جبهة الـ ــنـ ـصـ ـر ة: جرافات الانقاذ لمن يدفع أكثر!
خاص وكالة اسيا
في مكان إقامته الكائن في إحدى بلدات لبنان، يجلس (ب.غ) ابن بلدة سلقين في ريف ادلب الشمالي متقبلاً التعازي بوالدته وشقيقيه الذين فقدهم في الزلزال الذي ضرب شمال سوريا قبل اسبوع ونصف، حيث إنهار المبنى الذي تملكه العائلة ودفنت معه ارواح عدد من افراد عائلته الذين لم يتمكن من رؤيتهم منذ اندلاع الحرب في سوريا، وبعد سيطرة فصائل مسلحة على بلدة سلقين التي تخضع لسيطرة ج ب ه ة ال ن ص ر ة بإسمها المستحدث "ه ي ئ ة ت ح ر ي ر الشام".
يتحدث ب.غ ودموع الحسرة تسبقه على وجنتيه اثناء تعبيره عن خسارته التي لا تعوض، فهو سبق وان فقد والده منذ اشهر قليلة، والحسرة لا تزال في قلبه لانه لم يتمكن من لقائه بظل سيطرة المسلحين على بلدة سلقين اسوة بباقي بلدات ريف إدلب الشمالي.
اما عن مأساته الحالية فيتحدث ب.غ سائلا بغضب "اين الرحمة وهل هي موجودة أصلا لدى هؤلاء المسلحين؟ بعد ان عمدوا الى مصادرة "التراكسات" (الات الحفر) التي يملكها احد افراد عائلته ومنعوهم من التنقيب عن ذويهم، لانهم قبضوا المال من احدى العائلات من اجل القيام بالتنقيب عن افراد من اسرتهم، ما ادى بحسب (ب.غ) الى فقدان شقيقيه ووالدته لحياتهم، حيث كانت فرص نجاتهم ممكنة لو تم انقاذهم في الساعات الاولى لوقوع الزلزال، لكن المهمة باتت مستحيلة بعدما صادر مسلحو "الهيئة" التراكسات ونقلوها الى مكان اخر للقيام باعمال التنقيب.
لكن معاناة (ب.غ) المفجوع وفقدان ثلاثة من افراد العائلة لا تتوقف عند هذا الحد، بل استكملت بعدما تم انتشال جثة والدته وشقيقية وعندما ذهب افراد العائلة لدفنهم في مقبرة في أرض تقع ضمن املاك عائلته تم منعهم من قبل المسلحين مجددا الذين طلبوا منهم دفع خوة مالية بحدود (١٠٠ دولار عن كل ضريح) مقابل السماح لهم بدفن ذويهم، ورغم ان الارض تعود ملكيتها للعائلة لم يجد افرادها مفرا من دفع المال حتى يتم السماح لهم بدفن الضحايا الذين لم تشفع لهم وفاتهم بسبب الزلزال، من دفع الخوة لمسلحي الن ص ر ة الذين باتوا يعرفون به ي ئ ة ت ح ر ي ر الشام، فبات هؤلاء يقتلون مرتين، الأولى بسبب الزلزال والثانية بسبب جشع وسطوة مسلحي الن ص ر ة الذين يمنعون وصول المساعدات والوقود او الدواء من مناطق سيطرة الحكومة السورية الى المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال شرق سوريا.
