الأحداث والانتهاكات في مناطق "نبع السلام" خلال حزيران 2023

اعداد سامر الخطيب

2023.07.03 - 02:41
Facebook Share
طباعة

تتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ الأتراك في سوريا والفصائل المدعومة منهم في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطروا عليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.
ويأتي تصاعد الانتهاكات مقابل تحقيق المآرب والأطماع السياسية والاقتصادية على حساب استغلال هذه الأراضي وثرواتها ومواردها وأهلها أسوء استغلال، حسبما أفادت منظمات حقوقية.
وبحسب تلك المنظمات، بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الشهر الفائت 5 توزعوا على النحو التالي:
طفل عثر عليه مقتولا في بلدة سلوك بريف الرقة بعد ساعات من فقدانه حيث وجدت جثته ملقاة في مقبرة الخرابة جنوب البلدة، في ظروف لا تزال مجهولة.
3 شبان ورجال برصاص الجندرما التركية في ريفي الحسكة والرقة.
عنصر من فصيل “الجبهة الشامية” قتل نتيجة استهداف سيارته بالرصاص من قبل مجهولين كانوا يستقلون دراجات نارية على طريق الحويجة قرب مدينة تل أبيض شمال الرقة.
وشهدت مناطق “نبع السلام” خلال شهر حزيران، اقتتال وحيد خلف جرحى ففي 26 حزيران اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مجموعتين من الفصائل وسط بلدة سلوك شمال الرقة، على خلفية استيلاء مسلحي “كتائب الخطاب” على صهريج محروقات لقيادي في فصيل “صقور الشمال” ومصادرته بعد عبوره من معبر تفاحة شمال التروازية، ما أدى لإصابة مدنيين اثنين ومسلحين اثنين وجرى نقل المصابين إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج.
وفي وفي سياق الانتهاكات، وثقت منظمات حقوقية 7 حالات خطف، و22 حالة اعتقال، في تلك المناطق.
وبسبب الانتهاكات وحالات الفلتان الأمني في المنطقة وتردي الاوضاع المعيشية، خرج الأهالي في مناطق “نبع السلام” في مظاهرتين منفصلتين بتاريخ 14 حزيران، للاحتجاج على تحكم المسلحين التابعين للفصائل الموالية لتركيا بسعر شراء القمح واحتكار شرائه من المزارعين، بالإضافة للاحتجاج على الغلاء المعيشي واحتكار المواد الغذائية الأساسية وتردي القطاع الصحي والتعليمي والخدمي والمياه وانتشار الفوضى والفلتان الأمني وتجارة المخدرات، حيث تظاهر الأهالي في مدينة تل أبيض شمال الرقة، احتجاجا على فرض المسلحين على المزارعين بيعهم محصول القمح بالسعر الذي تم تحديده وهو 280 دولار أمريكي للطن الواحد ، بالاضافة للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي والخدمي وعلى رأسها القطاع الصحي والتعليمي والكهرباء والطرقات واجتثاث الفساد في المؤسسات العسكرية والمدنية.
كما خرج مزارعون في مدينة رأس العين شمال غرب الحسكة ضمن منطقة نيع السلام في مظاهرة للمطالبة برفع سيطرة واحتكار الفصائل لشراء محصول القمح من المزارعين.
وجاءت المظاهرات بعد دعوات أُطلقت من قبل نشطاء في 10 حزيران، حتى رفع الظلم والنهب والسرقات عن المواطنين، ودعوا سكان المنطقة للمشاركة والمطالبة بحقوقهم.
في حين تستمر مغادرة العوائل من منطقة تل أبيض/ كري سبي بريف الرقة الشمالي، ضمن منطقة ” نبع السلام” الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، هرباً من الواقع المعيشي والاقتصادي المتردي.
ووفقا لمصادر أهلية، فإن عدد العوائل الذين غادروا منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، خلال 3 أشهر باتجاه مناطق سيطرة “قسد” وصل إلى ما يقارب 256 عائلة، وهم من سكان مدينة تل أبيض وبلدة سلوك وقراها، حيث خرجوا من المنطقة على شكل دفعات متتالية، بحثاً عن واقع معيشي أفضل.
وفي 17 حزيران، كشفت تقارير معارضة عن مغادرة نحو 40 عائلة من عوائل تنظيم “د ا ع ش”، يحملون الجنسية العراقية بينهم نساء وأطفال، منطقة رأس العين/ سري كانييه” ضمن منطقة “نبع السلام” بريف الحسكة، باتجاه داخل الأراضي التركية، عبر المعبر الحدودي. وأكدت بأن هؤلاء العوائل سيتم تسليمهم بعد الدخول إلى الأراضي التركية من قبل القنصلية التركية للحكومة العراقية، بتنسيق مشتركة فيما بينهم. وجاء ذلك، بعد قيام القوات التركية والفصائل الموالية لها، على توطين عوائل تنظيم “د ا ع ش” خلال فترات سابقة ضمن منطقة “نبع السلام”، ولا سيما في حيي المحطة والخرابات في مدينة رأس العين/ سري كانييه”.
وفي الثلث الأخير من حزيران كشفت تقارير معارضة، بأن الفصائل الموالية لتركيا، مستمرة بحملتها الأمنية الإعلامية بذريعة البحث عن الفارين من السجن ، وتشارك بالحملة كل من “الشرطة العسكرية” “فرقة الحمزة” وفرقة “السلطان مراد” وتقوم بتنفيذ عمليات دهم وتفتيش للمنازل في مدينة رأس العين وريفها بشكل يومي وذلك بحجة البحث عن الفارين من السجن، ووصل عدد المنازل التي تمت مداهمتها إلى أكثر من 120 منزلاً، وسط انتهاكات مرتكبة من قبل عناصر تلك الفصائل، من عمليات سرقة مصاغ ذهبية وهواتف نقالة ومبالغ مالية دون اعتقال أشخاص لأن المطلولين غير موجودين في تلك المنازل التي تم دهمها وتفتيشها أصلاً. وفي هذا الصدد، لايزال مجهول مصير 19 من عناصر تنظيم “د ا ع ش” الذين فروا من السجن من الجنسية العراقية مصيرهم مجهول ولم يعرف بعد إلى أين توجهوا، بينما كان البقية أي 18 من الذين فروا وصلوا إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4