داعش.. تحركات علنية بتسهيل من قسد

وكالة آنباء آسيا – سفيان درويش

2023.01.16 - 07:41
Facebook Share
طباعة

اختفت مجموعات تنظيم داعش من مناطق ريف دير الزور الشمالي الشرقي بعد سلسلة من المداهمات التي شنتها "قوات سورية الديمقراطية – قسد"، في المنطقة بحثاً عن مقار التنظيم، وفيما يعمل داعش على إعادة إنتاج نفسه على الأقل إعلامياً، تقول مصادر اهلية لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن تحركات التنظيم لا تحتاج إلا لغياب الشمس لتكون بشكل شبه علني، فالأرتال أو الدوريات أو حتى "الحواجز الطيارة" التي يقيمها التنظيم المتشدد في ريف دير الزور الواقع شرق نهر الفرات لا تتعرض لأي اعتراض من قبل "قسد"، أو حتى "قوات الاحتلال الأمريكي"، ويمكن وصف الأمر بتقاسم السيطرة على المنطقة بين قسد وداعش حسب ساعات النهار، لتكون السيطرة الليلية شبه مطلقة للتنظيم على الطرقات الأساسية.


من مناطق البادية الواقعة شمال شرق ريف دير الزور والتي تتصل جغرافياً بالأراضي العراقية، تحركت مجموعة من الأرتال الصغيرة التابعة لتنظيم داعش ليل الخميس نحو مناطق مثلث البادية الذي يربط بين محافظات "دير الزور – الرقة – الحسكة"، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، فإن مجموعات التنظيم اجتازت طرقات من المفترض إنها تخضع لرقابة "قسد"، وسيطرتها، ويعد الانتشار في مناطق البادية بالاستفادة من المغر والوديان الموجودة فيها للتمركز والتحرك، هي السمة العامة لـ "داعش"، خلال المرحلة الحالية، لينفذ سلسلة من الهجمات على نقاط "قسد"، فيما تقول مصادر عشائرية خلال حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن "قسد"، وبتعليمات مباشرة من قوات الاحتلال الامريكي تسهل عبور مجموعات التنظيم الطرقات من البادية نحو نهر الفرات، لتقوم بعبوره بواسطة قوارب صغيرة لتنتقل بعدها من خلال الطرق الزراعية والرعوية القديمة نحو منطقة خفض التصعيد المحيطة بمنطقة التنف والتي تسمى (منطقة الـ 55 كم)، حيث تتمركز مجموعات التنظيم الأساسية والتي تنطلق من أطرافها الشمالية لشن هجمات على نقاط الجيش السوري جنوب غرب دير الزور، وعلى الطرقات الحيوية.


المعلومات التي حصلت عليها "آسيا"، تشير إلى أن التقديرات الاستخبارية تقدر تعدد عناصر داعش المنتشرين شمال منطقة التنف تصل لـ 1700 مقاتل، ينتشرون في مجموعات صغيرة لا يزيد تعداد أكبرها عن 100 عنصر، وفي مناطق متباعدة، ويعتمد التنظيم على شكل الهجمات السريعة والخاطفة المستفيدة من وعورة الطرقات في البادية بما يجعل من عمليات تعقبها صعبة، على إن التنظيم في مناطق البادية التي تسيطر عليها الحكومة السورية لا يذهب نحو السيطرة على أي بقعة جغرافية خارج منطقة خفض التصعيد لكونه سيكون هدفاً سهلاً للمروحيات والمقاتلات الروسية من جهة، إضافة لتعرضه لهجمات حاسمة من قبل القوات السورية التي تنفذ عمليات تشميط دورية في محيط التنف، كما إن التقديرات الأمنية السورية تؤكد أن مصدر موجات التشويش التي تستهدف أجهزة الاتصال العسكرية السورية بالتزامن مع هجمات تنظيم داعش، دائما مصدرها "قاعدة التنف"، التي تنتشر فيها قوات بريطانية وأمريكية بشكل مشترك، وبحجة قتال داعش.


بالعودة لمناطق شرق الفرات، تشكل الحدود الإدارية بين دير الزور والرقة شرق نهر الفرات هي أماكن تجمع التنظيم بشكل أساسي، خاصة على الأطراف الشمالية والغربية لكل من قريتي "أبو خشب – أم مدفع"، وانطلاقا من هذه المنطقة تتحرك مجموعات التنظيم نحو نقاط "قسد"، في محيط "الصور – رويشد"، كما إن المساحات الفاصلة بين حقلي "كونيكو – العمر"، وخاصة شمال مدينة "البصيرة"، والتي تحتوي على أرض زراعية شاسعة، تشهد تواجد "خلايا نائمة"، تابعة لـ "داعش"، تنشط خلال ساعات الليل، وضمن المدن والتجمعات السكانية الكبيرة ينتشر مجموعة مما يسمى بـ "العسس"، بمهمة جمع المعلومات ورصد تحركات قسد ومحاولات الاستدلال على الشخصيات التي تعمل استخبارياً لصالح قسد والقوات الأمريكية لرصد تحركات التنظيم، وهي أشبه بما يمكن وصفه بـ "المعركة الاستخبارية"، بين قسد والتنظيم الذي يحاول العودة إلى المنطقة والسيطرة عليها لكونه يحتاج للآبار النفطية لإعادة تمويل نفسه بشكل يسمح بإعادة إنتاجه بالصورة التي كان عليها قبل أن يخسر آخر المناطق التي كان يسيطر عليها شرق الفرات بخروجه من بلدة "باغوز فوقاني"، في آذار من العام 2019. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4