منصب القائم بأعمال المرشد يسطر سطراً جديداً في صفحة صراع الجماعة

2023.02.20 - 02:43
Facebook Share
طباعة

 تطوّرٌ جديدٌ طرأ على حالة الصراع التي اندلعت منذ عدة أشهر بين قيادات تنظيم الإخوان، وتحديداً بين جبهتي " لندن" و"إسطنبول"، بشأن منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم.

وكانت رسالة داخلية لمنتمين إلى " جبهة لندن" نُشرت فيما بينهم دعت إلى تدشين «مكتب إرشاد جديد» للتنظيم، الذي يقبع معظم قياداته، داخل السجون المصرية، منذ رحيل الإخوان عن السلطة عام 2013.

ووفقاً للرسالة المتداولة، أمس الأحد، دعت عناصر شبابية تنتمي إلى «جبهة لندن» قيادات الجبهة إلى تنفيذ عدة مطالب لضمان عودة التنظيم من جديد، وتجاوز الخلافات بين قياداته، خصوصاً بشأن منصب القائم بأعمال المرشد.

من بين تلك المطالب «تكوين مكتب إرشاد جديد للتنظيم يكون بتوافق من عناصر الإخوان، وإعداد لائحة جديدة لا تُجامل مجموعة على حساب أخرى وتضع حلولاً للمشاكل الداخلية للتنظيم، وحصر أموال التنظيم وتقنينها رسمياً مما لا يدَع مجالاً لإيداعها مع أفراد بعينهم».

وأثارت هذه الرسالة جدلاً داخل تنظيم «الإخوان» حول مَن أصدرها وأهدافهم، وهل هذا يُنذر بـ«جبهة جديدة سوف تتصارع على قيادة التنظيم»، الذي يتصارع على قيادته الآن 3 جبهات هي "لندن وإسطنبول والكماليين".

وقال مصدر صحفي لوكالة أنباء آسيا أن " جبهة لندن" كانت قد توافقت بشكل كبير على تعيين القيادي صلاح عبد الحق في منصب القائم بأعمال المرشد؛ لكنه تم تأجيل الإعلان رسمياً لحين الحصول على بيعة للقائم بالأعمال الجديد من الأطراف كافة".

وأوضح أن هناك صراعاً بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته الكثير من الخلافات، وذلك عقب قيام إبراهيم منير بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن» «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الـ6، ومحمود حسين من مناصبهم.

ويرى المصدر إن عدم إعلان جبهة لندن عن اسم القائم بأعمال المرشد الجديد حتى الآن قد يشير إلى وجود أزمات داخلية. مشيراً إلى أن التكهنات التي حسمت المنصب لصالح عبد الحق لم تظهر للنور حتى الآن، ويبدو أنها مؤشر على وجود صراع وانقسام بين المجموعات داخل جبهة لندن، وهذا أسفر عن الرسالة الأخيرة للمنتمين لمجموعة لندن.

وفي ديسمبر/ كانون أول الماضي، عقدت جبهة محيي الدين الزايط"جبهة لندن" عدة اجتماعات لتحديد من يخلف إبراهيم منير وأنّهم اتفقوا على بقاء الزايط في منصبه لفترة وجيزة على أن يخلفه القيادي صلاح عبد الحق باعتباره من كبار السن في مجلس شورى الجماعة، وكان أحد مسؤولي ملف التربية داخل الجماعة.

وجاء اختيار صلاح عبد الحق بعد اعتذار القياديين في جبهة لندن محمد عبد المعطي الجزار ومحمد الدسوقي لأسباب صحية، وتردد محمد البحيري في قيادة الجماعة.

وصلاح عبدالحق عضو تنظيم منذ 1965، والمتهم رقم 33 في القضية الأولى مع سيد قطب وقيادات التنظيم فيما كان لا يزال طالبا في كلية الطب جامعة عين شمس، من جيل محمد بديع المرشد العام ومحمود عزت ومحمد البحيري ومحمد عبدالمعطي الجزار.

قطبي يؤمن بـ"جاهلية المجتمع" والتغيير بالقوة المسلحة.

حكم على عبد الحق -آنذاك- بعشر سنوات سجنا قضاها، ثم سافر لسلطنة عمان في بداية مرحلة انتشار الإخوان بالخليج، ثم استقر في السعودية فترة طويلة. عرف داخل التنظيم بمحاضراته التربوية والدعوية، ولم يُعرف عنه توليه مناصب إدارية عليا في التنظيم.

هو عضو مجلس شورى الجماعة، ولم ينخرط في أي صراع على القيادة أو على الأموال.

لم يُعرف عنه رأي فقهي أو سياسي مخالف لاختيارات الجماعة، وتولى قسم التربية في تنظيم الإخوان إبان إقامته في المملكة العربية السعودية.

كما تولى أعمالا تربوية ودعوية لعناصر الإخوان، والتي يتم فيها ترسيخ مبادئ الجماعة وثوابتها. والجيل القطبي الذي ينتمي إليه عبد الحق هو جيل يؤمن بالتغيير المسلح للوصول إلى الحكم.

وتنص اللوائح الداخلية للإخوان على أنه يجب ملء المنصب الشاغر من قبل أقدم عضو حر معروف في الجماعة في عام 2017، كان ذلك العضو إبراهيم منير الذي حافظ على التنظيم الدولي بعد حظره في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن وروسيا في عام 2016.

وأثارت وفاة المرشد العام بالإنابة للإخوان المسلمين، إبراهيم منير، في نوفمبر الماضي، صراعًا داخليًا جديدًا على السلطة لا يقتصر على الطبقة العليا لقادة الجماعة، بل يمتد عبر عدة دول وفي الوقت الحالي، هناك ثلاث فصائل تكافح للسيطرة على جماعة الإخوان المسلمين.

والجدير بالذكر أن الثلاثة يعملون خارج مصر: أحدهم يقيم في بريطانيا، والآخران يعملان من إسطنبول، فهناك فصيل لندن، الذي كان يقوده منير ذات يوم، يقوده الآن محيي الدين الزايط وأحد فصائل اسطنبول بقيادة محمود حسين والثالث هو فصيل “تيار التغيير أو الكماليون” يدعي كل من الفصائل الثلاثة أنه الممثل الشرعي للإخوان وأهدافهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5