تلوث المياه في الرقة يصيب العشرات بالتسمم

اعداد سامر الخطيب

2023.06.19 - 02:30
Facebook Share
طباعة

أصيب 21 شخصًا بينهم نساء وأطفال بحالات تسمم نقلوا على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج نتيجة تلوث مياه الشرب في قرية واسطة الهشم في ريف الرقة الشمالي، حيث يتهم مواطنون شركة المياه في قرية الكالطة التي تغذي المنطقة بالتساهل وإهمال عملية تنقية مياه الشرب ما يتسبب بإصابة المواطنين بأعراض تسمم.


وتداول ناشطون صوراً تُظهِر حالة نهر الفرات نتيجة التغير المناخي وبناء السدود في تركيا، حيث ينبع النهر بالأساس، اذ تشير إلى انحسار وتلوث مياه النهر.


وتُظهِر الصور انخفاض المنسوب وانحسار المياه، لدرجة يظهر فيها قاع النهر، بالإضافة إلى وجود مواد بلاستيكية وأكياس تلوّث المجرى.


وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» قد نشرت تقريراً، في فبراير (شباط) الماضي، يشير إلى تسجيل تراجع في منسوب نهرَي دجلة والفرات جنوب العراق.


ويتخوّف السكّان في مدينة الرّقة، من ارتفاع معدلات التلوث بشكل أكبر في نهر الفرات، وهو عصب حياة رئيسي لمنطقة شمال شرق البلاد، وذلك بعد تدني منسوب المياه فيه بشكل حادّ، الذي انعكس سلبيّاً أيضاً على البيئة المحيطة بالنهر، مهدداً المياه الجوفيّة فيها.


ويوضح رئيس مكتب البيئة في الرقة محمد نور الهرم أنّ انخفاض منسوب نهر الفرات "أدى إلى زيادة مياه الصرف الصحي والمصارف الزراعية المالحة، مقارنة بالمياه الخام أو المياه النقية، وهو ما أدى إلى ظهور مستنقعات في مناطق صبّ تلك المصارف بالنهر، وهي بؤر تجمّع عدة مسببات للأمراض والأوبئة، لكونها ستنتقل عبر العائل الوسيط، وهو الحشرات، وقد لاحظنا من خلال جولاتنا انخفاض أعداد السمك التي تُعدّ مصدر رزق العديد من السكان المحليين".


وتابع الهرم: "انخفاض النهر أيضاً خلال فترة وجيزة سبّب انحسار مساحة الأراضي الزراعية، وستنحسر هذه النسبة بأكثر بنحو 20% عن النسبة الحالية، وهو ما سبب ارتفاع تكاليف توصيل المياه وحفر الآبار واستنزاف المياه الجوفية بشكل عشوائي وانخفاض مستوى الآبار السطحية والجوفية، الذي يؤدي (علمياً) إلى انخفاض مستوى رطوبة التربة، وتغيير مواصفات التربة والتحول إلى التصحر أو حالات رملية قد تصل بعضها للدرجة الرابعة للتصحر".


ولفت إلى أن انخفاض منسوب مياه النهر "يزيد من أعباء الفلاحين ويؤدي إلى صعوبات لدى الجهات الحاكمة لإيصال المياه النقية للسكان وزيادة التكاليف، وقد يؤدي انخفاض المستوى إلى تغيرات في إيكولوجيا النهر أيضاً. وهذا يعني أنّ أنواعاً من الطيور ستهاجر، لكون البيئة لن تكون مناسبة لها، وقد تنقرض. كذلك إنّ انتشار الأوبئة سيهدد الثروة الحيوانية نتيجة المستنقعات وتشكيل ظروف جافة تؤدي إلى نفوق وقلة أعداد الثروة الحيوانية. في حين أنّ قلة المياه الخام بالنهر واستخدام مياه الصرف الصحي الباقية في المجرى لأجل الزراعة يزيدان نسب تلوث الغذاء، وبالتالي يهددان الأمن الغذائي".


ويبدي الأهالي مخاوفهم أيضاً من الجفاف والتلوث في النهر، حيث يقول مصدر أهلي، إنّ "مياه الشرب مصدرها الرئيسي نهر الفرات لمدينة الرقة، وتلوث هذه المياه يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان في المدينة والمناطق التي تعتمد على مياه الفرات".


وأضاف: "عمري اليوم 60 عاماً، شهدت معظم تحولات نهر الفرات، كان شديد العذوبة في السابق، ومياهه باردة، ولا رائحة له صيفاً، في الوقت الحالي وضع النهر مختلف، وخصوصاً في فترات الجفاف، إذ يتحول إلى برك برائحة لا تحتمل، ومياهه ليست عذبة ونقية كما في السابق، نرجو التعامل مع هذه الكارثة بعين الاعتبار، فمن حقنا أن يبقى الفرات متدفقاً".


ويعتبر نهر الفرات إكسير الحياة الرئيسي حيث أقيم على ضفافه مدن وحضارات وسكان في مناطق متعددة من سورية، ومنها جرابلس، ومنبج، والطبقة، والرقة، ودير الزور، والميادين، والبوكمال، حيث يعتمد السكان المحليون على مياه نهر الفرات، إذ كانت مهمتهم الرئيسية الزراعة وتربية الثروة الحيوانية بالإضافة إلى الثروة السمكية.


يذكر أنه منذ عام 2019 خفّضت تركيا حصة سورية من مياه نهر الفرات لأدنى حدّ منذ عام 1987، ووصلت النسبة إلى 200 متر مكعب في الثانية، وهذا ما أخرج عدة سدود عن الخدمة أخيراً، منها سد تشرين وسد الفرات، منذ مطلع مارس/ آذار ، وسبّب ذلك قطع الكهرباء عن مناطق منبج والرقة والطبعة، وسبّب تلوث مجرى النهر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2