معاناة أهالي الحسكة بعد قطع المعارضة المياه عنهم

اعداد سامر الخطيب

2023.02.01 - 01:22
Facebook Share
طباعة

يستمر انقطاع مياه محطة علوك عن مدينة الحسكة وبلدة تل تمر منذ 6 أشهر، وهي محطة تقع في منطقة رأس العين الواقعة تحت سيطرة فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، وكانت تغذي مايقارب مليون و200 ألف مواطن، مما دفع الأهالي إلى شراء المياه عبر الصهاريج و مياه الآبار المنزلية لتغطية احتياجاتهم، حيث يصل سعر 5 براميل لنحو 10 آلاف ليرة سورية.


وتقدم بدورها الحكومة السورية و “الإدارة الذاتية” كميات من المياه عبر صهاريج للأهالي إلا أنها لا تسد احتياجاتهم، كما تعمل على تنفيذ مشروع استجرار المياه للحسكة من ريف مدينة عامودا بمسافة 62 كم ويعتبر مشروع جر المياه إلى الحسكة من عامودا هو الثالث الذي ستنفذه الإدارة الذاتية كبدائل عن محطة علوك.


ونظراً لعدم الاكتفاء بشكل كامل فقد لجأ بعض الأشخاص منهم لإطلاق مبادرة محلية لجمع تبرعات من مغتربين خارج سوريا لشراء المياه عبر الصهاريج وتوزيعها على العوائل التي تعجز عن تحمل تكاليف شراء المياه.


وتمكن القائمون على هذه المبادرة من جمع مبلغ وصل لنحو 15 مليون ليرة سورية من المتبرعين، وقد تم شراء كميات من المياه عبر الصهاريج وتوزيعها على الأحياء والعوائل الأكثر حاجة في المنطقة.


وسبق أن اتهمت ” الإدارة الذاتية” القوات التركية باستخدام محطة علوك في إطار الحرب الممارسة ضد مناطق شمال شرق سوريا، بهدف تفريغ المنطقة من سكانها والقضاء على مشروع “الإدارة الذاتية”، مؤكدة استعدادها لتغطية وتغذية المحطة بالكهرباء، ولكن الجانب التركي لم يلتزم بالاتفاقية واستمر بقطع المياه عن مدينة الحسكة وريفها.


تعتبر المحطة من المشاريع الثانوية وليست الرئيسية في تأمين مياه الشرب لمدينة الحسكة مركز المحافظة حيث بدأ التفكير بشكل جدي بإنشائها عند بدء التنبؤ بأن السدود المائية في محيط مدينة الحسكة بدأت بالنفاذ، ولم تعد تلبي كافة احتياجات المدينة مع التوسع السكاني فيها.


وانطلق إنشاء مشروع آبار محطة علوك ( والتي سميت نسبة للقرية التي حفرت بها الآبار) حيث تم في البداية حفر /30/ بئراً فيها عام 2010 م ،بعدها تم تنفيذ الأعمال المدنية والميكانيكية والكهربائية وخط الجر الرئيسي قطر 1200مم والانتهاء منها بتاريخ 6-6-2011م .


وتم استثمار المحطة ودخولها العمل الفعلي في شهر تموز عام 2013م مع الانخفاض الشديد جداً في مياه بحيرة سد البعث (الغربي) التي كانت مصدر مياه الشرب لمدينة الحسكة من محطة الحمة.


وفي عام 2018م تم حفر أربعة آبار احتياطية داخل تصوينة المحطة ليصبح عدد الآبار الكلي /34/ بئراً، حيث تصل غزارة كل بئر من الآبار 34 بحدود 200م3/سا وتم ربطها بخطوط تجميع تصب في خزان ارضي رئيسي داخل محطة مياه علوك السعة التخزينية 10 ألاف م3.


وتضخ المياه من الخزان الأراضي في علوك بواسطة مضخات أفقية عددها /12/ مضخة غزارة كل واحدة منها 750م3/سا إلى خط الجر الرئيسي قطر 1200م وبطول 67كم إلى خزانات التجميع في محطة الحمة القريبة من مدينة الحسكة والتي سعتها 30 ألف م3، ومنها يتم توزيع المياه إلى أحياء مدينة الحسكة.


ويوجد في المحطة مجموعات توليد كهربائية عدد 4 منها 2 استطاعة 880ك.ف.أ ،وواحدة استطاعة 1500 ك.ف.أ ، والأخيرة استطاعة 1650 ك.ف.أ وهي بحاجة لصيانة حالية ودورية والى كميات كبيرة من المازوت.


وتصل إنتاجية المحطة التصحيحية 1،6م3/ثا منها 0،2م3/ثا لبلدة تل تمر و1،4م3/ثا لمدينة الحسكة ، والتي تغذي ما يقارب مليون مدني في مدينة الحسكة و بلدة تل تمر و القرى المحيطة و الريف الغربي من المحافظة.


وتكرّرت مشكلة انقطاع المياه من محطة علوك، والتعديات على خطوط الجر والكهرباء الواصلة من المحطة، نحو 30 مرة منذ سيطرة الجيش التركي والفصائل الموالية له مدينة رأس العين وأريافها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.


ودأبت الحكومة السورية على توجيه نداءات للمنظمات الدولية لوقف التعديات على المحطة، وتحييدها عن الصراعات السياسية والعسكرية، واعتبار قطع المياه عن اكثر من مليون مواطن يعتمدون على المياه الواردة من المحطة كمصدر وحيد لمياه الشرب جريمة حرب موصوفة.


ونجحت في كل مرة الجهود الحكومية الروسية المشتركة في إزالة التعديات عن المحطة وإعادتها إلى الخدمة، لكن يبدو أن هذه المرة تختلف عن سابقاتها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5