هروب الرياضيين المميزين من مصر يثير الجدل، هل سيكون بغدودة آخرهم؟

2023.05.25 - 03:18
Facebook Share
طباعة

 سيطرت ظاهرة هروب الرياضيين في مصر على الساحة الرياضية خلال السنوات الماضية. إذ أثار هروب لاعب منتخب مصر في المصارعة الرومانية، أحمد فؤاد بغدودة، جدلا واسعا بعد اختفائه عقب مشاركته في بطولة أفريقيا في مدينة الحمامات بتونس.

وتسببت واقعة اللاعب بغدودة في عودة الحديث عن أزمات ومشاكل الاتحادات الرياضية في مصر، وما يواجه اللاعبين من انخفاض مرتبات وتقصير في الرعاية.
وأوضح والد لاعب المصارعة، فؤاد بغدودة لوكالة أنباء آسيا، أن عدم تقدير اتحاد الرياضة لمجهود إبنه،  دفعه للهروب خارج مصر. مؤكدا على تحمله نفقات إبنه  طول الأعوام الماضية، رغم أنه يعمل سائق توكتوك ومصادر دخله محدودة.
في المقابل، قال الاتحاد المصري للمصارعة، في بيان له، إنه يدرس اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تحفظ للاتحاد كافة حقوقه في هذا الأمر، مشيرا إلى أنه تواصل مع الاتحاد الدولي بشأن عمل كافة الإجراءات بما يضمن استمرارية اللاعب ضمن صفوف المنتخب المصري وذلك وفقاً للوائح المنظمة لذلك.
وأوضح الاتحاد أنه يبذل قصارى جهده بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية في إعداد أجيال واعدة في لعبة المصارعة ترفع علم مصر في البطولات والمحافل الرياضية الدولية.
وتعاني مصر من هروب اللاعبين الرياضيين المميزين، وهو ما دفع البعض إلى الإشارة لتدهور وضع الاتحادات الرياضية.
وفي السياق قال اللاعب الرياضي أحمد إبراهيم وشهرته "أحمد عجينة"، أنا لاعب مثلت مصر للمصارعة الرومانية من 2013 حتى الآن، ولاعب فى المؤسسة العسكرية بالإسكندرية، أُصبت فى بطولة تحت اسم منتخب مصر  وبعد عرضي على الطبيب تبيّن اني بحاجة لعملية جراحية  فى الكتف."
تابع عجينة في حديثة لوكالة أنباء آسيا، "لا الاتحاد ولا النادي تكفلوا بالعملية، وتكفلت بمصاريف العملية كاملة وقدرها 50 ألف جنية، مع العلم أن والدي صياد ومحدود الدخل. وأضاف حتى بعد العملية لا الاتحاد ولا النادي تواصلوا معي، وتم رفع راتبي الذي لم يتعدى 1200 جنية.
وأشار إلى أنه كان يتقاضى  1200 وهو بطل إفريقيا وبطل عرب وخامس دورة ألعاب بحر أبيض فى أسبانيا وبطل وعاشر على مستوى العالم.
ومنذ عام 2015 توالت وقائع هروب اللاعبين من منتخب مصر،  ففي 2015هرب لاعب منتخب ألعاب القوى رمي القرص، معاذ محمد، إلى قطر سبقه ثلاثة لاعبين هم؛ أشرف أمجد وأحمد أمجد وأحمد بدير. وفي العام التالي 2016 هرب المصارع طارق عبد السلام لاعب المنتخب الوطني، إلى بلغاريا ولعب باسمها.
وفي 2017، هرب المصارع أحمد حسن بوشا لاعب المنتخب الوطني للشباب أثناء تواجده في فنلندا. وفي العام نفسه هرب المصارع إبراهيم غانم الشهير بالونش بعد المشاركة ببطولة العالم ببولندا إلى فرنسا.
وفي 2018، هرب عبد الرحمن مجدي لاعب منتخب مصر للجمباز إلى تركيا وحصل على الجنسية. وفي نفس العام هرب عمر حسن الطاهر، لاعب منتخب مصر للمكفوفين، في كرة الجرس والمقامة في السويد.
