التيار الحر انشقاق في المعارضة المصرية أم تحالف انتخابي؟

2023.07.03 - 02:33
Facebook Share
طباعة

مع أواخر شهر يونيه/حزيران الماضي، أعلن عن ميلاد" التيار الحر" الذي يضم عدد من أحزاب المعارضة المصرية الليبرالية وشخصيات عامة، وذلك بعد عام من التشاور لإطلاق التيار الذي يضم أحزاب هي جزء لا يتجزأ من الحركة المدنية الديمقراطية والتي تضم 12 حزبًا سياسيًا.


ومع إطلاق التيار بدأت التساؤلات عن مصير الحركة المدنية، وعن أسباب إنطلاق التيار وأهدافه، وموقف أحزابه من الاستمرار في الحركة المدنية.


ويضم التيار الحر أربعة أحزاب سياسية ليبرالية وهم؛ المحافظين، والدستور، والإصلاح والتنمية، ومصر الحرية، بالإضافة لبعض الشخصيات الليبرالية. ويقدم التيار خارطة طريق للخروج من الأزمات الحالية وتحديدًا فيما يخص الاقتصاد، وذلك وفقا لما ذكره هشام قاسم المتحدث الرسمي باسم التيار.


ونفى المتحدث باسم التيار الحر لوكالة أنباء آسيا أن يكون التيار انشقاقًا عن الحركة المدنية التي تضم ذات الشخصيات والأحزاب بجانب آخرين. موضحًا أن الرؤى فيما يخص الاقتصاد المصري مختلفة داخل الحركة المدنية، نظرًا لتنوع الأحزاب والأيدلوجيات، وخاصة في ما يتعلق بسياسات الاقتصاد وملكية الدولة للشركات وشبكات الحماية الاجتماعية، لذلك كان لا بد من وجود تيار يجمع فقط من يتشاركون في إيمانهم بالاقتصاد الحر.


وقدر قاسم عدد العاملين بالقطاع الخاص بنحو 80% من القوى العاملة في مصر، مضيفًا أن أغلب هؤلاء العاملين عانوا خلال العقود الماضية من جانب بعض الشركات الحكومية سواء المملوكة لجهات مدنية حكومية مثل وزارة قطاع الأعمال أو الشركات التابعة للمؤسسات العسكرية.


وعن رؤية التيار الاقتصادية قال قاسم "نستهدف إصلاح الاقتصاد ككل"، موضحًا "نحن معنيين بصاحب الكشك زي ما احنا معنيين برجل الأعمال صفوان ثابت وكل من يتجه للعمل الحر". مؤكدًا على أن التيار يحاول جذب الكوادر المختلفة وليس بالضرورة شخصيات عامة.


وأشار قاسم إلى أنه خلال ثلاثة أشهر سينتهي التيار من وضع تصوراته في عدد من القضايا مثل الضرائب والعدالة الاجتماعية، وقال "نحن مستعدون لتقديم البديل".


كما أكد قاسم على أن التيار لا ينوي، حتى الآن، الدفع بمرشح للتنافس على منصب رئاسة الجمهورية، نظرًا لغياب ضمانات التنافس العادل. كما أكد على أن التيار لم يقرر بعد دعم المعارض أحمد طنطاوي الذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة، وأن الأمر مازال قيد المناقشة.


لكن في المقابل أكد قاسم على أن التيار سيعمل على حشد التأييد خلال العامين المقبلين للتنافس في انتخابات مجلس النواب في 2025.


من جهته قال عماد جاد رئيس حزب المحافظين، أن مصر تمر بمرحلة حساسة للغاية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي مرحلة تتطلب بلورة تكتلات سياسية واضحة تسهم في وضع رؤيتها الفكرية للتطور والتقدم.


وأضاف في ظل تشتت مكونات التيار الليبرالي وعدم وجود غطاء جامع لممثلي هذا التيار الأصيل في الثقافة المصرية، تأتي دعوتنا لتشكيل هذا الإطار تحت مسمى التيار الليبرالي الوطني او المصري، فهذا التيار يضم قطاعا من المصريين ومن القوى والأحزاب والحركات التي تؤمن بالفلسفة الليبرالية في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، السياسية والانسانية، وترى ضرورة توحيد صفوف هذا التيار وشرح أسسه ومكوناته للرأي العام المصري الذي خضع لعملية تشويه متعمد لمعنى ومفهوم ومكونات الفكر الليبرالي، فالليبرالية تؤسس لنظام اقتصادي ينهض على السوق الحر مع الالتزام بالعدالة الاجتماعية، كما إنها تحترم الدين كعلاقة خاصة بين الإنسان ورب الكون، ولا تتدخل في هذه العلاقة، وتبعد رجال الدين عن السياسة، كما أن الليبرالية تفرض بحكم قيمها ومبادئها وضع أسس نظام سياسي ديمقراطي يتأسس على التعددية الحزبية، صوت واحد لكل مواطن، دورية الانتخابات، التداول السلمي للسلطة، الشفافية و المحاسبة.


وأوضح جاد أنه وفقا للتجارب التاريخية لا تفرض الليبرالية شكلا محددا من أشكال نظام الحكم، فقد يكون ملكيا دستوريا ( النظام الإنجليزي، الهولندي، السويدي والاسباني) وقد يكون رئاسيا ( الامريكي) وقد يكون برلمانيا ( المانيا ) وقد يكون مختلطا ( أي يجمع ما بين الرئاسي والبرلماني مثل فرنسا). المهم هنا الآخذ بقيم الليبرالية والديمقراطية مع وضع خصوصية البلد الاجتماعية والثقافية في الاعتبار، فنحن لا نتحدث عن استيراد شكل ما من أشكال الحكم بقدر ما نبحث عن استلهام قيم الليبرالية والديمقراطية وصياغة الشكل الأنسب لمجتمعنا في ضوء خصوصياته التي نحترمها ونقدرها.


وتابع رئيس حزب المحافظين، من هنا تأتي دعوتنا لكل المؤمنين بقيم الليبرالية والديمقراطية لتأسيس تيار ليبرالي وطني يجمع شمل كافة مكونات تيارنا الليبرالي ويوحد جهوده وينسق حركته استعداد لخوض غمار عملية بناء الجمهورية الجديدة التي نسعى لأن تكون مصرية ليبرالية، مدنية ديمقراطية حديثة تنهض على قيم المساواة والمواطنة وحكم القانون.


وحتى الآن ورغم إعلان التأسيس، لازالت الرؤية الضبابية تسيطر على حالة التيار الحر، إلى جانب غياب تصورات وآليات عمله، وعدم إعلان أسماء المنضمين للتيار. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 8