مناورة عسكرية لحزب ال له.. إسرائيل تُحصي أعقاب السجائر قبل أعداد الصواريخ

زينة أرزوني – بيروت

2023.05.19 - 09:21
Facebook Share
طباعة

ما سر المناورة العسكرية الحية التي يتحضر حزب ال له لتنفيذها أمام عدسات الصحافة الاجنبية والعربية والمحلية؟ سؤال يؤرق الداخل قبل الخارج منذ لحظة اعلان الحزب عن تحضيره لهذه المناورة، في 21 من الشهر الحالي، مع اقتراب ذكرى المقاومة والتحرير.

 

اللافت بحسب المراقبين انها المرة الاولى التي يقوم بها الحزب بالاعلان عن مناورة عسكرية، غالباً ما تتم مثل هكذا إستعدادات وتدريبات بعيدة عن الانظار، وعن "حشرية" الصحافة، التي غالباً ما تحاول انتزاع لو معلومة صغيرة او أدق تفصيل يمكن ان يمر مرور الكرام في أذهان المقاتلين، ويشير المراقبون الى انها المرة الاولى التي سيُفتح الباب امام الصحافة والرأي العام لمشاهدة مناورة بالذخيرة الحية للمجاهدين في الحزب، مؤكدين ان الغاية منها ليس الاستعراض او إظهار فائق القوة، وليس رداً على المناورة العسكرية التي يجريها الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان، او في قبرص، حيث ان الحزب ليس معنياً بالرد على المناورات التي يجريها الاحتلال كل شهر تقريباً، فالمناورة بحسب المراقبين تقع ضمن اطار الحرب النفسية التي بات الحزب ضليعًا فيها للتأثير على الاسرائيليين، ورسالة مفادها ان الردع الاسرائيلي يتآكل وان قوة المقاومة تتضاعف، خصوصاً انه سيتم الكشف خلال المناورة عن أسلحة جديدة وصواريخ متطورة.

 

كما ستشهد المناورة الضخمة، بحسب المنظمين لجولة الاعلاميين، مفاجات لجهة القوات التي ستشارك فيها وهي من فرق النخبة في حزب ال له المدربة على الاقتحامات وربما من بينها منطقة الجليل.

 

اما الغداء الذي سيكون في ضيافة المجاهدين، فقد كشف المنظمون ان المقاومين هم الذين سيقومون بتحضير الطعام بأنفسهم لمشاركته مع الحاضرين وليتعرفوا على نوعية الطعام الذي يتناولونه، "فليتعرف الاسرائيلي على نوعية الطعام الذي يتناوله المجاهد علّه بذلك يكتشف سراً خطيراً"، بهذه العبارة يتهكّم أحد المنظمين للجولة الاعلامية، لافتاً الى ان العدو الاسرائيلي بات يعد أعقاب السجائر وعلب الدخان التي يتم شراؤها من المحلات القريبة من المكان الذي يتم التحضير فيه للمناورة قبل ان يبدأ بإحصاء أعداد الذخائر والصواريخ التي ستُستخدم فيها، مشيراً الى ان العدو يحاول معرفة ولو تفصيل صغير عن عدد المشاركين في المناورة، لافتاً الى ان مجرد الاعلان عنها اثار الرعب في نفوس جنود الاحتلال والمستوطنين، كيف الحال إذاً مع العروض التي ستُبث على الهواء.

 

ويستذكر منظمو الجولة الاعلامية، كيف ان مقطع فيديو نشره الإعلام الحربي في الحزب قبل اشهر لمقاومين يتدربون على اقتحام المستوطنات الإسرائيلية، واختراق الجدار الإسمنتي الذي بناه الاحتلال على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، أخذ حيزاً كبيراُ في وسائل إعلام العدو.

 

وأشار حينها أليئور ليفي، معلق الشؤون الفلسطينية في قناة "كان" وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تغريدة له إلى أنّ "حزب ال له، يوثّق فيه مناورة تحاكي لحظة اقتحام مقاتليه شمالي إسرائيل، وتدمير آليات عسكرية ودبابة ومدرعات"، فيما قال روعي كايس، معلق الشؤون العربية في قناة "كان" الإسرائيلية، أنّ "هذه المحاكاة في إطار الحرب النفسية.. ونحن نستطيع أن نرى كيف يحاكي عناصر الحزب إطلاق النار على نجمة داوود. هذه هي الأجواء هناك".

 

ويشير مراقبون الى ان الحرب النفسية التي بدأها الحزب في التسعينات ضد العدو الاسرائيلي من خلال تصوير العمليات، كان له تأثير عالِ جداً في استزاف العدو نفسياً ومعنوياً، ويكفي أن نذكر التأثير البالغ الذي أحدثته "حركة الأمّهات الأربع" في الضغط على رئيس حكومة الاحتلال، إيهودا باراك، من أجل تسريع قرار الانسحاب من جنوب لبنان، على خلفية حادثة اصطدام المروحيتين الإسرائيليتين الشهيرة، في منطقة الجليل قرب الحدود مع لبنان، في الرابع من شباط من العام 1997، وسقوط عشرات الضّباط والجنود الإسرائيليين حينها.

 

اضافة الى نشر فيديو "كمين أنصارية" في أيلول 1997، حيث تمكّن الحزب من الإيقاع بقوّة من الكوماندوس الإسرائيلي تسلّلت إلى قرية أنصارية الساحلية من البحر، ما أدّى إلى سقوط نحو 15 ضابطاً وجندياً من قوات الاحتلال، الأمر الذي تردّدت أصداؤه بقوّة داخل إسرائيل آنذاك.

 

الحرب النفسية التي تفوق فيها الحزب على اسرائيل باعتراف قاداتها وجنرالاتها، تفتتح مع المناورة العسكرية نهار الاحد فصلاً جديداً، بحسب المتابعين، والرسائل المشفرة من تلك المناورة ستخترق أذهان المستوطنين وقادة الاحتلال الذين بدأوا بالرصد والتحليل لفك شيفرات المناورة العسكرية الحية التي أُعلن عنها في هذا التوقيت بالذات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6