العمليات الجراحية إلى الواجهة من جديد… "تكميم المعدة" بين سبيلٍ للشفاء وخطر الموت!

مايا شعيب - خاص وكالة آسيا نيوز

2023.01.14 - 03:47
Facebook Share
طباعة

 عاد الملف الطبي و تحديداً عملية "تكميم المعدة" المتعارف عليها بتصغير المعدة التي يلجأ إليها الأفراد الذين يعانون من الوزن الزائد و الذي يتسبب لهم بأمراض كالسكري و الضغط و أمراض القلب لا سيما اذا ترافق ذلك مع عامل وراثي لهذه الأمراض، حيث يقوم الطبيب الجرّاح وبعد تقييم وضع المريض و حالته الصحية بإجراء جراحي لإنقاص الوزن، وعادة ما ينفذ هذا الإجراء باستخدام المنظار، الذي يتضمن إدخال أدوات دقيقة عبر شقوق صغيرة متعددة في الجزء العلوي من البطن. وأثناء إجراء تكميم المعدة، يستأصل 80 في المئة تقريبا من المعدة مع ترك جزء منها يشبه الأنبوب وفي حجم وشكل ثمرة الموز.

عن هذا المضوع حدثنا الدكتور الطبيب الجراح محمد ح. الذي أوضح لنا حيثيات تلك العملية مؤكداً أن "أي عملية جراحية يجريها المريض ممكن أن تؤدي إلى نزيف"، موضحا أن "المعدة، تغذيها شرايين من الخارج والداخل، وممكن أن تسبب بنزيف أثناء أو بعد العملية بيوم أو يومين".

وأضاف أن "الطبيب يجب أن يقيّم وضع المريض جيدا، ويقدر حسنات وسيئات إجراء العملية"، قبل الشروع بها.

وشرح أنه لتقييم الوضع "نحسب ما يسمى الـ BMI (body mass index، مؤشر كتلة الجسم، وهي عملية حسابية ترتكز على وزن وطول المريض، وإذا تبين أن لديه بدانة قوية، فهنا يجب إجراء عملية تصغير المعدة لحماية المريض من أخطار البدانة"

"وكذلك في حال كان المريض يعاني من مشاكل الضغط والسكري وتأكدنا أن مصدر هذه الأمراض البدانة، فمن الممكن أن نتجه نحو خيار تصغير المعدة"،لافتاً إلى أن الكثير من الذين خضعوا لتلك العملية استغنوا عن علاجات السكري و ضغط الدم المرتفع وكانت سبيلاً لشفائهم من هذه الأمراض و غيرها التي يتسبب بها الوزن الزائد. أهم الإيجابيات والفوائد التي تحققها عملية تكميم المعدة:

التخلص من الوزن الزائد بسرعة وفعالية.

تساعد في تفادي المخاطر الصحية والأمراض المرتبطة بالوزن الزائد.

تغني عملية تكميم المعدة عن الحمية الغذائية القاسية والتمارين الرياضية المجهدة.

تعطي العملية نتائجًا سريعة وواضحة.

تحسن من صحة المريض النفسية والجسدية، وتحسن من نوعية حياته.

أما عن سلبيات تكميم المعدة فقد أشار الطبيب محمد ح. أنه لا توجد  دراسات كافية عن نتائجها على المدى البعيد.

قد يحتاج المريض  إلى وقت طويل نسبيًا للتعافي قد يستغرق ثلاثة أو ستة أسابيع إضافة إلى حاجته لتناول بعض المتممات الغذائية لا سيما التي تحتوي الحديد وفيتامين B12 لوقت طويل بعد العملية.

هل تعتبر الحل بعد العجز عن إنقاص الوزن و ما هو دور أخصائيي التغذية؟

تشير أخصائية التغذية الدكتورة رنا شعيب أنه في الآونة الأخيرة و بسبب انتشار ثقافة الوعي الصحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي و المواقع الالكترونية المختلفة زاد اقبال الناس على الاستعانة بأخصائيي التغذية للحفاظ على وزنهم من جهة و لتحسين نوعية نظامهم الغذائي لتجنب مخاطر البدانة و السمنة التي قد تدفع بهم إلى إجراء عمليات جراحية فضلاً عن تعريضهم لأمراض القلب و الأوعية الدموية و السكري و غيرها من الأمراض المزمنة.

