عملية عسكرية بطائرات مسيرة ماذا يحدث في جنين ولماذا الأن؟

2023.07.04 - 05:04
Facebook Share
طباعة

لليوم الثاني على التوالي، تعيش مدينة جنين مأساة على إثر العملية العسكرية الموسعة التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الإثنين ولا تزال مستمرة حتى الآن.

استهلت إسرائيل العملية التي أطلقت عليها إسم "المنزل والحديقة" بشن عدة هجمات بطائرات مسيرة، ثم اقتحمت القوات الإسرائيلية المخيم، ما أدى إلى معارك بالأسلحة في شوارعه.

دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية في اليوم الثاني من التوغل الذي سقط فيه 10 فلسطينيين ش هد اء وجُرح العشرات.

فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الثلاثاء في بيان لها "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 10 ش هد اء، إضافة إلى نحو 100 جريح بينهم 20 في حالة الخطر".

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن جرافات وآليات عسكرية تستعد للدخول إلى مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية توغل يتخللها قصف جوي بطائرات مسيّرة، هي الأوسع منذ نحو 20 عامًا.

وأفاد مسؤول فلسطيني، أن نحو 4 آلاف من سكان المخيم غادروا منازلهم منذ بداية العملية في المنطقة الواقعة بشمال الضفة الغربية المحتلة.

فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر خروج الآلاف من المواطنين من منازلهم، في مشهد يعيد إلى أذهان الفلسطينيين مشاهد النكبة التي شهدت إجبار مئات الآلاف على الرحيل عن مدنهم وقراهم في حرب عام 1948.

وجاءت العملية العسكرية في جنين بعد أيام من الهدوء الحذر الذي ساد الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل 4 إسرائيلين في مستوطنة "عيلي" بين رام الله ونابلس، وسط الضفة الغربية. وما تبعها من سلسلة اعتداءات وهجمات للمستوطنين على الفلسطينيين العزل.

كما جاءت تلك العملية في اليوم الذي دعت فيه المعارضة الإسرائيلية إلى الاحتشاد بقوة وإغلاق مطار بن غوريون احتجاجا على مضي نتنياهو وحكومته في المخطط الذي أسموه "إضعاف القضاء"، وهو ما أثار الشكوك والتساؤلات حول توقيت العملية.

وتظهر الرواية الرسمية الإسرائيلية أن هناك قرارا بقلب الوضع رأسا على عقب في الضفة الغربية وخاصة جنين مع تصاعد الهجمات الفلسطينية.

فيما يرى خبراء في الشأن الفلسطيني أن تنامي قدرات المقاومة والفصائل المسلحة في جنين دفع نتنياهو إلى شن العملية العسكرية بعد أن كانت مؤجلة أو يتم التلويح بها كورقة ضغط وتهديد للتنظيمات الفلسطينية.

كما يرون أن توقيت العملية العسكرية له دوافع وأسباب سياسية داخلية وعلى رأسها الأزمات التي تواجهها حكومة نتنياهو في ظل تصاعد الاحتجاجات ضد خطة إضعاف القضاء.

ولفت إلى أن هذه العملية العسكرية تحمل رسائل داخلية أيضا من أجل تحصين حكومة نتنياهو وإرضاء الشركاء في الائتلاف الحكومي الذين طالبوا منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة بشن عملية عسكرية بالضفة.

ومع تصاعد الهجمات الفلسطينية في الأشهر الأخيرة، تعالت الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية، لشن عملية عسكرية واسعة النطاق، وكان يكرر هذا المطلب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير بعد كل هجوم فلسطيني.

وسبق أن رضخ نتنياهو وشن عمليات عسكرية لإرضاء حلفائه المتشددين في الحكومة، كما حدث في العملية العسكرية ضد الجهاد في غزة في مايو الماضي.

ويشارك في هذه العملية 2000 جندي، وهو رقم كبير نسبيا مقارنة بعشرات أو مئات الجنود الذين يشاركون يوميا في اقتحام المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية. واستعان الجيش الإسرائيلي في العملية بالجرافات المجنزرة العملاقة "دي 9"، وهي آليات ثقيلة لم يستخدمها في تجريف المناطق الفلسطينية منذ الانتفاضة الثانية، وأحدثت هذه الآليات دمارا كبيرا غير معهود منذ سنوات.

كما انضمت هذه الجرافات العملاقة إلى نحو 150 آلية عسكرية اقتحمت المخيم والمدينة.

للمرة الأولى، تشارك 6 طائرات مسيّرة في قصف أهداف في المخيم، مثل مسجد الأنصار ومسرح الحرية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6