"الجاهلية" لا تزال تساهم في وأد حقوق المرأة في الرقة

اعداد سامر الخطيب

2023.07.05 - 02:17
Facebook Share
طباعة

مازالت العصبية الذكورية والتحيز بشكل مطلق للرجل و حرمان المرأة من حقوقها تتصدر جوانب مهمة من الحياة الاجتماعية في محافظة الرقة ذات الطابع القبلي العشائري.


وأكدت تقارير صحفية عبر عدة شهادات لنساء حرمن من الميراث، أدلين بها أن الأمر أضحى مألوفاً في الرقة وأريافها حول وصية أي عائلة بحرمان البنت من ميراث وتركة والدها، مقابل إرث الأبناء الذكور.


اذ تقول احدى السيدات التي تبلغ 60 عاماً: منذ أن كان والدي على قيد الحياة كانت الذهنية تتعلق بأن الولد الذكر هو من يحمل اسم والده في حين أن الصورة النمطية أن الأنثى الوارثة “مال العائلة يذهب للنسيب الغريب” وهي أبرز العادات الإجتماعية المقيتة التي أفرزتها “الحمية الجاهلية”. مضيفة: في عصر ماقبل الإسلام كان العقل السائد هو “وأد البنات منذ ساعات عمرها الأولى”، لكن الجاهلية الحديثة هي حرمانها من حقوقها من الميراث بل ويتعدى الأمر قطع أواصر القربى من ذويها، بمجرد أن تتزوج.


ومن ناحية أخرى يؤكد ناشطون، أن الحرمان المرأة من حقوقها في الرقة يأتي نتيجة الجهل والتخلف، عبر توصية الأب بنقل ميراثه عبر المحكمة العقارية بعقود بيع وشراء للذكور فقط، مما جعل المسألة ذات طابع قانوني ورسمي.


سيدة أخرى تقول: والدي رحمه الله لم يحرمنا وأخواتي ولم يوصي بشيء محدد لإخوتي، لكن أبناء أخوتي ونتيجة الجهل وكوني أمية لا أقرأ ولا أعرف طريقاً للمحكمة، فقد قام عدة مرات بتبصيمي على عدة أوراق، للأسف كانت عقود بيع وشراء على حصتي وتنازلاً بإسمه، وكون القاعدة القانونية “القانون لا يحمي المغفلين” فأنا لم أعرف أنني بعت ما تركه والدي لي لورثة أخوتي الذكور.


وتفتقر الرقة وباقي المناطق السورية، لمحاكم خاصة تحمي وتصون حقوق المرأة وعلى الأخص “الأرامل، العازبات، الأميات”، في ظل انتشار هائل لحالات الحرمان و”الوأد الجديد لحقوق المرأة “، وتعامي أي منظمة حقوقية وإنسانية، لتقبل شكاوى المحرومات من الميراث.


ويغلب على سكان مدينة الرقة وريفها الصبغة العشائرية، وتسكنها عدة عشائر عربية، تحوّل معظمها للمجتمع المدني منذ خمسينيات القرن الماضي.


ومن العشائر التي تسكن الرقة خلال الوقت الحالي: “العفادلة”، و”الولدة”، و”البريج”، و”البوخميس”، و”الحليسات”، و”البو سرايا”، و”السبخة”، وعشائر أخرى.


كما شهدت مدينة الرقة سلسلة هجرات من سكان أرياف حمص وحماة وحلب وإدلب، وذلك خلال العقود الخمسة الأخيرة، ما غيّر كثيرًا من عادات السكان، مع الحفاظ على بعض الأعراف والتقاليد العشائرية، مثل عادات الصلح والعزاء والأفراح. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9