ارتفاع جنوني متواصل في أسعار السلع وسط احتقان شعبي في سوريا
اعداد سامر الخطيب
على الرغم من عودة العلاقات بين سوريا مع معظم الدول العربية، فلا تقدم أو تحسن ملموس في الأوضاع الاقتصادية التي تثقل كاهل المواطن السوري وتزيد من الأعباء يوماً بعد آخر.
وتشهد المحافظات السورية ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية والتموينية ووصولها لحد يفوق بكثير قدرة المواطن الشرائية، تزمناً مع استمرار تدني مستوى رواتب الموظفين وأجور العمال والانهيار الكبير في قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.
وتسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية من خضار وفواكه ومواد تموينية، بحالة استياء واسعة من قبل المواطنين الذين أعربوا عن استغرابهم من ارتفاع الأسعار لهذا الحد ولاسيما أسعار بعض أنواع الخضار الصيفية التي باتت متوفرة بكميات كبيرة في الأسواق، مؤكدين عدم التزام أصحاب المحلات التجارية وبسطات بيع الخضار بالأسعار رغم النشرات الشبه يومية الصادرة عن وزارة التجارة وحماية المستهلك والتي تحدد قيمة المواد بشكل كامل.
الأسعار التي وصفت بالخيالية دعت الكثير من المواطنين لردود غاضبة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث طالب البعض بمراقبة الأسواق وضبط حالات الاحتكار وارتفاع الأسعار بشكل كبير جداً محملين الحكومة مسؤولية تدهور الواقع المعيشي، بينما علق البعض بالقول بأن الموظف إذا اراد شراء كيلو فروج وبعض المستلزمات الأخرى من خضار وغيرها فسيدفع راتبه الشهري كاملاً دفعة واحدة وخلال يوم واحد، مؤكدين بأن هذه الأسعار تتناسب في دولة يستلم الموظفون فيها رواتبهم بالدولار الأمريكي.
وبعد 12 سنة من الغياب، استعادت سوريا عضويتها بالجامعة العربية، ومع ذلك لا يزال الوضع فيها مأساويًا بالمعنى الحرفي للكلمة، فلم يكد يطلّ برأسه من جعبته، حتى تناولته الأزمات المتضاربة، واحدةً تلو الأُخرى؛ من تدهور اقتصاديٌّ حاد، و ارتفاع في معدلات البطالة، والفقر ، حتى أصبح الحصول على رغيف الخبز، بمثابة حلْمٍ لدى المواطن السوري، اضافة الى عدم الاستقرار الأمني نتيجة الفلتان الحاصل وانتشار السلاح بين المدنيين.
