حرب الاستخبارات تشتعل على الجبهات فهل تحوّل مسار المواجهة؟

مايا عدنان شعيب/ وكالة أنباء آسيا

2024.01.09 - 11:05
Facebook Share
طباعة

لا يزال الصراع محتدمًا على الجبهة الجنوبية الممتدة من الناقورة غربًا وحتى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا شرقًا، وقد سُجّل تطور في مسار المواجهة العسكرية بين الم قا ومة الا سلامية من الجانب اللبناني وجيش العدو الاسرائيلي تمثّل في ترصد العدو وضربه "لأهداف" في مناطق تخطت المناطق التي اعتاد الجنوبيون على تواصل الاعتداءات والانتهاكات فيها ليطال مناطق شمالي الليطاني وصولًا إلى قضاء صيدا.


هذا التطور الخطير في مسر العدوان الاسرائيلي على لبنان جاء بعد تنفيذ ال مقا ومة وعدها الذي جاء على لسان أمينها العام الأخير الذي توعد فيه الأخير العدو بالرد على اغتيال القيادي في حركة ح م ا س العاروري حيث جاء الرد كما كان متوقعًا في وقت قريب ومن ميدان المعركة عندما ضربت المقا ومة قاعدة "ميرون" التي اعتبر مراقبون عسكريون أن وصول الم قا ومة إلى هذه القاعدة بالصواريخ والتوثيق المرئي لعمليتها عبر فيديو يعدّ اختراقًا استخباراتيًا كبيرًا للعدو، في المقابل قام العدو الاسرائيلي بالتصعيد من عمليات اعتدائه بعد استهداف قاعدة ميرون العسكرية ونفذ في اليوم ذاته عملية استهداف طالت أحد المنازل في بلدة الكوثرية الجنوبية التابعة لقضاء صيدا وهو أول استهداف لهذه المنطقة منذ عدوان تموز عام 2006، ولم يكتف بذلك بل أمطر القرى والبلدات المواجهة للحدود الجنوبية بوابل من القذائف والقنابل الفوسفورية الحارقة في وقتٍ كانت لا تزال الم قا ومة تدكّ مواقعه وثكناته العسكرية في الأراضي المحتلة، موازاة لذلك واستكمالًا لعدوانه على لبنان أرضًا وشعبًا، قام العدو الاسرائيلي يوم الاثنين بتنفيذ عملية اغتيال لقائد في الم قا ومة الا سلامية الش هيد "علي الطويل" الذي نعاه حزب الل له شهي دًا على طريق القدس وهو قائد ميداني له تاريخ في مقارعة الاحتلال الاسرائيلي وكان قائدًا ميدانيًا يدير عمليات المقا ومة في وجه الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، عير تفجير سيارته في بلدته خربة سلم الجنوبية، ما يعد أيضًا خرقًا استخباراتيًا للعدو الذي لم يوفر وسيلة لملاحقة المقا ومين من طائرات تجسس وأجهزة تتبعٍ وعملاء، حرب تسجيل النقاط والأهداف تلك فتحت المعركة الاستخباراتية على مصراعيها وكرّست منحىً جديدًا للعمليات في الميدان، حيث تسود حالة الترقب بعد كل استهداف تخوفًا من الرد الممكن، ويعد الشه يد علي الطويل أول قائدِ ينعاه حزب الل له منذ بداية الحرب على الجبهة الجنوبية في الثامن من أكتوبر.


فهل سيكون الرد على هذا الاغتيال استكمالًا للرد الأولي على اغتيال العاروري؟ أم أنّ القيّمين على بنك الأهداف يتخيّرون هدفًا موجعًا للعدو على الصعيد العسكري والأمني ليثبتوا له ولجنوده سقوط "قوّته" الاستخباراتية وليفاجئوا جنوده مجددًا؟ بانتظار ذلك الردّ يرجح متابعون لواقع الميدان جنوبًا استمرار احتدام الجبهات ويترقبون ردًا من الم قا ومة لا يقلّ أهميّة عن استهداف قاعدة ميرون؟ ستظهر الأيام وربما الساعات القادمة لنا الرد بعد تشييع القائد علي الطويل، الجدير بالذكر أن عمليات الاستهداف تواصلت صباحًا مع استهداف العدو لسيارة مدنية في وادي الحجير جنوبًا وقد تعذر وصول سيارات الإسعاف بسبب التحليق المكثف للطائرات الحربية المعادية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2