تعرف على "مثلث الحياة" للنجاة من الزلزال.. فهل هو آمن في لبنان؟

زينة أرزوني- بيروت

2023.02.18 - 03:07
Facebook Share
طباعة

 تركت الصور ومشاهد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا أثراً بالغاً عند الجميع، وخصوصاً عند اللبنانيين الذين استفاقوا على هزة ارتدادية قوية ليلة زلزال شرق المتوسط، ومع تسجيل اي هزة في الايام التي تلت عشية "الاربعين ثانية" المرعبة كان يزداد خوف سكان البلدان المجاورة لسوريا وتركيا، وعلى وجه التحديد في لبنان.

ومن هذا المنطلق باشر الجميع بالبحث عن سبل للحماية من الزلزال، وكيفية التصرف لحظة وقوع هزة، فصادفتهم ما يُعرف بنظرية "مثلث الحياة"، فما هي هذه النظرية؟، وهل هي آمنة فعلاً؟

يرى الخبراء أن "نظرية مثلث الحياة" يمكن أن تكون كلمة السر للبقاء على قيد الحياة في الزلازل المدمرة، حيث تفترض النظرية أنه خلال انهيار مبنى بسبب الزلزال، فإنّ الوزن الثقيل للأسقف والأساس الإسمنتي يسقط فوق الأثاث الموجود في المنزل، ولكنه يترك مساحة أو فراغاً بجوارها، وهذه المساحة التي تفترضها النظرية يطلق عليها اسم "مثلث الحياة".

وبحسب رئيس الإنقاذ ومدير الكوارث في فريق الإنقاذ الأميركي الدولي وخبير الأمم المتحدة في الحد من الكوارث دوغ كوب، فإنه كلما كانت قطعة الأثاث أقوى، قل ضغط السقف المنهار على الشخص، وكلما كانت مساحة الفراغ الموجودة بجانب هذه القطعة كبيرة، زاد احتمال نجاة الشخص.

وتشير النظرية الى انه أثناء الزلازل عليك الجلوس على شكل وضعية الجنين، والالتفاف على قطع الأثاث التي تنضغط تحت وطأة الانهيار، اي ما عليك سوى الجلوس بجانب جسم كبير وضخم بإمكانه أن يترك فراغاً بجانبه.

ورغم أنه ليس واضحا أين نشأت هذه النظرية، فإنها كانت منتشرة في تركيا بشدة في بداية الألفينيات، في أعقاب الزلازل، ويزعم الناس أنهم وجدوا فجوات تركها الأثاث الثقيل وهي تشبه شكل المثلث.

في المقابل، يؤكد خبراء أن المباني تُبنى بشكل مختلف، فلا توجد نظرية واحدة هي الأفضل للبقاء آمنا أثناء الزلزال، في الولايات المتحدة مثلًا، لا يُوصى بنظرية مثلث الحياة لأن تقنيات البناء تجعل المباني أقل عرضة للانهيار، وفي تلك الحالة فالخطر الأكبر هو سقوط الأشياء الضخمة مثل المصابيح أو بعض قطع البناء.

ففي مثل هذه المباني يُنصح الناس بنظرية "الانحناء والاختباء" تحت قطعة أثات كبيرة لحماية أنفسهم من خطر التعرض لوقوع شيء عليهم.

ويشير الخبراء الى أن الممارسة الأفضل هي الحد من مخاطر سقوط الأشياء وذلك بالاستعداد المسبق بتأمين القطع غير الثابتة، وبينما من المحتمل أن نجد مساحات فارغة في أثناء انهيار المباني قرب قطع الأثاث الكبيرة، فإن هذه النظرية غير موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها لأنها قد تشكل خطراً.

وفي بلد مثل لبنان، قائم على فوالق زلزالية، ومُعرض بين لحظة واخرى لخطر الهزات القوية، يفتقر شعبه إلى الثقافة التوعوية للتدريب على مواجهة الأخطار، فلا نجد حصصاً توعوية عن ذلك في المدارس ولا حتى في الجامعات، كما ان ما من عائلة إستأجرت منزلاً او إشترته قبل هذه الفترة وبحثت في اوراق وشروط البناء ان كان خاضعاً لقرار البناء وفق السلامة العامة وخصوصا من خطر الزلازل، من هنا يؤكد الخبراء على ضرورة تعزيز مفهوم الوقاية والتوعية خصوصاً في ظل الأزمات التي يمرّ بها البلد والتي تؤثر على الاستجابة في مثل هذه الظروف والتي قد لا تكون فعّالة بما يكفي. كما يجب التركيز على واقع الأبنية وإجراء المسوحات اللازمة وتطبيق قانون السلامة العامة الصادر في عام 2012.

ومن هذا المنطلق، يؤكد الخبراء في لبنان ان نظرية "مثلث الحياة" او اي طريقة اخرى للاختباء من شأنها ان تقلل من خطر الاصابة في حال حدوث زلزال او هزة قوية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10