هل ينجو لبنان من مخطط التفجير الأمني المرسوم له؟

زينة أرزوني – بيروت

2023.01.14 - 08:24
Facebook Share
طباعة

 هل بات الإنفجار الأمني قريباً في لبنان.. أم أن الوضع لا يزال تحت السيطرة؟ سؤال بات يؤرق المواطن اللبناني، الذي لم يعد يثق بتطمينات القادة الامنيين التي يكررها تارة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، وتارة أخرى قائد الجيش العماد جوزيف عون، بحسب ما يتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على الاحداث الاخيرة التي يمر بها الشارع اللبناني

فهذا المواطن هو الوحيد الذي اكتوى بتطمينات "الليرة بألف خير" قبل اعوام من قبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، واستفاق بين ليلة وضحاها على انهيار مالي واقتصادي واجتماعي لا مثيل له، فما الذي يمنع من ان يستفيق الشعب اللبناني ذات ليلة على انفجار امني، تسعى الى تأجيجه وتغذيته منذ اسابيع جهات عدة بطريقةٍ ما و لسبب مجهول؟، بحسب تعبير المغردين.

هذا التأجيج الذي يُعمل عليه في البلد، يظهر في طيات سلسلة الأحداث والإشكالات التي شهددها لبنان مع نهاية العام وبداية 2023، آخر تجليات هذه الأحداث الخطيرة، تدحرج اعتصام اهالي ضحايا تفجير المرفأ امام قصر العدل، والمطالبة بتدويل التحقيق، الى تظاهرات عمت مختلف شوارع لبنان ليل الجمعة، احتجاجاً على توقيف وليام نون شقيق شهيد فوج الإطفاء جو نون ومداهمة منزله في بلدة مشمش الجبيلية، على خلفية قوله خلال الاعتصام ان "الأهالي سيفجرون العدلية بالديناميت إذا لم يتحرك التحقيق وإذا لم تُكشف حقيقة من فجّر أهلنا وإخوتنا في الرابع من آب 2020".

هذا التوقيف لنون، أثار حفيظة أهالي الشهداء والضحايا وأدى الى إقفال طرقات عدة في الصيفي وجبيل ومناطق أخرى، تخللها اشتباكات وتضارب بين الجيش والمحتجين.

قبل ثلاثة ايام كادت ان تندلع اشتباكات طائفية في بلدة كفرقاهل في الكورة شمال لبنان، اثر تسريب فيديو لإعتداء عدد من الشبان على دورية لقوى الأمن الداخلي كانت تقوم بضبط مخالفة بناء في البلدة كفرقاهل.

وبعد انتشار مقطع الفيديو، عملت القوى الامنية على هدم واجهة البناء المخالف التابع لكّل من "ض. ق." وشقيقه "م" كما تمّ توقيفهما. وتمّ حجز الشاحنة التي هاجمت سيارة الدورية.

وظهر في الفيديو شتم أحد الشبان الذين ليسوا من بلدة كفرقاهل للبطريركية المارونية، الأمر الذي كاد أن يؤدي بحسب مصادر أمنية متابعة الى ردود فعل طائفية لو لم توقف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلية وبعد ساعات قليلة على الحادثة الشبان الثلاثة الذين ظهروا في فيديو كفرقاهل.

وقبل حادثة كفرقاهل بساعات، سخر نائب "القوات اللبنانية" السابق أنطوان زهرا من عروبة الطائفة العلوية، الأمر الذي أقفل الطرقات المؤدية الى منطقة جبل محسن في طرابلس ليل الثلاثاء الماضي إعتراضاً على كلامه وخلق جواً من التوتر في عاصمة الشمال نظراً الى الردود التي صدرت عن مرجعيات سياسية ودينية ضد كلام زهرا.

وكان زهرا أثار غضباً شديداً بسبب تصريح له عن الطائفة العلوية، ففي الحوار التلفزيوني الذي أجري مع زهرا، وردت جملة "انتصرت عروبة الرئيس السوري بشار الأسد على المتآمرين على سوريا". عندها، ردّ زهرا ضاحكاً: "عروبة عند العلوي عروبة شو، ما نحنا دفعنا حق هذا المختبر للعروبة.. علوي وعروبة.. كيف.. حدا يشرحلي ياها".

وبعد الغضب الشعبي الكبير والتوتّر في منطقة جبل محسن، ومطالبة أهالي المنطقة زهرة بالإعتذار، قدم زهرا اعتذاره الى الطائفة العلوية عن كلامه.

وقبل هذه الاحداث بأيام قليلة، قطع شبان من عرب خلده أوتوستراد الجنوب لساعتين إعتراضاً على توقيف أحد المطلوبين من عشائر المنطقة الأمر الذي كاد أن يؤدي الى فتنة في المنطقة لو لم ينجح الجيش اللبناني بفتح الطريق بعد أقل من ساعتين.

"خرطوشة الطائفية" التي تحاول اجهزة عدة اطلاقها في هذا الوقت المتأزم الذي يعيشه لبنان، كان قد بدأ التحضير لها نهاية عام 2022 على خلفية الرسومات "الشيطانية" التي طُبِعت على جدران بعض المنازل في بلدة بريح ، مرورا بقضية قضم الاراضي والتعدي على المشاعات في بلدة رميش الجنوبية، فهل سينجو لبنان كما كل مرة من الاهتزاز الامني؟ ام ان كثرة الخضات وإرتفاع وتيرتها ستؤدي الى الانزلاق نحو مخطط مرسوم لتفجير الوضع في نهاية المطاف؟.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7