الأسباب الحقيقة وراء خروج مصر للطيران من التصنيف العالمي

2023.07.03 - 02:28
Facebook Share
طباعة

تسبب إعلان خروج شركةمصر للطيران من تصنيف شركة "سكاي تراكس" Skytrax العالمي لأفضل 100 شركة طيران حول العالم، في مقابل استمرار وتحسن تصنيف العديد من شركات الطيران الأفريقية والعربية الأخرى، في غضب العديد من المواطنين وأعضاء البرلمان، وبروز تساؤلات حول سبب التراجع، بعد أن احتلت الشركة تصنيف أفضل شركات الطيران على مستوى العالم لسنوات.


وخرجت شركة مصر للطيران من قائمة أفضل 100 شركة في آخر استطلاع لشركة "سكاي تراكس" (Skytrax) لتصنيف شركات الطيران التجارية، وكذلك من قائمة أفضل 10 شركات طيران عربيا. وكانت الشركة قد احتلت المركز الـ95 في عام 2022، فيما خرجت هذا العام من التصنيف في ظل تراكم الديون واستمرار الخسائر.


تفوقت الشركات المنافسة لمصر للطيران في أفريقيا والشرق الأوسط عليها، مثل الخطوط الجوية الإثيوبية في المرتبة 35، والخطوط الجوية الجنوب أفريقية في المرتبة 72، والكينية في المرتبة 73، والخطوط الجوية لدولة موريشيوس في المرتبة 78، والرواندية في المرتبة 90.


وعقب إعلان التصنيف، فُتح ملف خسائر شركة مصر للطيران من جديد ومدى علاقته بتدهور نتائجها. وتقدمت النائبة هناء أنيس بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب، بشأن خروج الشركة من التصنيف، وأشارت إلى تحقيق خسائر بـ 30 مليار جنيه منذ أزمة فيروس كورونا 2020، وحتى نهاية 2022.


وخلال السطور القادمة تستعترض وكالة أنباء آسيا أبرز لأسباب التي تسببت في خروج مصر للطيران من التصنيف العالمي. ففي تصريحات صحفية أدلى بها رئيس شركة مصر للطيران محمد موسى، مؤخرًا قال، أن الـ 30 مليار جنيه الخسائر جزء منها مُرحل منذ فترات طويلة، وجزء منها يتعلق بسبب أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وتحريك سعر الصرف، إذ أن مصروفات الشركة بالدولار 90%، وإيراداتها منه 70% فقط.


ويُرجِع مسؤولين وخبراء أسباب الخسائر الكبيرة لمصر للطيران إلى عدة أسباب؛ أولها أزمة الموظفين التي تعاني منها الشركة. إذ تعاني مصر للطيران من تُخمة في العمالة، وفشل في الاستفادة منها. وفي حين لا يوجد إحصاء دقيق حول عدد الموظفين بالشركة، تُشير التقديرات إلى أن متوسط العدد 35 ألف موظف.


وفي تصريح صحفي سابق قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران الأسبق توفيق عاصي إن "هناك خطة للاستفادة القصوى من العمالة الموجودة في مصر للطيران إذ أن بها 33 ألف موظف.. وهو رقم كبير لأي شركة طيران.. وكان هناك تقصير في تسكين العاملين بوظائفهم التي تم تعيينهم عليها".


وأكد مصدر لوكالة أنباء آسيا على أن كثير من هؤلاء الموظفين تم تعيينهم عبر الواسطة والمحسوبية، ودون وجود حاجة حقيقة إليهم.


وبالإضافة إلى أزمة زيادة العاملة، تعد بعض الأحداث التي مرت بها البلد منذ ثورة يناير 2011، إلى جانب بعض الحوادث التي حدثت في مطارات مصرية، مثل حادثة الطائرة الروسية في أكتوبر 2015، وفيروس كورونا 2020، والحرب الروسية الأوكرانية، أسبابًا رئيسية في تفاقم خسائر الشركة، دفعتها للجوء للاقتراض. ولا توجد بيانات متاحة حول إجمالي التزامات الشركة من القروض، لكنها حصلت في عامي 2021 و2020 على قروض بلغت 8 مليارات جنيه من بنكي الأهلي ومصر، بضمان من وزارة المالية، للتغلب على خسائر كورونا، والوفاء بالتزاماتها الداخلية والخارجية.


وتعد خسائر شركة الخطوط الجوية وحدها دون حساب باقي خسائر الشركة القابضة، 6.7 مليار جنيه عام 2021/2020 (عام فيروس كورونا)، مقابل 2.4 مليار جنيه في عام 2020/2019- وفقًا لتقارير مصر للطيران. وفي عام 2017/2016 (العام التالي على انفجار طائرة مصر للطيران القادمة من باريس)، وصلت خسائر الشركة إلى 5.55 مليار جنيه، مقابل 1.28 مليار جنيه في 2016/2015.


وفي تصريح سابق لأحد كبار المسئوولين بالشرك، بمناسبة سعي الشركة للحصول على قرض بـ 5 مليارات جنيه، قال المسؤول إن تعاقب 9 وزراء للطيران منذ ثورة يناير 2011 على الوزارة أدى إلى أن يغير كلًا منهم سياسة وإدارة مصر للطيران، ما أثر عليها بالسلب.


وأوضح مصدر لوكالة أنباء آسيا شركات الطيران المنافسة في دول الشرق الأوسط، خاصةً الكبرى، تستفيد من تدهور أوضاع مصر للطيران. وأوضح أن استمرار تفاقم خسائر الشركة قد تدفع الحكومة إلى التفكير في بيع جزء منها، وهو ما سيكون مغريًا للمنافسين الكبار، نظرًا للموقع المتميز الذي تعمل من خلاله مصر للطيران ولكفاءة طياريها.


كما أشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن تراجع مصر للطيران يأتي في مصلحة المنافسين في إفريقيا، مثل الخطوط الإثيوبية، صاحبة الترتيب الأبرز عالميًا وسط الشركات الأفريقية (35) والتي حققت أرباحًا قدرها 937 مليون دولار في 2022/2021.


في 20 يونيو 2023، أعلنت شركة "Skytrax"، قائمتها السنوية لعام 2023 لأفضل 100 شركة طيران حول العالم، والتي خرجت مصر للطيران منها (لم تحدد الشركة ترتيب الشركة المصرية)، في حين كانت تحتل المرتبة 95 عام 2022. Skytrax
وشركة "Skytrax" هي شركة بريطانية عالمية تُجري أبحاثًا تتعلق بشركات الطيران التجارية، وتجمع استبيانات من المسافرين الدوليين حول العالم لتقييم الشركات على أساس عناصر مختلفة، مثل: طاقم المضيفين، ووسائل الترفيه على الطائرة، وجودة المقاعد، والطعام المُقدم وغيره.


وتُقدم الشركة سنويًا جوائز لأفضل خطوط طيران، ومطارات وغيرها، وتعلن تصنيفها السنوي لأفضل 100 خطوط طيران عالميًا منذ عام 1999.


وأُسست شركة مصر للطيران في عام 1932، وتعد ثاني أكبر ناقل جوي في القارة السمراء بعد الخطوط الجوية لجنوب أفريقيا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7