بمنطقة الـ 55 كم المحيطة بقاعدة الاحتلال الأمريكي في بلدة التنف.


مصادر أمنية سورية أكدت أن عمليات التهريب تنطلق من داخل منطقة الركبان التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لقوات الاحتلال الأمريكي، وتشير المعلومات إلى أنه ورغم مزاعم عدد كبير من الدول الغربية والعربية عن مسؤولية سورية عن تصنيع وتهريب المخدرات، إلا أن ذلك يتنافى والإحصائيات الرسمية للمنظمات الأممية المختصة، التي تصنف سورية على إنها "دولة عبور"، ولم تدخل ضمن خارطة الدول المصنعة للمخدرات بأي شكل كان حتى الآن، الأمر الذي يكشف زيف الادعاءات الغربية ضد دمشق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1