وأفادت الأخصائية لمراسلة وكالة آسيا نيوز أنها على الصعيد الشخصي تعارض اللجوء إلى العمليات الجراحية لتخفيف الوزن إلا في الحالات التي تكون العملية حلاً لمعضلة مرضية، فبحسب خبرتها فإن الكثيرين ممن قاموا بعملية تكميم المعدة عادوا بعد فترة زمنية للاستعانة بأخصائي التغذية لمساعدتهم في التخلص من الوزن الزائد الذي اكتسبوه بعد العملية و يعود ذلك حسب قولها إلى أن المريض يجب أن يغيّر من معتقداته الصحية و علاقته بالطعام ونمط حياته قبل الاقدام على تلك العمليات،ناهيك عن السلبيات التي ترافق المريض بعد العملية من نقص في الفيتامينات الذي يسبب لهم بالوهن والانحطاط الذي يعيق البعض منهم عن القيام بالأعمال اليومية أحياناً و ترهلات في الجسم إضافة إلى فقدان البعض منهم لذّة الطعام!

أما عن الجانب النفسي الذي يؤدي بالأفراد إلى المخاطرة واللجوء للجراحات سعياً لتحسين مظهرهم أو التخلّص من عادات غذائية قصدنا لأجل ذلك المعالجة النفسية السيدة لارسيا صفا التي صرّحت لنا ووفق ما تعاينه من حالات عياديّة مماثلة أنّه في زمن الغزو الثقافي للنت و البرامج التي تركز في شخصياتها على معايير جسدية محددة سواء للذكر أو الأنثى تكرّس في اللاوعي الجمعي للمتابعين لتلك الوسائل و من شتى الأعمار معياراً للجسم و الشكل الخارجي، فابتعدت البدانة عن بعدها المرضي وتحولت إلى مجلبةٍ للنقد الهادم و التنمّر مما حذا بالأفراد الذين يعانون منها السعي إلى التخلص من الوزن الزائد بشتى الطرق و أحياناً أسرعها ولو ترتّب على ذلك مفسدة و مخاطر جسدية، هنا لا بد للطب النفسي من التدخل من ناحية مساعدة الفرد على تقبّل الذات و السعي للأفضل دون المخاطرة بالحياة عملاً بمبدأ ترتيب الأولويات، وختمت الدكتورة لاريسا قولها أنّ منهج المعالجة النفسية للأشخاص المصابين بوسواس الظهور .. يبدأ بالتوعية اولا، ثم مواجهة الحالة لكسر جاجز القلق حيال المظهر من خلال تخفيف اهمية النتائج المرتبطة بالمظهر ووضعها في اطارها الموضوعي وتدريب المريض على مواجهتها بطرق متناسبة مع كل حالة.

لكن للأسف أغلب مرضى المظهر متصالحون مع أنفسهم كون المادة التي تؤمن غطاء الازمة وترفدها بالصور الذهنية المحفزة لهرمونات السعادة والقوة متوفرة بشدة وتلقى تأييداً ورواجاً كبيرين كون الحالة الثقافية العامة تمجد هذا المظهر وتنعت الاخرين بالتخلف.

وللوقوف عند تجربة تكميم المعدة كان لقاء مع السيدة ساندرا ح. التي خضعت منذ أربعة أعوام لعملية تصغير المعدة و كانت حينها في الخامسة و العشرين من العمر وعن تلك التجربة صرّحت أنّ خسارة الوزن كانت هدفها الأساسي من إجراء العملية بعد ان بلغ وزنها ١٠٤ كيلوغراماً و المعاناة لا بد منها مثل أي عملية جراحية يترتب عليها آلام مرافقة إلا أن المفارقة في هذه العملية هي في الفترة التي تليها حيث لا يمكنها تناول الطعام والاعتماد على الماء اضافة إلى السوائل لفترة أشهر ريثما يتحسن تدريجياً عمل المعدة او ما تبقى منها اذا صح القول و تغير نظامها الغذائي من حيث الكمية خصوصاً، ساندرا خسرت حوالي ٤٤  كيلوغراماً من وزنها في غضون الأشهر التسعة التي تلت العملية تتعرض كل حينٍ لنقص في الفيتامينات لاسيما الحديد لكنها راضية عن النتيجة التي حصلت عليها وغير نادمة على القيام بذلك وهي تعتبر أنها خاضت معركة رابحة على الصعيد الصحي و النفسي مع الوزن الزائد حيث استطاعت التغلب عليه بطريقة سريعة حسب تعبيرها. 

بين سلبيات و ايجابيات و ترغيب و ترهيب لا يمكن حسم الموقف هنا كمختلف القضايا اليومية لاسيما العلمية و الطبية منها التي تشهد كل يومٍ دراسات ويبقى القرار الحاسم للمريض بشكل مباشر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1