حادثة "قمة الشهداء".. هل يتم وأد نار الفتنة المذهبية؟

يوسف الصايغ

2023.07.03 - 04:12
Facebook Share
طباعة

 خرقت حادثة القرنة السوداء التي أودت بحياة هيثم ومالك طوق من بلدة بشري الشمالية هدوء عطلة عيد الأضحى، حيث تصدر الملف الأمني واجهة المشهد في لبنان في ظل ما رافق الحادثة من أخبار وتطورات دفعت الى دق ناقوس الخطر الأمني، خصوصا وان النزاع القائم بين منطقتي بشري وبقاعصفرين ليس وليد اليوم وهناك أحداث سابقة حصلت، لكنها لم تصل الى حد إراقة الدماء وسقوط ضحايا، قبل توافق الجانبين على الاحتكام للقانون والقضاء من أجل حل النزاع العقاري القائم بين البلديتين الجارتين، إلا أن حادثة القرنة السوداء والتي يطلق عليها أبناء بشري مصطلح قمة الشهداء كتأكيد على إرتباط ملكيتها بأهل بشري أعادت خلط الأوراق وطغت لغة التحريض المناطقي والطائفي مجددا على لغة التعقل والهدوء.

وفي جديد التطورات المتعلقة بحادثة القرنة السوداء علمت وكالة أنباء آسيا أنه تم إستدعاء مدير مستشفى بشري الحكومي الدكتور ابراهيم مقدسي الى التحقيق من قبل القاضية سمرندا نصار التي تتولى التحقيق شخصياً في حادثة القرنة السوداء، وذلك بعد تصريحاته الاعلامية التي أشار خلالها الى ان عملية القتل لم تتم عبر عملية قنص بل من مسافة لا تتعدى العشرين مترا، وهو ما تم اعتباره خرقا لسرية التحقيق.

من جهة ثانية لا تزال الروايات متضاربة حول مصير خمسة من أبناء بلدة بشري من عائلتي طوق وسكر، ويحكى أن الجيش اللبناني أوقفهم في منطقة الجرد حيث قصدوها بعد الإعلان عن مقتل الشاب هيثم طوق، بينما تتحدث معلومات غير مؤكدة عن إصابة أحد الشبان الخمسة الموقوفين، في وقت تؤكد جهات محلية أنهم ليسوا موقوفين بل يتم الاحتفاظ بهم بصفتهم شهود بعد مقتل مالك طوق، خصوصا بعدما سرت معلومات تفيد أن مالك طوق قضى برصاص الجيش اللبناني، لكن لا شيء مؤكدا حتى الساعة ولا يوجد رواية رسمية تؤكد حقيقة ما حصل في القرنة السوداء في ظل تضارب المعلومات حول مقتل هيثم طوق برصاص القنص وبين ما أعلنه مدير مستشفى بشري الحكومي عن إصابته بالرصاص من مسافة قريبة، وبين الرواية الثانية التي تشير الى احتمال مقتل مالك طوق برصاص الجيش.

إذا وبعدما طغت الشائعات وغابت الرواية الرسمية وبإنتظار جلاء حقيقة حادثة "قمة الشهداء" او "القرنة السوداء" وكشف ملابسات مقتل هيثم ومالك طوق، وبظل الدعوات للتهدئة وعدم الانجرار للفتنة، ، تبقى منطقة بشري في حالة من الغليان الشعبي بعدما فقدت إثنين من أبنائها بظروف لا تزال غامضة حتى اللحظة، فهل يتم سحب فتيل التحريض قبل فوات الآوان وتنجح الجهود المبذولة على أكثر من صعيد في وأد نار الفتنة المذهبية، التي لن تقتصر أضرارها على منطقتي بشري وبقاعصفرين بل ستطال لبنان بأسره.

وتشكل القرنة السوداء أعلى  قمة جبلية في لبنان، وهي منطقة شبه خالية من السكان، وينشط عمل المزارعين والرعاة فيها خلال فترة الصيف من منطقتي بشري (ذات الغالبية المسيحية) وبقاعصفرين (ذات الغالبية المسلمة).

وأدى اشكال حصل قبل اسابيع إلى نفوق عدد من رؤوس الماشية بعملية إطلاق نار، ما دفع بالجيش إلى إنشاء منطقة عازلة في المنطقة المتنازع عليها، وحوّلها الى معسكر للتدريب بهدف وضع حدّ للخلافات بين ابناء البلدتين، قبل ان تقع حادثة يوم السبت والتي اسفرت عن سقوط قتيلين من بشري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10