وفي عام 2019 هرب المصارع محمد حسن بوشا من معسكر المنتخب خلال بطولة العالم التي أقيمت بالمجر. وفي 2022 هرب اللاعب محمد عصام فتحي لاعب المنتخب المصري للمصارعة أثناء تواجده بإيطاليا.
من جهته يرى لاعب المصارعة السابق، كريم أبو أسعد، أن ضعف المردود المادي بالإضافة إلى تردي منظومة الطب الرياضي في الاتحادات الرياضية بخلاف كرة القدم، دفعا بغدودة والعديد من المصارعين الآخرين للعزوف عن ممارسة المصارعة أو أي رياضة أخرى في مصر.
وأوضح أن اللاعبين المميزين ينتهزون أي فرصة للهروب بسبب التقصير الإداري لكثير من الأجهزة الإدارية والفنية بالاتحادات. وأوضح أن الدول دائما ما تكون على اتصال باللاعبين المميزين والترتيب معهم لحين أقرب فرصة للهروب، سواء إلى دولة أوروبية أو عربية كما حدث من قبل.
وأشار إلى انه رغم تكرار واقعة هروب اللاعبين، لم تتخذ الاتحادات أي رد فعل واضح أو إجراءات استباقية لتحسين مستوى الظروف المحيطة باللاعبين، سواء ماديا أو فنيا، للقضاء على فكرة الهروب وإغراءات الأموال.
وتحدث أبو أسعد عن طارق عبد السلام لاعب المنتخب الوطني للمصارعة المشهور قائلا إنه "كان يعاني من إهمال مسؤولي اتحاد اللعبة، بعد رفضهم تحمل نفقات علاجه".
وأضاف أن عبد السلام اضطر لأن يغادر إلى بلغاريا وعمل بائعا في إحدى محلات الشاورما، وحصل على الجنسية البلغارية عن طريق زوجته، حتى انضم للمنتخب البلغاري وشارك معه في بطولة أوروبا وحصد الميدالية الذهبية، لكنه رفع علم بلغاريا بدلا من العلم المصري بسبب تعنت مسؤولي الاتحاد رغم تصريحاته بأنه كان يتمنى أن يرفع علم مصر.
وأوضح أبو سعدة  أنه قرر الاعتزال بعدما عانى بنفسه من إهمال مادي وطبي وفني من جانب الاتحاد، قائلا إنه من أسرة ميسورة ماديا، ورغم ذك قرر الاعتزال حتى يستطيع التركيز على مهنة أخرى تمكنه من الإنفاق على نفسه وأسرته.
تقدم المهندس محمد سعد الصمودي، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى وزير الشباب والرياضة بشأن تفاقم ظاهرة "لعب الرياضيين في مصر باسم دول أخرى".
وأكد محمود الصمودي، على أن هناك أزمات عدة تعيشها الرياضة في مصر، لعل يأتي على رأسها تفاقم ظاهرة "لعب الرياضيين باسم دول أخرى" بعد الحصول على جنسيتها،وهي ظاهرة تكررت كثيرًا خلال السنوات الأخيرة، كان آخرها هروب "أحمد بغداوة" لاعب المصارعة المصري أثناء مشاركته في بطولة أفريقيا بتونس الأيام الماضية، متجهًا إلى فرنسا.
وقال في طلبه، في كل مرة تقوم كل جهة بإلقاء المسؤولية على الجهة الأخرى، فالاتحادات الرياضية تلقي المسؤولية على وزارة الشباب والرياضة، ومسؤولي الوزارة يلقون بالمسؤولية على مسؤولي الاتحادات، وسط كل ذلك اتهامات تلاحق اللاعبين بالطمع وعدم الانتماء والتجنيس لصالح دول أخرى واللعب باسمها في المحافل الرياضية.
من جانبه، وجه رجل الأعمال المصري، الملياردير نجيب ساويرس، نداء إلى اللاعب الهارب، قائلا إنه سيحل مشاكله إذا عاد إلى البلاد.
وقال ساويرس في تغريدة له على تويتر، إنه مستعد لحل مشاكل بغدودة، وإن بلده بحاجته، دون أن يقدم أي تفاصيل عن العرض.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7