أغرب حالات الإدمان في مرحلة المراهقة

يانا العلي-سورية خاص وكالة أنباء آسيا

2023.02.17 - 09:45
Facebook Share
طباعة

المراهق كما الشخص المزاجي كلاهما يصعب التعامل معه. فالأمر يتطلب الحذر الشديد مثل "البالع الموس على الحَدّين" .فالإنسان في هذه المرحلة يُعاني من مُتغيرات واضطرابات هو ذاته غير قادرٍ على السيطرةِ عليها.

 

معظم الأشخاص الذين عانوا من الإدمان، كانت بداية إدمانهم في مرحلة المراهقة. ومن هنا تبدو أهمية هذه المرحلة كفترةٍ يُعتبر خلالها الإنسان مُعرضاً للإدمان أكثر من غيرها.


ليس بالضرورة أن يكون الإدمان كما اعتدنا عليه من خلال العقاقير أو المشروبات فربما يكون إدمان أشخاص، أو إدمان على سلوك ما وربما إدمان رياضة غريبة.


فالإدمان يعني الاستسلام الجسدي والنفسي لعادة أو نشاط معين، بحيث يصبح العيش متوقفاً عليها عضوياً ونفسياً ويصعب تركها، مثل حالة الإدمان على الحب تماماً التي تجعل مخ الإنسان غارقاً في الموصلات العصبية المسببة للنشوةِ و السعادةِ مثل الدوبامين و السيروتونين والأوكسيتوسين. ما يجعل الحب متكافئًا مع كافة أنواع المخدرات القابلة للإدمان، و حالة الإنفصال تشبهُ تماماً حالة الإنسحاب الجسماني في حال امتناع المدمن عن المُخدر الذي يتعاطاه ما يجعله في عرضة شديدة للإكتئاب و الذي قد يؤدي في بعض الحالات للإنتحار.



أضف نوعاً جديداً من الإدمان ربما لم يُحتكر لعمرٍ محدد.. فهذا النوع من الإدمان طالَ جميع الشرائح العُمرية " من الكبير للصغير حتى المقمط بالسرير" هو إدمان الهواتف الذكية. حتى بات كأنه عضو من أعضاء الجسد والأخطر من ذلك أن لا يوجد حتى محاولات لعلاجه.

 

وللحديث عن الواقع الحقيقي لأنواع غريبة حدثت بالفعل كان لوكالة أنباء آسيا لقاء مع الاستشارية النفسية الاجتماعية الأستاذة لايا الموعي فقالت :"يوجد أنواع غريبة من الإدمان أو الهوس... حيث مؤخراً تم معاينة العديد من الحالات لأعمار متقاربة 14-16-17-19 عاماً، أي جميعهم في مرحلة المراهقة.


الإدمان الأغرب كان إدمان المعرفة النظرية لعلم النفس والأمراض النفسية..فهناك العديد من الأسباب أهمها أن الأمراض النفسية تصيب العباقرة. فمثلاً.. إحدى الحالات أخبرتني :" أنا شخص أحب الأمراض النفسية وقارىء مُتمكن جداً و لدّي ثقافة عالية في جميع الأمراض تقريباً." لدرجة أنه يُحب أن يُصاب بهذه الأمراض.. وبالفعل حدث ذلك

 

شدة هذا التعلق ناتج بالدرجة الأولى عن التصوير الإعلامي للأمراض النفسية والأفلام و المسلسلات والروايات. حيث تُظهر المرض النفسي، بشكلٍ رومانسي مليء بالغموضِ والجاذبية.


فأغلب المراهقون الذين يشاهدون هذه الحالات يُسقطون ما يرونه بالفعل من أعراض على أنفسهم. لكن واقعياً لايوجد شيء من هذا.. وللأسف، في بعض الحالات تتطور ليصيب الشخص بالفعل بالمرض النفسي. "

 

وأضافت الموعي أن :" نُميز في علم النفس، أن دراساتٍ جديدةٍ تقول : أن تَوهم المرض أو التظاهُر بهِ يؤدي إلى ما يُعرف النبوءة المحققة ذاتياً.


ومع تتطور هذه الحالة التي تبدأ بالفضول، ثم تصبح في مرحلةٍ ثانية مُنظمةٍ ثُم خَطِرة، وفي النهايةِ تُصبح مرضاً بالفعل.


هذا المرض الذي يؤدي إلى انعدام قدرةِ الشخص على التحكم في نفسهِ. بالإضافة إلى تغيّرات سلوكية واجتماعية وصحية وعاطفية سلوكية مع ارتفاع بمستوى الحزن والاكتئاب وردود الأفعال الشديدة على القلق والسلوكيات الحياتية.


في النهاية الإدمان هو خلل مُزمن في نظام الدماغ يتضمن المكافأة والحوافز، والذاكرة عبارة عن الطريقة التي يتوق بها الجسم لمادة معينة أو سلوك محدد خاصة إذا كان بسبب الشعور المُلّح أو الهوس ل لمكافأة ما او عدم الوعي او الاهتمام بأي عواقب.

 

يؤثر الإدمان على عمل الجسم والدماغ، ويترتب عليه أضرار ومشاكل وخيمة تصيب العائلات، والعلاقات الاجتماعية، وأماكن العمل والدراسة.والعمل على صقل الإرادة القوية حتماً يساعد على تجاوز أخطر إدمان ربما لم يُكتشف بعد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2