الـــــBBC مثالًا… كيف كشف قصف غزة أكذوبة مهنية الصحافة الأوربية

فريدة جابر

2023.10.20 - 08:08
Facebook Share
طباعة

كشفت الحرب التي تتعرض لها غزة على يد قوات الاحتلال، حالة الخداع التي رسمها الإعلام الغربي، الذي طالما تحدث عن المهنية والحياد، إذ عمدت أغلب وسائل الاعلام الغربية والأمريكية إلى ترويج الأكاذيب ونشر معلومات مضللة، بالإضافة إلى استخدام روايات منحازة تفتقد إلى المهنية.

ومؤخرًا، أعلن الصحفي والمراسل التونسي بسام بونني استقالته من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، وكتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "تقدمت صباح اليوم باستقالتي من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لما يحتمه عليّ الضمير المهني".

واعتبر عدد من مستخدمي موقع(تويتر سابقا) أن التقرير الذي نشرته محطة بي بي سي بعنوان "هل تبني حماس الأنفاق أسفل المستشفيات والمدارس؟" مسئولاً بشكل غير مباشر عن قيام إسرائيل بقصف مستشفى المعمدانى.

وكتبت صفحة فلسطين حرة: "لقد قُتل أكثر من 1000 شخص بريء بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي مستشفى في غزة، أيها المجرمون أيديكم ملطخة بالدماء -  بي بي سي العالمية".

وكانت ليز دوسيه، كبيرة المراسلين الدوليين لمحطة البي بي سي في جنوب إسرائيل، قد نشرت رد على سؤال من قارئ مجهول، يسأل: من فضلك، هل يمكنك توضيح مكان وجود أنفاق حماس، وما إذا كانوا يقومون ببنائها تحت المستشفيات والمدارس؟

لترد صحفية بي بي سي : "تعتبر أنفاق غزة بمثابة متاهة مترامية الأطراف لدرجة أن الجيش الإسرائيلي يطلق عليها اسم "مترو غزة".

كما أجرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، التحقيق مع 6 من صحافييها العرب في مكتبي القاهرة وبيروت، بالإضافة إلى وقف التعامل مع صحفية أخرى مستقلة، بدعوى "نشاطهم المتحيز لفلسطين على حساباتهم بمواقع التواصل".

من جهتها ترى الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، إن الإعلام الغربى ومن بينه الـ bbc متحيزة بشكل كبير فى المعالجة المهنية للأحداث فى قطاع غزة  وشاهدت بعض تقاريرها تحيز في المعالجة مؤكدة أنه لم يتم العمل بالمعايير المهنية لعرض الحقيقة وما يحدث وخلفياته، كما تتناول موضوعات كل الهدف منها أن كل الأحداث بسبب  حماس ولكن لا تتطرق إلى ما يحدث الآن من جرائم واعتداءات على المدنيين الآمنين في قطاع غزة وضرب المستشفيات وإبادة الشعب الفلسطيني.

وتابعت الدكتورة ليلى عبد المجيد، أن التغطية الإعلامية في الغرب تسير في طريق بعيد عن الحقيقة، وشددت الدكتورة ليلى عبد المجيد، نحتاج إلى أن نخاطب العالم مشيدة بتغطية القاهرة الإخبارية للأحداث العالمية إذ تقدم تغطية متميزة، مطالبة بترجمة الحلقات والتغطية للغات الأخرى حتى تتمكن من مخاطبة العالم.

أما صحيفة الجارديان البريطانية، فقد تخلت الصحيفة عن رسام الكاريكاتير الشهير ستيف بيل، بعد رحلة عمل امتدت 40 عامًا، وذلك لرسمه كاريكاتير اعتبرته إدارة الصحيفة مسيئًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويشبه بينه وبين المرابي شايلوك، بطل مسرحة تاجر البندقية، لشكسبير.

وجاء قرار الجارديان بعد ساعات من نشر الرسمة التي ظهر فيها نتنياهو، وهو يجرى عملية جراحية على بطنه تشكل قطعا في خطوط قطاع غزة.

وأظهر ستيف بيل، رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يستعد لإجراء عملية جراحية على بطنه مرتديا قفازات الملاكمة، حيث يمكن رؤية الخطوط العريضة لقطاع غزة مع عبارة تقول "يا سكان غزة.. اخرجوا الآن" في إشارة الى أمر الاخلاء الذي أصدره نتنياهو لسكان القطاع.

ونشرت العديد من الصحف البريطانية العريقة -بما في ذلك "ديلي ميل"، و"ذا صن"، و"ذا تايمز"، و"ديلي تلغراف"- تفاصيل عن عمليات القتل المزعومة لـ40 طفلا، بما في ذلك أطفال رضع، وهو الادعاء الذي لم يستطع أحد -بما في ذلك الاحتلال- إثباته بأي شكل من الأشكال، كما أن حماس نفته، ونشرت عدة مقاطع فيديو تُثبت العكس تماما، من خلال تعاملها الرحيم مع النساء والأطفال.

أما وسائل الإعلام الكندية، فقد تعرضت لانتقادات لكونها متحيزة لصالح الرواية الإسرائيلية، وتجاهلها للرواية الفلسطينية، حيث انتقد مركز كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط (CJPME) ترديد مصطلحات حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن المقاومة الفلسطينية ووصفها بأنها "إرهابية" مع غياب الإدانات السياسية الكندية للاستهداف الإسرائيلي "المتعمد" للأبراج السكنية والمستشفى بغارات جوية، فضلاً عن قطع الكهرباء عن أكثر من مليوني مدني في قطاع غزة.

وكذلك الأمر بالنسبة لعدد من وسائل إعلام فرنسية التي بدت متحيزة لصالح إسرائيل، حيث تعمدت عرض مشاهد للقتلى الإسرائيليين ورواية قصص ذوي القتلى والأسرى، دون تناول روايات ومشاهد عن القتلى الفلسطينيين، ما يعكس ميولها السياسية وابتعادها عن الحياد، فضلاً عن نقص في المعلومات وقصور في التغطية.

ويرى خبراء إعلام، أن كثير من وسائل الإعلام الغربية أصبحت ناطقة بلسان الاحتلال الإسرائيلي، وتردد رواياته وأكاذيبه، وابتعدت كثيرا عن قيم الإعلام المهني.

فمن "أكذوبة قطع رؤوس أطفال إسرائيليين"، مرورا بتسمية العدوان نفسه بـ"حرب إسرائيل وحماس"، وليس آخرا باتهام حركة الجهاد الإسلامي بالمسؤولية عن مجزرة مستشفى المعمداني في غزة، سقطت وسائل الإعلام الغربية في فخ تقديم المصلحة على المهنية.

ويشير خبراء الإعلام أن شكل التغطية الصحفية في واشنطن ولندن وبرلين وغيرها من العواصم الأوربية التي تصفق لإسرائيل يتحددان بناء على هوية الضحايا وانتمائهم العرقي لا على أساس قيمة الحياة الإنسانية بحد ذاتها، وأبرز مثال على ذلك تغطيتهم للحرب الروسية الأوكرانية، وتغطيتهم الآن في حرب الاحتلال على غزة.

ويؤكد خبراء الإعلام، أن هذه الحملة ممنهجة وتأتي ضمن "الدعاية السوداء" لشيطنة الآخر، وخطورتها أنها تُحضر المتلقي لتقبل قتل من تُشن عليه الحرب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4