"محامي الشيطان".. هل ماله حلال؟

يانا العلي-سورية

2023.02.17 - 06:43
Facebook Share
طباعة

 المواقف هي الأجدر في تحليل وشرح المعاني. ومنها المصطلحات أوالمسميات الغريبة، منها "محامي الشيطان" فربما أروقة المحاكم والتجارب المجتمعية  تأخذ النصيب الأكبر لشرح المعنى الحقيقي لهذه التسمية. 

تاريخياً كما هو متداول، الشخص الذي كان يُسمى " محامي الشيطان".. هو المحامي الكنسي الذي تُطلب خدمته خلال دعاوى التقديس! فلكي تتم الموافقة على مُرشّح لرفعه قديس على مذابح الكنيسة الكاثوليكية،هناك عملية تقنين رسمية صارمة. في هذه العملية، يُعيّن طرفان: يتولّى طرف واحد مسؤولية الدفاع عن المرشّح والآخر يقوم بدور المجادل. وظيفته عرض رأي تشكيكي بحثاً عن أخطاء أو ثغرات في الأدلة أو التشكيك بالمعجزات المنسوبة للمرشّح. وهذا المحامي يعينه الكنسي الرسولي للمعارضة على تقديسه. الاسم الشائع للموظف هو «محامي الشيطان» . وفي المقابل هناك يوجد محامي الله.  أول ذكر لشخصٍ يقوم بمهمة الجدال ضد مرشح نجدهُ في دعوة تقديس القديس لورانس جستنيان، خلال بابويه البابا ليو العاشر.

أما حديثاً فكم ازداد عدد محامي الشياطين وبات الدفاع عن الظالم مكسب عظيم، لما يُضخُ فيه من أموال ورشاوي تملأ الجيوب. فمن أسباب انتشار الفساد والجرائم في المجتمعات ومما شجّع على تَجَّرُؤ البعض على ارتكاب المحظورات ، هو ظن هؤلاء المجرمين أنهم قادرون على الإفلات من يد القانون ، والسبب في زعمهم هو وجود فئة من المحامين مستعدون للدفاع عنهم بأي وسيلة ، ما دامت أتعابهم لن تضيع سُدىً ، فيظن المجرم أن لديه سداً منيعاً بينه وبين العقاب لوجود محامٍ ممتاز قادر على قلب الحقائق – في زعمه – وإدانة المعتدى عليه .وللحديث عن هذا الجانب كان لوكالة أنباء آسيا لقاء مع المحامي غسان حسن فقال :"يقطع المناقشون أشواطاً أطول مقارنةً بالجميع، في سعيهم لتسخير قدراتهم الطبيعية – فاستقلالهم الفكري ورؤيتهم الحرة يكونان قَيّمين للغاية عندما يكونوا في موقع المسؤولية، أو على الأقل عندما ينالوا اهتمام من هم كذلك، غير أن الوصول إلى موقع المسؤولية يتطلب قدراً من المتابعة ومواصلة العمل وهو أمر يشق على أُناس يتسمون بنوع شخصية المناقش. وبمجرد أن تطأ أقدام المناقشين هذه المكانة، عليهم أن يتذكروا أنه حتى تؤتي أفكارهم ثمارها، سيعتمدون دائماً على الآخرين في تجميع الصورة الكاملة – فإذا كانوا قد استثمروا أكثر أوقاتهم في "حسم" النقاشات بدلاً من بناء إجماع حولها، سيفتقر العديد منهم ببساطة إلى الدعم اللازم للنجاح. بإتقان الأشخاص المتمتعين بهذا النوع من الشخصية دور محامي الشيطان."

أما من وجهة نظر مختلفة كتب المحامي فراس عيسى:"العديد من الاستشارات القانونية اليومية، سواء  أكانت الكترونية، أم واقعية، التي بفضل الله لا أعجز عن إجابتها، أو إيجاد مسلكها الصحيح، إلا أنه يتردد السؤال الأكثر تداول، والاكثر توجيه لي بشكل شخصي، أن المحامي ماله حرام، أعماله محرمة، يدافع عن الظالم، وينصر الظالم على المظلوم، والمعتدِ على صاحب الحق، وهذه أحد المفاهيم الخاطئة عن مهنتي القانونية، ( انا لست بمفتي، ولا اشرع ولا امنع شرعاً )، ولكن مهنة المحامي هي ليست نصرة الظالم على المظلوم ولا تبرئة القاتل او المغتصب او السارق أو الزاني أو.....إلخ،

فلا المحامي الذي يبرء ولا المحامي الذي يدين، هذه من مهام القاضي، ولكن مهنة المحامي هي السعي وراء العدالة القضائية في محاكمة الجاني، او المخالف للقانون وفقاً للقانون، بمعنى أن دور المحامي هو  متابعة محاكمة الشخص وفقاً للقانون ومراقبة محاكمته بدون تغول او تجبر عليه بخارج القانون، لكي يتم محاكمته بالشكل الصحيح القانوني بدون قيام صاحب سلطة بإعطائه حكم أكبر أو أعظم من ما يستحقه وفقاً للقانون "

أما عن الخصال الحميدة مثل من ينصر الحق والعدل و الكثير غيرها من الصفات التي يجب أن يتحلى المحامي بها، فمنشأها من التربية المنزلية..فالأسرة هي اللبنة الأساسية للفرد، وقضية العدل تنبع من الأسرة اولاً.. فمحامي الشيطان من المُرجح أن يكون لديه ميول الشر منذ نشوءه ضمن الأسرة.. لذا من المُهم جداً أن يُعاد النظر في شروط القبول الجامعي لمن يرغب في دراسة الحقوق. خصوصاً ممن لديهم سوابق في السلوك الاجتماعي المسيء ممن بادر في الأذى وألحق الضرر لمن حولهم. فحتماً محامي الشيطان سيظهر عند التخرج.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 3