"تحـ ـرير الشـ ـام" تسمح للتجار باستغلال الأهالي في ادلب

اعداد سامر الخطيب

2023.02.23 - 12:38
Facebook Share
طباعة

تزامنت أحداث الزلزال المدمّر في 6 شباط الجاري وما تلاه من تشرد لآلاف العائلات في مناطق إدلب وريفها وخروجها من منازلها المتضررة خشية انهيارها، مع استغلال كبير لبعض تجار الأزمات وضعاف النفوس في المنطقة الذين بدأوا برفع إيجارات المنازل الأرضية والخيام بهدف كسب المزيد من الأموال على حساب المعاناة الكبيرة التي تعيشها المنطقة، بعلم "حكومة الانقاذ" التابعة لهيئة "تحـ ـرير الشام" الارهابية.


ووفقاً للمعلومات، فإن الكثير ممن كانوا يقطنون في منازل طابقية ضمن مدينة إدلب ومدن وبلدات عديدة مثل سلقين و أرمناز وكفرتخاريم وجسر الشغور والدانا وسرمدا وغيرها بدأوا بالبحث عن منازل أرضية والانتقال إليها باعتبارها تعد أكثر أماناً عند حدوث الزلازل، مما زاد من أسعار إيجاراتها الشهرية لحد كبير.


وتراوحت إيجارات المنازل ما بين 75 و200 وذلك بحسب موقع المنزل إذ تعد مدينة إدلب من أكثر المدن ارتفاعاً تليها سرمدا والدانا، حيث زادت إيجارات المنازل نحو 50 دولاراً عما كانت عليه ما قبل وقوع الزلزال.


ومن ناحية أخرى ارتفعت أسعار الخيام التي بدأ البعض يلجأ إليها ممن لم تتوفر له خيمة مجانية من المنظمات أو في المخيمات، حيث وصل سعرها بشكل متوسط 130 دولار أمريكي بسبب لجوء الكثير للسكن الدائم أو المؤقت في الخيام نتيجة الزلزال المدمّر وما عقبه من هزات ارتدادية إضافة للزلزال الجديد الذي وقع مساء 20 شباط الجاري.


ونشط تجار الأزمات عبر مواقع التواصل الإجتماعي عبر نشر دعايات عن المنازل التي تتوفر لديهم كما بدأ البعض ممن يعملون في تصنيع وتركيب الخيام بنشرها أيضاً لاسيما عبر “فيسيوك” لجذب زبائن لهم وكسب الأموال على حساب معاناة المشردين رغم كل ما حدث من كارثة إنسانية لم تشهدها سوريا من قبل.


ولاقت منشوراتهم موجة من الردود الغاضبة من قبل المواطنين ضمن مناطق شمال غرب سوريا واستياء واسع مطالبين بوضع حد للمتجارة بمعاناة السوريين في هذه المنطقة.


ويعاني سكان مناطق إدلب وريفها من أوضاع معيشية قاسية مستمرة منذ سنوات، من شح في فرص العمل وتدني حد أجور ورواتب العمال والموظفين وغلاء أسعار المواد الأساسية، وانتهاكات "الهيئة" اليومية وضاعفت كارثة الزلزال المأساة لحد كبير لاسيما لدى العائلات النازحة والمهجرة التي تقطن منازل بإيجارات شهرية. وسط غياب دور السلطة الرقابية عن ذلك ووضع حد لهذه التجاوزات التي تزيد من المعاناة.


وتسعى جماعة "هيئة تحـ ـرير الـ ـشام" التي تسيطر على منطقة إدلب في شمال غربي سوريا إلى إظهار أنها أصبحت حركة إسلامية معتدلة، وذلك بغرض الحصول على الدعم من السكان المحليين واعتراف أميركا وبقية دول العالم كمنظمة سياسية لا علاقة لها بالتطرف والقمع، على عكس الواقع الذي ينكشف يوماً بعد يوم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9