تحالف سيادي يهدد سوق الأدوية في مصر
أعلن صندوق مصر السيادي وشركة بي إنفستمنتس القابضة الدخول في شراكة في مجموعة صيدليات العزبي( أكبر سلسلة صيدليات في مصر في كيان جديد، الأمر الذي أثار الجدل ورفضة عدد من الصيادلة لما له من تأثير سلبي على سوق الأدوية في مصر.
وأطلق صندوق مصر السيادي من خلال صندوقه الفرعي للخدمات الصحية والصناعات الدوائية خلال الأيام القليلة الماضية، شركة إي زد إنترنناشيونال بالشراكة مع شركة بي إنفستمنتس القابضة ومجموعة صيدليات العزبي، لتقديم خدمات لوجستية وإدارية للمؤسسات الصيدلية وكذلك خدمات توزيع وتجارة الأدوية.
وتأتي هذه الشراكة بعد أشهر من إعلان الدولة عن وثيقة ملكية الدولة، والتي تستهدف بها الحكومة المصرية تعميق استثماراتها في قطاع الصحة، تحديدًا المستشفيات والمعامل ومراكز الرعاية الصحية. أما بالنسبة للدواء، فخطة الحكومة كانت ضخ استثمارات «ضخمة لا يُقبل عليها القطاع الخاص» لتصنيع اللقاحات وتوفير الكيماويات الخام، وصناعات الأجهزة والمستلزمات الطبية، دون أي إشارة إلى قطاع الصيدليات.
بدوره يرى مدير علاقات المستثمرين بشركة بي إنفستمنتس القابضة عمر اللبان، إن الهدف من هذه الشراكة هو زيادة عدد الصيدليات المملوكة للشركة داخل وخارج القاهرة الكبرى.
وستكون نسبة مشاركة إي زد إنترنناشيونال 49% وصيدليات العزبي 51%، كما سيتم زيادة عدد الصيدليات التابعة من 300 إلى نحو 600 صيدلية في المرحلة الأولى- بحسب تصريحات رئيس مجموعة العزبي، أحمد العزبي.
من جهتها اعتبرت الأمينة العامة لنقابة صيادلة المنيا، أمل كمال، في بوست على فيسبوك، أن هذه الصفقة تهدد 300 ألف صيدليًا وتساءلت عن "المستقبل الذي أصبح غير معلوم ومخيف لمن يمتلك صيدلية الآن أو لمن يفكر في فتح صيدلية في ظل هذه الظروف".
وأضافت أنهم مع الدولة في تنمية الاستثمار وزيادة الناتج القومي بشكل عام والقطاع الدوائى بشكل خاص، ولكن "من الأولى أن تستثمر الدولة أموالها فى قطاع إنتاج الخامات الدوائية حتى لا نظل فريسة احتكار مثل هذه الخامات لبعض الدول القليلة جدًا على مستوى العالم، وحتى نتمكن فعليًا من امتلاك صناعة دوائية متكاملة".
كما طالبت كمال شباب الصيادلة بالدخول في شراكة في كيان واحد يضم عدة صيدليات لأنه "غير كده الصيدليات الفردية ملهاش أي مستقبل ولن تستطيع المنافسة أو الصمود بهذا الشكل".
في المقابل يرى عضو مجلس إدارة النقابة العامة للصيادلة أحمد فاروق، إنه كان من الأولى على الدولة أن تدعم كياناتها من خلال الشركة المصرية لتجارة الأدوية التي تمتلك سلاسل صيدليات.
وأضاف أن أي كيان يقوم على الاحتكار فهو يضر بجموع الصيادلة، معتبرًا ذلك "هجمة شرسة على أكثر من 80 ألف صيدلية متوسطة وصغيرة في مصر".
الجدير بالذكر أن العزبي وأحد مالكي سلاسل صيدليات شُطبا نهائيًا من جداول الصيادلة في وزارة الصحة، في 2019، وسقطت عضويتهما في نقابة الصيادلة بعد عدة أحكام قضائية أثبتت مخالفتهما لقانون الصيادلة، بفتح وإدارة أكثر من صيدلية عبر شراء أسماء تجارية لصيادلة آخرين عوقبوا بدورهم بالإيقاف عن مزاولة المهنة لمدة سنة.
من جانبه، قال رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، علي عوف، في تصريح صحفي، إن وضع صيدليات العزبي في الوقت الراهن «قانوني 100%، إذ أن الحكومة المصرية لا تدخل في شراكات مع جهات غير قانونية».
وأضاف عوف: «الصيدليات موجودة باسم أصحابها. العزبي فقط يدير الصيدليات دي، ولا يملكها، وهو ما لا يمنعه القانون؛ بالتالي، وضعهم حاليًا قانوني. وحتى شطب عضوية العزبي من النقابة لا يؤثر سوى على الصيدليتين اللتين يملكهما، ولا يؤثر على باقي الصيدليات الخاضعة لإدارته».
شركة «بي انفستمنتس» هي صندوق استثمار، تأسس في 2005، وأدرج في البورصة في 2015، ويتوزع هيكل ملكيته بين أفراد ومؤسسات من بينها: سميح ساويرس، وبنك الاستثمار الأوروبي، وهيئة الأوقاف، وشركة ريمكو للاستثمارات.
فيما يبلغ رأس مال شركة إي زد إنترنناشيونال 1.2 مليار جنيه، على أن يستثمر الصندوق السيادي وبي إنفستمنتس 500 مليون جنيه خلال العامين المقبلين لتمويل التوسعات المرتقبة.
وتتخطى قيمة تجارة الأدوية والمكملات الغذائية في مصر حاليًا 130 مليار جنيه وبالتالي تعتبر فرصة استثمارية جيدة، بحسب البيان الصادر عن الصندوق السيادي.
