مهلة الـ 180 يوما قبل قانون الكبتاغون.. هوامش لحراك روسي

سفيان درويش

2023.01.16 - 08:31
Facebook Share
طباعة

تعد مهلة الـ 180 يوماً التي تسبق دخول قانون العقوبات الجديدة التي ستفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على سورية، بحجة محاربة المخدرات، الهامش الذي ستناور من خلاله الحكومة الروسية لمنع المزيد من التأثير السلبي على القطاعات الحيوية في سورية، ويمكن وصف القانون الأمريكي الجديد بـ "قانون منع الدواء"، عن الأراضي السورية، فصناعة المخدرات تتداخل علمياً مع صناعة الأدوية من حيث المواد الاولية والمعدات، ورغم تأكيد المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، على توصيف سورية من قبل المنظمات الأممية المختصة بمحاربة انتشار المخدرات على إنها ماتزال "دولة عبور"، وليست دولة تصنيع للمخدرات، إلا أن الجانب الأمريكي يذهب نحو المزيد من التصعيد الذي سبقه الكثير من التقارير الإعلامية غير المستندة لمعلومات دقيقية أو مثبتة عن وجود مصانع كبرى لتصنيع المخدرات ضمن الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، الأمر الذي وصل ببعض هذه التقارير لوصف سورية بـ "جمهورية الكبتاغون".


تصف مصادر سورية الدور الأردني في الملف على إنه دور تنفيذي لمصالح أمريكية، فالملاحظ أن المملكة التي تعد الجار الجنوبي لدمشق، زادت من الأخبار والتقارير الإعلامية التي تتحدث عن عملية تهريب المخدرات وتصنيعها في الجنوب السوري، إلا أن الحراك الروسي خلال الأشهر الماضية من خلال تسير دوريات مراقبة حتى في الطرقات الوعرة جداً جنوب شرق درعا، وجنوب السويداء وصولاً إلى آخر النقاط التي تسيطر عليها دمشق في البادية، تؤكد عدم وجود تهريب للمخدرات بالمعنى المنظم كما تكرر الأردن، فيما يقول مصدر أمني مختص بمكافحة المخدرات في سورية، أن "عمليات التهريب التي تتحدث عنها الحكومة الأردنية لا تبدو دقيقة، فمن المعروف أن أي تاجر مخدرات لا يقوم بحمل عدة أنواع أو أصناف في الحمولة الواحدة، ولا يوجد تاجر مخدرات في العالم يعمل بكل أنواع المخدرات في الوقت نفسه، وبالتالي فإن بعض عمليات الاشتباك التي يخوضها حرس الحدود الأردني تكون بإطلاق نار من جهة واحد وباتجاه عمليات تهريب البشر أحيانا، لكن الإعلان الرسمي من قبل عمان يأتي على إنه تصفيه لتجار مخدرات، والغرض دوما سياسي".


الحراك الروسي الاخير ما بين عمان ودمشق يأتي في محاولة من موسكو لاحتواء المسببات والحجج التي استندت إليها إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن لإصدار قانونها المتعلق بـ "محاربة صناعة المخدرات في سورية"، مع الإشارة هنا إلى أن القوات الأمريكية تتعامى مثلا عن تصنيع المخدرات من قبل قادة قوات سورية الديمقراطية مثل "احمد الخبيل"، الذي يقود مجلس دير الزور العسكري ويمتلك "مكبس كبتاغون"، ضمن ما يعرفه سكان مدينة الشحيل بـ "مربع أبو خولة"، في إشارة منهم إلى المنطقة المحصنة أمنياً من قبل القيادي الأكثر إشكالية في ريف دير الزور، والذي يمتلك علاقات جيدة مع قيادات حزب العمال الكردستاني من جهة، وضباط قواعد الاحتلال الامريكي في دير الزور (العمر – كونيكو)، وتشير معلومات حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، عن إن زراعة الحشيش المخدر بشكل علني من قبل "قسد"، في مناطق جنوب شرق مدينة "الشدادي"، تقع ضمن خارطة الدوريات الأمريكية التي من المفترض أنها تنفذ لملاحقة خلايا تنظيم داعش ودون أي تدخل من قوات الاحتلال أو مسائلة لشريكها شرق الفرات، فإن الحشيش يهرب بثلاث اتجاهات أساسية، الأول نحو الأراضي التركية، والثاني نحو إقليم شمال العراق، والطريق الثالث من معبر "الحمران"، الذي تسيطر عليها "حركة أحرار الشام – القطاع الشرقي"، في ريف حلب الشمالي الشرقي، وهو المعبر الذي يدار بشكل مشترك من قبل "أحرار الشام"، وجبهة النصرة التي تحصل على سُبع عائدات هذه المعبر مقابل تقديم الحماية لقائد أحرار الشام "حسن صوفان"، المرتبط بدوره بعلاقة وثيقة مع "أبو محمد الجولاني".


بالعودة للجنوب، فإن التقارير الروسية التي قدمت للحكومة الأردنية تؤكد على إن الخاصرة الرخوة في الحدود المشتركة مع سورية تقع ضمن منطقة خفض التصعيد التي تحيط بكل من مخيم الركبان وبلدة التنف التي تشهد تواجد قاعدة مشتركة للقوات الأمريكية والبريطانية، وأن عمليات تهريب المخدرات تتم من هذه الخاصرة نحو الأردن بحماية من قبل فصيل "جيش سورية الحرة"، الموالي لقوات الاحتلال الأمريكي، وإن المساعي الروسية تنصب حالياً على تفكيك "مخيم الركبان"، وإعادة سكانه إلى المناطق الأصلية التي نزحوا منها قبل العام 2015، بما يعيد سيطرة دمشق على كامل الشريط الحدودي وبالتالي زيادة في ضبط الحدود ومنع عمليات التهريب، ويسعى الروس بشكل أساسي لإقناع الأردن بأن مزاعم تهريب المخدرات التي تروجها عمان، سيقابلها في مجلس الأمن والمنظمات الأممية المختصة تقارير مدعومة بوثائق تؤكد عدم وجود معامل للمخدرات أو طرق لتهريبها بشكل منظم من الجنوب السوري نحو الأردن، إضافة إلى إعادة حكومة المملكة الهاشمية لمسار تطبيع العلاقات مع سورية والذي يبدو أن حجرات العثرة الأمريكية التي رميت في طريقه، جعلته أبطئ مما كان متوقعا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5